كيف تقدم مقترحًا ناجحًا لتغطية مؤتمر المناخ COP27؟

par IJNet
5 oct 2022 dans تغطية قضايا البيئة
صورة من الجلسة

عقدت الجلسة الأولى من السلسلة التدريبية الخاصة بالتغطية الصحفية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP27)، المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ المصرية من 7 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي يقدّمها منتدى باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية، الذي أطلقه المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) بالشراكة مع شبكة الصحفيين الدوليين (IJNet) التابعة له، تحت عنوان "كيف تقدم مقترحًا ناجحًا لتغطية قمة المناخ (COP 27)؟".

                                                                           انقر هنا لمشاهدة تسجيل الجلسة

أبرزت الجلسة أهم النصائح بشأن الاستعدادات والأدوات اللازمة قبل الذهاب لمؤتمر (COP27). كما شملت عرضًا لأهم الموضوعات التي يمكن للصحفيين التركيز عليها خلال تغطيتهم لهذا الحدث العالمي والمعلومات المهمة مثل الشكل التنظيمي للحدث. 

وقد قدّمت الجلسة رحاب عبد المحسن، وهي صحفية علمية مستقلة ومدربة في مجال الإعلام العلمي، لها العديد الأعمال الصحفية في مجال العلوم والبيئة والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

ما هي القصص التي تصلح لأن تكون جزءًا من التغيرات المناخية؟ 

تحدثت عبد المحسن في البداية عن أهمية اطلاع الصحفيين على القضايا المرتبطة بتغير المناخ وفهمها بشكل جيد، لأنّ العديد من القطاعات، مثل المياه والصحة والأمن وغيرها، أصبحت متداخلة بشكل كبير مع تغيرات المناخ، ما يعني أنّ التغطيات الصحفية لهذه القضايا لن تخلو من بعد مناخي بأي حال من الأحوال.  

ضربت عبد المحسن مثالًا بارتباط قضية شح المياه في بعض المناطق بالاحترار العالمي والآثار الناتجة عنه، مثل موجات الجفاف. وأشارت إلى تأثير الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ على الصحة العامة، واتخذت السودان نموذجًا، حيث انتشرت الكوليرا وأمراض أخرى مجهولة المصدر في أعقاب الفيضانات التي ضربت البلاد في العامين الماضيين.  

كما فسرت كيف أدت أحداث "التطرف المناخي" الناجمة عن الاحترار العالمي، مثل موجة الجفاف القاسية وغير المسبوقة التي ضربت اليمن، والعواصف الرملية الشديدة التي شهدها العراق، وفيضانات السودان التاريخية، إلى الضغط على الأنظمة الصحية لتلك الدول بعد وقوع إصابات عديدة بين السكان المحليين في أعقابها. 

أهمية تغطية مؤتمر تغير المناخ (COP 27) للصحفيين في الدول النامية 

تعتبر بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر دول العالم تأثرًا بالاحترار العالمي، حيث تشهد المنطقة ارتفاعًا ملحوظًا في متوسط درجات الحرارة، ما أدى إلى زيادة في موجات الجفاف القاسية، التي يلازمها شح المياه وقحولة الأراضي، ما يعني المزيد من المناطق غير الصالحة للحياة. وهذا ما يضع على عاتق الصحفيين بالمنطقة مسؤولية رواية القصص ونشر الوعي المرتبط بآثار تغير المناخ، لأنّ حياة السكان والمجتمعات المحلية أصبحت مرتبطة بفعالية التصدي لها. 

تقول عبد المحسن إنّ أغلب وأشهر القصص حول تغير المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنتجتها مؤسسات صحفية وإعلامية غربية، في غياب ملحوظ للصحفيين الأفارقة والناطقين بالعربية، وهو أمر لا بد أن يتغير، ولا يصح أن نترك للآخرين مهمة رواية قصتنا من منظورهم. 

