"الإعلام يدعم النساء الرائدات": لكسر الصورة النمطية عن المرأة في وسائل الإعلام

par Bayan Itani
30 oct 2018 dans التنوع والإدماج

يكثر الحديث عن الصورة النمطية السلبية للمرأة في وسائل الإعلام، لكن قلّما نسمع عن المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحسين أداء وسائل الإعلام في تغطية قضايا المرأة. "الإعلام يدعم النساء الرائدات" هو مشروع يندرج ضمن هذه الخانة، يُنظَّم في لبنان بالشراكة بين سمارت سنتر للإعلام والمناصرة وجمعية نساء رائدات منذ كانون الثاني/ يناير الماضي برعاية من وزارة الإعلام اللبنانية. ويهدف المشروع، بحسب الكتيّب التعريفي، "إلى تعزيز مشاركة النساء في الشأن العام وبلورة صورة إيجابية للنساء في وسائل الإعلام،" في حين توضّح مديرة مركز سمارت رندى يسير أن الهدف الرئيس للمشروع هو "كسر الصورة النمطية الموجودة في المجتمع اللبناني عن المرأة ككائنة ضعيفة."

هذا وتضمّ فعاليات مشروع "الإعلام يدعم النساء الرائدات" نشاطات متعدّدة أبرز ما تمّ منها تدريب مجموعة من الصحفيين والصحفيّات على أساسيات التغطية الإعلامية السليمة لقضايا المرأة، بما فيها تقنيات مقابلة النساء الرائدات وإبرازهنّ كخبيرات في مجالات تخصصهنّ. ومن أصل المتدربين الثلاثين الذين شاركوا في الورشة التدريبية، يقوم 23 منهم بإعداد دليل يجمع السير الذاتية لما يقارب 150 امرأة رائدة في المجتمع اللبناني من تخصصات ومجالات عمل متنوعة. وسيتم توزيع دليل النساء الرائدات على المؤسسات الإعلامية بهدف تحديث قواعد بياناتها لتضم متخصصين إناث يُمكن استضافتهنّ في البرامج والفقرات الإخبارية والحوارية التي تعرضها. وبحسب يسير، فإن هذا الدليل سيُبصر النور في أواخر شهر أيار/ مايو وسيُنشَر على موقع إلكترونيّ مخصّص له.

فعاليات المشروع شملت أيضاً عرض سلسلة من الإعلانات التلفزيونية على المحطات المحلية، تحث بمضمونها النساء على اتخاذ قراراتهن وخياراتهن بأنفسهن، بما فيها خياراتهن السياسية، في ضوء الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة المفترض إجراؤها الصيف المقبل. وقد بلغ عدد هذه الإعلانات ستة، مدة كلّ منها 30 ثانية تقريباً، وأصدر وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق مذكّرة رسمية طالب فيها القنوات المحلية الالتزام بعرضها. هذا وسيتم عقد ست طاولات مستديرة مع نساء لبنانيات في مختلف المناطق قبل موعد الانتخابات لمناقشة كيفية تفعيل دور المرأة في القطاعين العام والخاص، انطلاقاً من نماذج النساء الرائدات في الإعلانات الست.

وكانت يسير قد تبنّت قضية المرأة اللبنانية منذ بداية عملها الصحفي في العام 1997، وذلك نتيجة ملاحظتها "لمدى إجحاف الصحافة والقوانين في لبنان لحقوق المرأة والانتقاص من حقوقها كمواطنة وشريكة في صناعة القرار،" كما تشرح. وبحكم نشاطها في عدد من منظمات المجتمع المدني، حَمَلت يسير على غالبية وسائل الإعلام تناولها السطحي، وفي بعض الأحيان الاستغلالي، لبعض القضايا الاجتماعية المطروحة. كما أن الانجازات الفعليّة للكثير من منظمات المجتمع المدني كانت قلّما تُغطّى بشكل صحيح في وسائل الإعلام وذلك لعدم إلمام معظم الصحفيين بالقضايا الاجتماعية أو تبنيهم لها من جهة، ومن جهة أخرى لعدم معرفة العاملين في منظمات المجتمع المدني بأساسيات العمل الصحفي والحملات الإعلامية التي يتم ترويج إنجازاتهم من خلالها. هذه المعطيات ساهمت في تأسيس يسير لمركز سمارت في العام 2009، والذي نظم منذ ذلك الحين الحملات الإعلامية لعدد من المنظمات المدنية، وأقام دورات تدريبية للصحفيين لحضّهم على التعامل بحساسية ومسؤولية عند تغطية القضايا الاجتماعية.

وتأتي الشراكة التكاملية مع جمعية نساء رائدات اليوم في مشروع "الإعلام يدعم النساء الرائدات" لتدشن المشروع الثالث لسمارت المتخصّص بقضايا المرأة، إذ أن المركز ينظم إلى جانبه مشروع "نحو صورة إيجابيّة للمرأة العربيّة في الإعلام" الذي انطلق في آذار/ مارس من العام الفائت، ومشروع "مناصرة النساء للأصوات الانتخابية النسائية" الذي بدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.