ما تحتاجه الصحفيات اليمنيات لمواجهة التنمر الالكتروني 

30 mars 2023 dans السلامة الرقمية والجسدية
صورة تعبيرية

يزداد التنمر على الصحفيات اليمنيات في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد خاصة في أجواء الصراع المشحون بخطاب الكراهية والتحريض ما تسبب بالأذى النفسي والمعنوي لعدد كبير من الصحفيات. 

وداد البدوي هي إحدى الصحفيات اللواتي تعرضن للتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية نشر آرائها ومواقفها. في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، تقول: "إنّ المتنمرين يهاجمونها بسبب مواقفها وأحيانًا بسبب انتمائها المناطقي أو الأسري وأحيانًا بسبب جنسها أو شكلها أو أي موقف تطرحه على وسائل التواصل الاجتماعي". وتضيف البدوي أنّ "المتنمرين لا يتعاملون مع صفحتها على أنها شخصية وإنما يفسرون ما ينشر فيها كما يرغبون".

وتوضح أنه في حال نشرت صحفية منشورًا حول قضية معينة ولم يعجب المحتوى طرفًا معينًا، يلجأ الأخير إلى تسليط جيشه الالكتروني للهجوم والتنمر، لا سيما إذا كان الموضوع مرتبطًا بالشأن العام والسياسة. ومن أجل الحدّ من التنمر عليها، قامت وداد بحظر كل المسيئين لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بعد سنوات من الحرب في اليمن، صار الوضع مختلفًا بالنسبة للصحفية وداد البدوي، وتكيفت معه حتى لا ترهق أعصابها ونفسيتها، واعتمدت على التجاهل وعدم متابعة التعليقات على ما تكتب حتى لا تتأذى نفسيًا. 

تقول البدوي إنها تتلقى دعمًا ومساندة من النساء وبعض الأصدقاء ومن مؤسستها التي تعمل بها، وتعتبر أنّ هذه الظاهرة زادت مع الحرب وصارت منظمة لدى بعض الجهات السياسية التي أنتجت جهة غير مرئية تعد المحتوى وتوزعه على الجيش الالكتروني، إضافة الى التحشيد من قبل بعض القوى السياسية باستخدام حسابات مستعارة وتجنيد أشخاص موالين لها. 

وتنصح البدوي الصحفيات بعدم الالتفات لما يكتب أو ينشر عنهن من تنمر حتى لا يتأذين نفسيًا، وأن يعملن على تقديم محتوى جيد يفيد الناس ويحترم الجميع ولا يستثير الآخرين. 

٧٢٪ من الصحفيات تعرضن للتنمر 

وكشفت دراسـة مسحية حول "التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات اليمنيات والتداعيات والمعالجات" تفشي ظاهـرة التنمر الإلكتروني بنسبة كبيرة تجاه الصحفيات، بلغت ٧٢٪. 

الدراسة التي أعدها مركز الإعلام الاقتصادي شملت 79 صحفية وناشطة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف المحافظات اليمنية، أظهرت أنّ معظم الصحفيات اليمنيات المسـتهدفات تعرضن للتنمـر الإلكتروني وبصـورة متكررة في مواقـع التواصـل الاجتماعـي، واحتلّ موقع فيسـبوك نسـبة عالية تجـاوزت الـ%90. 

عوامـل اجتماعيـة وثقافيـة 

وتنوعت مظاهـر التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات، بين التعليقات المسيئة في المنشـورات، إضافة لرسائل مزعجـة واخـتـراق لصفحاتهن الخاصة، مما يؤكد على حدوث قدر كبير من العنف في الظل بعيـدًا عـن الأنظار. 

وترجع ٩٠٪ مـن الصحفيـات عينـة الدراسـة أسباب انتشـار الظاهـرة إلى عوامـل اجتماعيـة وثقافية، وهـو مؤشر خطر ينـم عـن وجود قبول اجتماعي أحيانًا لتصاعد الاعتـداءات ضـد الصحفيات اليمنيات عبر الإنترنت في ظـلّ عـدم وجود قوانين رادعة لحمايتهن. 

خطوات المواجهة 

من جهته يقول فهمي الباحث، المختص بالسلامة الرقمية إنّ اليمن تفتقر إلى القدرات والغطاء القانوني اللازم لمكافحة مثل هذه الجريمة، وبسبب البيئة الحالية في اليمن، أصبحت الصحفيات معرضات للتنمر أكثر من غيرهن، لكنه يثق أنهن لديهن القدرة على تجاوز ذلك. 

ويطرح الباحث في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين عددًا من النقاط المهمة التي يجب على الصحفيات القيام بها عند تعرضهن للتنمر أبرزها التالي: 

- عدم الاستسلام للتنمر ومواجهته بشتى الطرق والوسائل المتاحة

- عدم مواجهة التنمر بشكل منفرد، والحديث إلى أشخاص يثقن بهم. 

- التبليغ للمنصات التي حدث فيها التنمر (فيسبوك، تويتر، الخ). 

- التحلي بالهدوء، اتخاذ القرار الأمثل بشأن من يمكن التواصل معه وما ستقوله له.  

-  يجب تعلم مهارات حماية الخصوصية وتربية الأبناء والشبكات المحيطة على الأمن والخصوصية. 

في السياق ذاته، يقول مدرب السلامة المهنية في نقابة الصحفيين اليمنيين عبود الصوفي لشبكة الصحفيين الدوليين إنّ النقابة تتلقى بلاغات من صحفيات بتعرضهن للتنمر ويتم تقديم النصائح لهن. 

ويرى الصوفي أنّ على الصحفيات القيام بالخطوات التالية لمواجهة التنمر: 

  • المواجهة القانونية لظاهرة التنمر الإلكتروني. 
  • الاستعانة بأخصائي نفسي لتجاوز الآثار النفسية على الصحفيات. 
  • العمل مع المؤسسات الصحفية والنقابية المهتمة بالإعلام على رصد حالات التنمر وإصدار قائمة بالمتنمرين سواء كانوا أشخاصًا أو جهات وكيانات سياسية.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كايتلين باكير.