 تحدد عبد المحسن 4 نقاط تكشف أهمية المؤتمر للدول النامية: 

  • المساهمة في تحقيق "العدالة المناخية": وهو مصطلح سوف يكون شائعًا بدرجة كبيرة خلال فعاليات المؤتمر المقبل، وتفسر عبد المحسن ما يعنيه المصطلح بمثال من قارة إفريقيا التي يمثل سكانها 17% من سكان العالم وتبلغ نسبة مساهمتها في الانبعاثات العالمية حوالي 4% فقط. 
  • إيصال صوت المتضررين: ما تتعرض له الدول النامية من أضرار يعطيها الحق بأن تطالب بالعدالة المناخية. والصحفيون مسؤولون لحد كبير عن رواية قصص منطقتهم من منظور العدالة المناخية وإيصال أصوات مجتمعاتهم المتضررة. 
  • الضغط لوقف التدهور في المناطق المتضررة والوصول لتعويضات: يمكن للصحفيين تحقيق ذلك عبر رواية قصص أكثر حول التغيرات المناخية، وإجراء تغطيات معمقة تربط تغير المناح بحياة مجتمعاتهم. 

مزايا حضور مؤتمر المناخ 

  • الاستماع لعدد كبير من المحاضرات والأفكار في مكان واحد: رغم أن كثرة الفعاليات والأحداث والجلسات قد يكون أمرًا مربكًا للصحفيين في بعض الأحيان، إلا أنه يساعد بشكل كبير على اكتساب ثروة هائلة من المعلومات والمصطلحات.  
  • مقابلة العديد من المتخصصين في مجال محدد وجهًا لوجه، والتواصل معهم مباشرة: يمكن استغلال المؤتمر لدعم وتنمية شبكة علاقاتنا ومصادرنا والاستفادة منها أثناء وبعد المؤتمر أيضًا، حيث تخلق المقابلات الوجاهية بين الصحفيين ومصادرهم نوعًا من تبادل الثقة بين الطرفين. 
  • مقابلة عدد من زملاء المهنة وعمل علاقات مفيدة داخل الوسط الصحفي: من أبرز ميزات المؤتمرات مثل (COP27)، أنه يجمع الصحفيين المتخصصين في البيئة، والقادرين على مساعدة زملائهم الأقل خبرة، في توضيح المعلومات والمصطلحات المعقدة، وتطوير الأفكار، وتقديم المشورة والنصيحة حول أفضل ممارسات التغطية. 
  • التشبيك مع مؤسسات عاملة في مجال العلوم والتواصل معها: يتيح للصحفيين فرص الحصول على أخبار حول مشروعات تلك الكيانات ودعوات لفعالياتهم في المستقبل، كما يمكن الاستعانة بهم كمصادر فيما بعد. 
  • توسيع المدارك من خلال الاستماع إلى المعلومات والنقاشات والأسئلة التي تطرح بعد المحاضرة: يعد تراكم المعرفة في قضايا البيئة والمناخ أمرًا مهمًا للصحفي، ويمكن أن يكون مؤتمر المناخ بداية جيدة.
  • إمكانية إنتاج كمية كبيرة من الموضوعات نظرًا لسهولة التواصل مع المصادر وكثرة الأفكار المطروحة: يعد المؤتمر فرصة ذهبية لخلق الأفكار وإنتاج القصص وعمل الكثير من المقابلات الصحفية مع الخبراء. 

تحضيرات ما قبل المؤتمر 

يتوقف نجاح تغطيتك للمؤتمر بشكل كبير على التحضير الجيد قبل موعد انعقاد القمة، وإليك عدة طرق لتحقيق ذلك: 

  • تعرف على طريقة تنظيم المؤتمر 

ينقسم المؤتمر إلى منطقتين: المنطقة الزرقاء التابعة للأمم المتحدة وداخلها تنظم جميع الفاعليات والمفاوضات الرسمية. والمنطقة الخضراء التي تضم الأحداث الجانبية والمعارض والأيام المتخصصة مثل يوم المياه، ويوم العلوم، وغيرها. 

  • الأماكن المسموح فيها بدخول الصحفيين 

بعض القاعات في المنطقة الزرقاء تكون مغلقة أمام وسائل الإعلام، ولا يسمح للصحفيين بدخولها. يمكن التعرف على القاعات المسموح فيها بالتغطية الصحفية من خلال أجندة المؤتمر. 

