يدّعي أحدهم أنّ صورته تعود لكائن بحري حقيقي، بينما يؤكد آخرون أنها لمشهد حرائق غابات. وفي المقابل، تشير صفحة موثقة إلى أن جميع صورها حقيقية بلا جدال. لكن، مهلًا! هل يمكننا الوثوق بهذا الكم الهائل من الصور التي تغزو منصات التواصل الاجتماعي كل لحظة؟ أم أن بعضها قد يكون مُولدًا بواسطة الذكاء الاصطناعي بدون الإشارة إلى ذلك؟
تُقدّم لكم شبكة الصحفيين الدوليين دليلاً عمليًا لأفضل أدوات التحقق من الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي والكشف عن التزييف العميق، وذلك لمحاربة انتشار هذه الصور باعتبارها حقائق.
في البداية، دعونا نتعرف على أدوات كشف الذكاء الاصطناعي، وهي أدوات عملية تهدف إلى تحديد ما إذا كان جزء من المحتوى، سواء كان صورًا أو مقاطع فيديو أو غيرهما، قد تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي أم لا. غالبًا ما يتطلب اكتشاف هذا النوع من المحتوى استخدام برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تعمل على تحليل الأنماط والأدلة المختلفة الموجودة في المحتوى، لتحديد ما إذا كان المحتوى ناتجًا عن الذكاء الاصطناعي التوليدي أم لا، وهذا يعني إننا نتحدث عن أنظمة ذكاء اصطناعي تحاول الحكم على أنظمة ذكاء اصطناعي أخرى.
كيف تعمل هذه الأدوات؟يتطلب اكتشاف المحتوى المُولد الذكاء الاصطناعي تدريب نموذج تعلُم آلي على ملايين الأمثلة للمحتوى الناتج عن الإنسان والذكاء الاصطناعي، والتي يُحللها النموذج بحثًا عن الأنماط التي تساعده على تمييز أحدهما عن الآخر. تختلف العملية الدقيقة اعتمادًا على الأداة المُستخدمة ونوع المحتوى الذي يتم تحليله، سواء كان نصًا أو وسائط مرئية أو الصوت.
وفيما يتعلق بالصور، تحتوي كل صورة ينشئها مولد الصور بتقنية الذكاء الاصطناعي على ملايين البكسلات، وتحتوي كل منها على أدلة حول كيفية إنشائها. تقوم أجهزة كشف الصور بتحليل وحدات البكسل بدقة، وتلتقط أشياء مثل أنماط الألوان والحدة، ثم تُحدد أي حالات شاذة لا توجد عادةً في الصور الحقيقية، حتى تلك التي تكون دقيقة للغاية بحيث لا يمكن للعين البشرية رؤيتها. تركز هذه الأدوات فقط على الجوانب الفنية للصورة وليس على محتواها.
أفضل الأدوات للتحقق من الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي عام 2025
بعدما تعرفنا على آلية عمل هذه الأدوات، دعونا نبحر قليلًا في عالمها الذي يُتيح لنا معرفة ما إذا كانت صور معينة حقيقية أم فقط صنعها شخص ما عبر برامج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي. هيا نبدأ الرحلة.
من أفضل الأدوات للكشف عن التزييف العميق. وتوفر الأداة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي كشفًا فوريًا للتزييف العميق بدقة عالية. وتستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المُتقدمة وتقنيات متعددة مثل تحليل معالم الوجه، وفحوصات الاتساق الزمني، واكتشاف الوميض لتحديد الوسائط التي تم التلاعب بها.
يُتيح كاشف التزييف العميق للمستخدمين تحميل الوسائط الرقمية المزيفة بالذكاء الاصطناعي عبر موقع الإنترنت الخاص بهم، ثم يقوم بتحديد مقاطع الفيديو والصور والصوت التي تم التلاعب بها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا النظام تقريرًا شاملاً عن اكتشافاته.
تُقدّم Hive أدوات مجانية للكشف عن الذكاء الاصطناعي للنصوص والصور ومقاطع الفيديو والصوت. يمكن للأداة التعرف على المحتوى الذي تم إنشاؤه باستخدام العديد من محركات الذكاء الاصطناعي التوليدية الشائعة، بما في ذلك ChatGPT وDALL-E وMidjourney، ونموذج تحويل النص إلى صورة المعروف باسم Stable Diffusion.
