وب 2.0 والمدونات الإيرانية كما يراها آراش أبادبور

par omemarian
30 oct 2018 dans أساسيات الصحافة

حاورت شبكة الصحفيين الدوليين المدوّن الإيراني آراش أبادبور والذي يستخدم "آراش كامنغير" كإسم مستعار. ويعد هذا المدوّن الذي يقيم في كندا أحد المدونين المشهورين في عالم التدوين بالفارسية والذي يدرس علوم الكهرباء والحاسوب في جامعة مانيتوبا في كندا. وقام آراش مؤخراً بتطوير برمجيات (سوفتوير) لرصد فعاليات المدونات بالفارسية وتحليل المزايا الحديثة للتدوين.

وفي حوارنا معه، قام آراش بمناقشة مشاريعه الحالية وحبه العميق للتدوين وآخر ما يدور في هذا المجال.

متى أصبحت مهتماً بالتدوين؟

لقد بدأت بالتدوين في عام 2004 عندما كنت أتهيأ لامتحان "التوفل" (هو اختبار في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها او الذين يستعملونها كلغة ثانية لقياس درجة إتقانهم لها.) حينها كنت أفكر بأن التدوين سوف يطور مهاراتي في الكتابة باللغة الانكليزية. وبسبب وضع إيران ومصالحي الشخصية، فقد كنت متردداً في التدوين حول القضايا الاجتماعية والسياسية. وبدءاً من عام 2007 بدأت بالتدوين باللغة الفارسية.

لماذا قمت بدراسة المدونات الإيرانية، وماهي المشاريع التي قمت بإطلاقها مؤخراً؟

قمت بإطلاق موقعي الاليكتروني للترابط "ديديش" Didish.com ومشاريع أخرى من جانب الفضول. لقد اصبحت بصورة تدريجية مهتماً بالكتابة حول برمجيات وتطبيقات تحليل عالم التدوين.

يعد عالم التدوين بالفارسية بيئة نشطة تعد فيها مئات المدونات مصدراً بديلاً للمعلومات. وإن تحليل هذه المجموعات النشطة من المدونات سوف يوفر رؤية مهمة لعقلية الشباب الإيراني ورؤيتهم للعالم. ويهدف مشروع "ديديش" إلى استكشاف التوجهات والنقاط الساخنة في عالم المدونات الإيرانية.
لقد بدأت الفكرة في خاطري أثناء رحلتي إلى أوروبا عندما ذهبت لحضور مؤتمراً حول التدوين. خلال هذه الرحلة قمت بالدردشة مع صديق لي غير إيراني والذي كان موضوع بحثه للماجستير يركز على المدونات الإيرانية. وأثناء ذلك قمت أيضاً بحضور اجتماعات لأجانب كانوا قد قاموا باستكشاف عالم المدونات الإيرانية والذين واجهتهم صعوبات بسبب فارق اللغة واختلاف الثقافة. ومن هناك بدأت مشاريعي.

ماذا توضح نتائج مشاريعك؟

لا توضح مشاريعي أي نتائج بصورة خاصة وإنما تهيأ الأرضية للآخرين لتحليل المدونات. أنا لست بمحلل، وإنما مبرمج فقط حيث أساعد الباحث من خلال كتابة برنامج أو تطبيق معين. و من خلال ذلك فإنني أحاول أن أسلط الضوء على هذا العالم المظلم وبعدها توفير المعلومات (الداتا) لهؤلاء الخبراء الذين بإمكانهم التحليل والدراسة. وبالرغم من ذلك فأن بعضاً من نتائج مشاريعي تتضمن تقديرات تخص وسع وعمق المدونات الإيرانية ونموها واتجاهاتها وما إلى ذلك، وكانت جميعاً موضحة في مؤتمرات وندوات.