  • الفعاليات التحضيرية للمؤتمر 

من المهم أن يستعد الصحفيون للمؤتمر بحضور الأحداث والجلسات التي تسبقه (Pre – COP) والتي ستساعدهم على التحضير الجيد. 

  • مراجعة جدول الحضور 

تعد دراسة جدول الحضور بشكل مفصل، من أهم تحضيرات ما قبل المؤتمر، والاهتمام بها يضمن لك نجاح تغطيتك بشكل كبير.  تغطية مؤتمر مثل (COP27) أمر مرهق وليس سهلًا، نظرًا لاشتماله على عدد ضخم من الأحداث والفعاليات والجلسات، لذا دراسة الجدول بعناية تضعك على الطريق السليم. 

بناء شبكات من العلاقات والمصادر 

  • التواصل مع الوزارات المعنية وأهمها وزارة البيئة، الجمعيات الأهلية الفعالة، الخبراء والباحثين المستقلين، بجانب النشطاء البيئيين: من المهم توطيد علاقتك بمسؤولي الوزارات المعنية في بلدك والمشاركين في فعاليات المؤتمر. سيدعم ذلك قدرتك على الوصول لمعلومات حصرية من داخل الاجتماعات المغلقة. 
  • التعرف على زملاء صحفيين وعمل تكتلات والتنسيق معهم. 
  • متابعة الصفحات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا المجال: تعد صفحات لينكد إن وتوتير والوسوم (الهاشتاجات) الخاصة بـCOP27 موردًا مهمًا للصحفيين، لأنها تنشر باستمرار جميع الفعاليات والأحداث المستقبلية والأخبار ذات الصلة. 

تعرف على أبرز المصطلحات في هذا المجال 

  • الفرق بين تقلبات الطقس وتغيرات المناخ 

يعد الخلط بين مصطلحي الطقس والمناخ، من أبرز الأخطاء الشائعة: 

يعرف الطقس بأنه حالة الجو اليومية التي ترصد من خلال هيئات الأرصاد المحلية. أما المناخ فهو متوسط معدلات الطقس في مدة طويلة نوعًا ما، لا تقلّ عن 11 عام. 

لا يجوز استخدام المصطلحين بالتبادل، كما لا يجوز ربط جميع أحداث الطقس اليومية بتغير المناخ من دون التأكد من وجود علاقة حقيقية يدعمها العلم. لذا يفضل أثناء تغطية أحداث الطقس اليومية، مثل موجة حر شديدة، العودة للخبراء لتأكيد وجود هذه العلاقة من عدمه. 

  • الفرق بين التكيف والتخفيف  

يقصد بالتخفيف خفض الانبعاثات الكربونية عبر مجموعة من الاجراءات مثل زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. 

أما التكيف فهو اتباع الدول أو المناطق، التي تعاني بالفعل من آثار مناخية متطرفة، كالأعاصير والفيضانات، لممارسات تمكنها من التكيف مع الوضع القائم ومواجهة تغير المناخ، مثل بناء السدود لمنع المدن من الغرق. 

تعرف على التكتلات وحدد في أي المجموعات بلدك 

لفظ (COP) هو اختصار لمصطلح (Conference Of Parties)، ومعناه "مؤتمر الأطراف"، ما يعني أن الدول لا تمثل نفسها فقط خلال المفاوضات، بل تتفاوض ضمن مجموعات أو تكتلات. 

يجب على الصحفي قبل أن يذهب لتغطية المفاوضات أن يتعرف على موقع بلده في خريطة المجموعات والتحالفات داخل (COP).  

وهذه أبرزها: 

  • G77 and China: تضم 135 دولة 
  • Africa Group: تضم 54 دولة 
  • Least Developed countries: تضم 46 دولة 
  • Small Island Developing: تضم 40 دولة 
  • European Union: يضم 27 دولة 
  • Arab Group: تضم 22 دولة 
  • Others: AILAC, BASIC, CARICOM, EIG, Likeminded, Umbrella. 