وبمجرد قيام المستخدم بإدخال الوسائط، تقوم الأداة بمسحها ضوئيًا وتوفر درجة إجمالية لاحتمالية إنشائها بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تقديم تفاصيل أخرى مهمة، مثل نموذج الذكاء الاصطناعي المُحتمل استخدامه في عملية التوليد.
تتميز هذه الأداة باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي مُتقدمة، وواجهة مستخدم سهلة الاستخدام، والنتيجة النهائية هي أداة قوية تكشف الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي بدقة كبيرة مهما بدت حقيقية للكثيرين.
أداة فعالة ومجانية تكشف الصور المُصنعة بالذكاء الاصطناعي. كل ما عليك فعله هو إدخال ملف الصورة أو لصق عنوان URL، ثم النقر فوق زر الإدخال. بعدها سيخبرك الكاشف بمعلومات مفيدة عن الصورة ودرجة احتمالية إنشائها بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى معلومات عن البرامج المستخدمة في صناعتها.
أداة بسيطة تحمل اسمًا يعكس وظيفتها الأساسية، وهي: الكشف عما إذا كانت صورة معينة مولدة بالذكاء الاصطناعي أم لا. تستخدم الأداة تقنية متقدمة للتحقق بسرعة من الصور، مما يُمكنك من التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف.
أداة مذهلة تُقدّم ميزات عديدة بشكل مجاني. لا تكتفي بالكشف عما إذا كانت الصورة مزيفة أم لا، بل تذهب أبعد من ذلك عبر منصتها التي توفر لك مجموعة كاملة من الوظائف لمساعدة المستخدمين في تحديد وفهم طبيعة الصور المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن للمستخدمين التحقق مما إذا تم إنشاء الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديد النموذج المستخدم لتوليدها، بل وحتى تحديد المناطق داخل الصورة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
Foto Forensicsيمكنك عبر أداة Foto Forensics المجانية وضع عنوان URL للصورة، وبعدها، تمامًا كالمحقق شيرلوك هولمز، ستعرف من فعلها whodunit.
والأهم من ذلك أن أداة FotoForensics تُقدّم أيضًا مجموعة من الموارد لمساعدتك على تحليل الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي وتحديدها بشكل أفضل، بما في ذلك الخوارزميات، والبرامج التعليمية عبر الإنترنت، وتحديات ممتعة لتقييم مهاراتك.
هي أداة بسيطة، أو بالأحرى إضافة جديدة لمتصفح Chrome، متخصصة أكثر في كشف التزييف العميق للصور، خاصة تلك المستخدمة في صور الملفات التعريفية المزيفة. وهو ما سيجعلك حين تدخل حسابًا معينًا على وسائل التواصل أن تعرف ما إذا كانت صورته الشخصية مُزيفة أم لا.
الأداة متوفرة فقط على أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تستخدم Google Chrome.
اسم الأداة يعكس وظيفتها بوضوح، لكنها تُقدّم إمكانيات مميزة. سنكتشف عبر Fake Image Detector الصور المُزيفة التي تم التلاعب بها، سواء كانت مُعدلة أو مُحررة باستخدام تقنيات متقدمة، بما في ذلك تحليل البيانات الوصفية وتحليل ELA.
عبقرية هذه الأداة تتمثل في كونها تعمل كعدسة مكبرة، فهي تُقدّم لك مجموعة من الأدوات المجانية لمساعدتك على معرفة التزييف بدقة.
أداة قوية وسهلة الاستخدام تُتيح لك التعرف على الصور المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي بسهولة شديدة. كل ما عليك فعله هو رفع الصورة أو وضع عنوان URL للصورة وبعدها ستحصل على معلومات كافية عن تلك الصورة.
وأخيرًا..
في عصر يغرق بالصور التي قد تكون مزيفة، تُصبح أدوات التحقق من الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي ضرورية أكثر من أي وقت مضى. هذه الأدوات تمنحنا القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، وتساعدنا في الحفاظ على مصداقية المحتوى الرقمي، وتُسهل لنا مهمة تصفية المعلومات المغلوطة.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة "Dan Gold".