من خلال ملاحظاتك، هل استطاعت المدونات الإيرانية من استخدام وسائل الاتصال والأدوات التفاعلية بصورة مناسبة؟

بحسب العديد من الدراسات فإن المدونات الإيرانية ممتازة. فقد قام كتيب "نصائح حول المدونات والتدوين" بنشر مجموعة جديدة تسمى "باسيج" لتعريف أعضائها بأدوات التدوين، مذكرين الجميع بأن اللغة الفارسية تعد رابع أكثر لغة مستخدمة في التدوين. ويذكر الكتيب "لا يمكننا إطلاقاً تجاهل الطبقات، خوصاً مع تقييد الوصول إلى الانترنت في إيران." بمعنى آخر فإن التقييد المسيطر على المدونات والمواقع الاليكترونية لم يحبط المستخدمين. وحتى القوات العسكرية والتي تتخوف من المدونات والمدونين أصبحت تشجع أعضاءها للتدوين. أنا أعتقد بأن ذلك يوضح بأن المدونات الإيرانية ظاهرة مؤثرة.

ماهي أهمية معرفة المدونين لوب 2.0؟ هل أن المدونين الإيرانيين على دراية بوب 2.0؟

لنقم بتعريف المدونين أولاً. لدينا مدونين أتقنوا وب 2.0 واستخدام الموجزات (feeds) والشبكات الترابطية. وفي إحدى المرات، قال أحد المدونين المخضرمين أنه حيثما تدخل أحدى المدونات فأنك سترى شيئاً جديداً وبراق. وبحسب هذا المدون فإن بعض المدونين قاموا بتطوير تقنيات وب 2.0 ببراعة بحيث أصبحت زيارة مواقعهم بمثابة تجربة مشاهدة فلاح لمنظر جميل في مدينة كبرى. وهذا لا يعني أن جميع المدونين الإيرانيين على إطلاع بوب 2.0 وتطبيقاته. العديد من المدونات لا تزال تفتقر لخدمة RSS . وكذلك لدينا مدونات تستقبل العديد من المتصفحين لكن بدون قسم يسمح للقراء بالتعليق. بصورة عامة أعتقد إن أكثر المدونين على معرفة باستخدام الأدوات الجديدة، من ضمنها وب 2.0 وكيفية استخدامها بصورة فعالة.

هل أن المدونات الإيرانية على إطلاع بالأدوات الجديدة والملتيميديا؟

بعيداً عن المدونين الذين لا يزالوا يمتعون قراءهم من خلال النصوص فقط، فأنه من الصعب إيجاد مدون لا يستخدم صوراً أو مقطع فيديو أو مقطع صوتي. من ناحية المقاطع الصوتية فأنه من المعروف أن المدونات الإيرانية قد فعلت أشياء ممتازة. أما تحميل أو ربط مقاطع فيديو فإنها من الأشياء الشائعة. لكن حجب الحكومة لمواقع مثل "يوتيوب" وسرعة الانترنت البطيئة بسبب خدمة الطلب الهاتفي (دايل أب) قد سببت خلقت بعض الصعوبات أمام المدونين الإيرانيين. وبالرغم من ذلك قام العديد من المدونين بعض مقاطع فيديو ممتازة.
أنه من المهم أن نتذكر بأن المدونين المتحولين من تدوين الكتابة فقط إلى تدوين الصورة والصوت يحتاجون إلى أدوات تعرفهم بهذه التقنية. بما أن النصوص هب الأكثر شيوعاً فأن التقنيات الجديدة تستخدم في مجال التغيير كشيء جانبي.

ما هي نصيحتك للمدونين الراغبين بالصدارة من ناحية التطور الاليكتروني؟

كما نعلم جميعاً فأن المدونين في الوقت الحالي هم المنتجون والمسوقون لمحتوى أعمالهم . إن كتابة موضوع على المدونة هو نصف المعركة. بما أن المدونون الإيرانيون يدونون بصورة متقطعة، لذا يتوجب عليهم التعرف على استخدام التقنيات الجديدة. يوجد العديد من المصادر الممتازة حول ذلك في مدونات. مثلاً فقد قمت بكتابة موضوع "لا تكن مدوناً كالدينصور" بالفارسية  http://www.gozaar.org/template1.php?id=1079&language=persi وبالانكليزية http://www.gozaar.org/template1.php?id=1079&language=english.


للإطلاع على مزيد من المعلومات حول آراش، قم بزيارة مدونته بالانكليزية kamangir.net وموقعه الاليكتروني الشخصي abadpour.com. ويمكنك أيضاً الاتصال به عبر: arash@kamangir.net.