الوصول لفكرة أثناء تغطية المؤتمر 

  • تعريف الجمهور بما يحدث في المفاوضات والمستجدات: يجب أن يكون أحد أهم أهدافنا من تغطية COP27، فالجهور العربي يفتقد الكثير فيما يخص تغير المناخ، في نفس الوقت، لا يتحدث الإعلام بما يكفي حول قضاياه. 
  • متابعة الأحداث والفعاليات الموازية: البعض يركز اهتمامه أثناء التغطية على فعاليات المنطقة الزرقاء، على الرغم من أن المنطقة الخضراء وفعالياتها ومعارضها وأحداثها من أهم مصادر الأفكار للصحفيين، ويمكن الخروج منها بتغطيات متميزة. 
  • متابعة القطاع الخاص والجمعيات الأهلية: من الجيد أيضًا التركيز أثناء فعاليات المؤتمر على كل ما هو جديد من ممارسات القطاع الخاص والجمعيات الأهلية ونشاطات منظمات المجتمع المدني، فكلها أيضًا مصادر مهمة للأفكار. 

التركيز على محاور اهتمام الدول النامية 

ستركز الدول النامية، ومن ضمنها دول المنطقة العربية، على عدة أهداف أثناء المفاوضات: 

  • إتاحة تمويل المناخ: لا بد من دعم الدول المتضررة بشروط ميسرة، حيث أن الشروط الحالية للحصول على التمويل لا توائم أوضاع الدول الإفريقية. 
  • الخسائر والأضرار: إفريقيا لم يتم تعويضها أبدًا، لا عن سنوات الاستعمار ولا الحروب ولا سرقة الموارد، وتلك هي اللحظة المناسبة لطلب التعويضات. نحن لسنا المتسببين في الظاهرة لكننا ندفع الثمن. 
  • تطبيق المادة 6 الخاصة بسوق الكربون: نحن الأكثر تضررًا والأقل معرفة، لذا نحتاج لخلق جاهزية للتعامل مع سوق الكربون، وهو سوق دولي كبير لتداول حصص الانبعاثات، حيث تشتري الدول، التي لديها المزيد من الانبعاثات، الحق في انبعاثات البلاد صاحبة الانبعاثات الأقل. 

نصائح عامة أثناء التغطية 

  • اعتن بالتخطيط، فهو أساس نجاح هذه المرحلة. 
  • تعرف على غرفة الإعلام Media Center. 
  • تعرف على المسؤولين الإعلاميين في المؤتمر. 
  • فتش عن أفكار خارج الصندوق. 
  • قم بزيارة المعارض والمنطقة الخضراء وتعرف على الأيام المتخصصة Thematic Days. 
  • تحقق من المعلومات والمصطلحات قبل نشرها. 
  • استهدف المصادر التي ترغب في الحديث معها من خلال التعرف على ألوان شارات "بدجات " الحضور. 
  • تابع النشرات الصحفية، لكن لا تعتمد عليها كلياً. 
  • حاول الاندماج وإجراء أحاديث جانبية حول ما يجري في المؤتمر، فالعديد من الأفكار تتولد خلال جلسات الغداء. 

ما بعد حضور المؤتمر 

من المهم أن تستمر في تغطية التغيرات المناخية بعد المؤتمر: 

  • مناقشة ما حققه المؤتمر: مدى النجاح أو الإخفاق المتحقق. 
  • تقييم ما بعد المؤتمر: ما الجديد الذي جرى تقديمه؟ 
  • في حال أجريت حوارات مع شخصيات مؤثرة خلال المؤتمر، فهذا هو وقت نشرها. 
  • تنشيط دور الصحفي المحلي والتركيز على الأخبار المحلية وربطها بأزمات المناخ. 
  • التركيز على وضع التغيرات المناخية في سياق: اقتصادي، أو سياسي، أو أمني، أو حقوقي. 
  • ربط الظواهر المناخية المتطرفة بالتغيرات المناخية. 
  • التركيز على الجوانب الإنسانية في القصة الصحفية. 
  • التركيز على الجماعات والفئات المهمشة، مثل المرأة. 
  • اقتراح الحلول (صحافة الحلول). 
  • استخدام صور معبرة عن التغير المناخي. 

الصورة الرئيسية من الجلسة بعدسة مديرة المنتدى فدوى كمال