شهدت السنوات الأخيرة طفرة في تطور برامج التجسس والمراقبة والتي تستخدمها الحكومات حول العالم للتجسس على الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان والنشطاء السياسيين أو مجموعات المجتمع المدني. تمنح برامج المراقبة قدرة غير محدودة في مهاجمة أجهزة المستخدمين عن بعد عبر شبكة الانترنت وقراءة بريدهم الإلكتروني والاستماع الى مكالمتهم الصوتية الخاصة وتسجيل نقراتهم على لوحة المفاتيح وسرقة كلمات المرور المستخدمة في الولوج/ الدخول على حسابات حساسة كالحساب البنكي أو مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني كما تقوم هذه البرنامج بتفعيل الكاميرا أو الميكرفون المتصل بجهاز الكمبيوتر للتجسس على المستخدمين.
بعض تلك البرمجيات والتي تم استخدامها من قبل بعض الحكومات لاستهداف مواطنين أبرياء متوفرة بصورة كبيرة على الانترنت كما وتتوفر برمجيات بديلة أكثر احترافية يتم تطويرها وبيعها من قبل شركات تجارية خاصة ويتم بيعها لحكومات في جميع انحاء العالم.
على سبيل المثال، قامت الحكومة البحرينية باستخدام برنامج تم أنشائه من قبل شركة فين فيشر الألمانية للتجسس على نشطاء حقوق الانسان. كما وقامت الحكومة الاثيوبية بالتجسس على صحفيين في الولايات المتحدة وأروبا مستخدمة برنامج تم تطويره من قبل شركة هاكينج تيم والتي تقوم ببيع أدوات وتجهيزات خاصة بالمراقبة والتجسس.
بحسب موقع مرايا، يعتبر قطاع صناعة الرقابة من الأعمال الكبيرة والتي تقدر قيمتها بحوالي 5 مليار US$ سنوياً وهذا الرقم ينمو بتزايد. وإذا كنتم مهتمين بمعرفة المزيد حول برامج التجسس التي تم استخدامها ضد الصحفيين والنشطاء والمعارضين السياسيين فبإمكانكم النقر هنا للاطلاع على قائمة شاملة بالتقارير المؤثرة التي نشرت في السنوات الأخيرة.
وبهدف تسليح الصحفيين والنشطاء بأدوات مجانية لاكتشاف ما اذا قد تم اختراقهم، قام تحالف من المنظمات الدولية (منظمة العفو الدولية ومنظمة المجتمع الرقمي في المانيا ومؤسسة الحدود الإلكترونية في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة ومنظمة الخصوصية الدولية في المملكة المتحدة) بإطلاق برنامج جديد يدعى “ديتكت” Detekt ويمتاز بكونه مجاني ويدعم اللغة العربيّة.
وبحسب البيان المنشور على موقع منظمة العفو الدولية فإن الهدف النهائي من إطلاق هذا البرنامج هو جعل المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني قادرين على القيام بعملهم المشروع من دون خوف من الرقابة والمضايقة والترهيب والاعتقال أو التعذيب.
وطوّر البرنامج ذو المصدر المفتوح، الباحث الأمني الألماني كلاوديو جوارنيري، وهو تطبيق كان يستخدمه لسنوات في التحقيق في انتهاكات الحكومات واستخدامها لبرامج التجسس أثناء عمله مع باحثين آخرين في سيتيزن لاب بجامعة تورونتو.
وفي تصريح لموقع ماشبال قال كلاوديو "لقد قررت إطلاق البرنامج ليكون متاح للعموم، لأن الاحتفاظ بالبرنامج بشكل خاص لا معنى له". وأضاف، "من الأفضل إعطاء المزيد من الناس فرصة لاختبار وايجاد المشكلة في أسرع وقت ممكن، بدلاً من إبقاء هذه المعرفة خاصة وتركها تنقرض".
الجدير بالذكر، أن البرنامج يعمل فقط على نظام تشغيل ويندوز وتم تصميمه لاكتشاف البرمجيات الخبيثة التي طورتها الشركات التجارية. بالإضافة الي برامج التجسس المشهورة والتي يستخدمها مجرمو الإنترنت مثل بلاك شيد وجوست والتي تتيح الوصول/ التجسس عن بعد.
يحمل برنامج “ديتكت” بعض القيود، فعلى الرغم من أنه يقوم بالمسح والبحث، ولكنه لا يقوم بإزالة البرمجيات الخبيثة، وحذّر من ذلك الموقع الرسمي . فإن كانت هناك آثار لبرمجيات خبيثة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، يجب عليك التوقف فوراً عن استخدامه والبحث عن مساعدة بأسرع وقت ممكن. كما وتم التحذير من أن عدم عثور البرنامج على برامج للتجسس، لا يعني بالضرورة عدم وجودها على الجهاز حيث لا يكتشف البرنامج الاصدارات الأحدث من برامج التجسس التي وضعتها شركات مثل فن فيشر وهاكنج تيم والشركات المماثلة والتي تعمل بشكل مستمر على تطوير منتجاتها ليصعب اكتشافها.
لاستخدام البرنامج يتوجب عليكم تحميله من خلال موقعه الرسمي، بعد ذلك عليكم إيقاف أي اتصال للكمبيوتر بالإنترنت، سواء بالكابل أو بالاتصال اللاسلكي. ثمّ عليكم النقر عليه بالزرّ الأيمن من الماوس، واختيار وضع التشغيل كمدير للنظام Run as Administrator. عندئذ ستظهر واجهة البرنامج، يمكنكم الإبقاء عليها والضغط على الزرّ الأزرق "Scan Now"، إذا كنتم تفضلون اللغة العربية، ويمكنكم تغيير اللغة أيضاً ومن ثمّ الضغط على "افحص الآن".
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة أندي روبرتس.