"ريتويت" لريتا خوري: برنامج يواكب الإعلام الحديث من على منصة تقليدية

par Bayan Itani
30 oct 2018 dans الإعلام الإجتماعي

لا تزال بعض وسائل الإعلام في العالم العربي تتمسك بنظرتها التقليدية للمهنة وتتحاشى إدراج وسائل الاعلام الحديثة ضمن أجندتها الإعلامية. وفي الوقت عينه، حقّقت وسائل إعلام أخرى نجاحات فريدة، بسبب تبنّيها لبرامج تأخذ في الاعتبار انتشار وسائل التواصل الحديثة وتعاظم دورها. ومن أكثر هذه البرامج رواجاً في العالم العربي برنامج ريتويت، الذي تبثّه إذاعة مونت كارلو الدولية يومياً وتقدّمه الإعلاميّة اللبنانية ريتا خوري. ومع مرور أكثر من سنتين على بدء البرنامج، كان لشبكة الصحفيين الدوليين هذا الحوار مع مؤسسته ريتا خوري.

س: في البداية هل يمكن أن نعرف باختصار كيف بدأت تجربتك في مجال الإعلام؟

ج: بدأت تجربتي مع انتشار إذاعات الـFM في لبنان عبر إذاعة محلية، ومن ثم اشتركت في برنامج "استديو الفن" عن فئة تقديم البرامج. بعدها خضت تجربة مع إذاعة الشرق في باريس حيث عملت لمدة ثماني سنوات، وعملت مع مجموعة من محترفي العمل الصحافي وتعلمت منهم أصول المهنة. كذلك كانت لي عدة تجارب تلفزيونية في محطات مختلفة، لعل أكثرها شهرة برنامج المسابقات "الحلقة الأضعف" على شاشة المستقبل.

س: هل يمكن أن تعطينا لمحة عن برنامج ريتويت؟

ج: ريتويت برنامج يومي مدته سبع دقائق، يتناول الخبر من وجهة نظر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يضيء على كل جديد في عالم هذه المنصّات وتأثيرها على المستخدم وسلوكه. كما يهتم ريتويت بشؤون الانترنت والتكنولوجيا ويتيح المجال لأصحاب الاختصاص في هذا المجال لحوارات سريعة، إضافةً إلى مساحة يخصصها أسبوعياً لأهل الإعلام والفنون. وقد بلغ البرنامج عامه الثاني.

س: كيف نشأت فكرة البرنامج؟

ج: فكرة ريتويت بدأت من الاسم، أو الفعل ريتويت، أن نعيد التغريد على تويتر وعلى الأثير كذلك. كنت ولا أزال مدمنة شبكات تواصل اجتماعي وانترنت، وكان تويتر في فترة من الفترات صوتاً لي، ومكاناً أعيش فيه وأتواصل فيه مع الآخر. فكان من الطبيعي أن تأتي الفكرة كامتداد لهذا المعاش اليومي، فكان ريتويت.

س: ما هي المعايير او الاستراتيجية المتبعة لاختيار مواضيع البرنامج؟

ج: معظم الأحيان أنا لا أختار المواضيع، هي تدق الباب كل يوم، وأحياناً تكون بارزة وضخمة على مواقع التواصل بشكل لا يمكن تفاديها. أحياناً الخبر يفرض نفسه، وأحياناً أجد أن خبراّ ما لم يدخل في ماكينة صناعة الأخبار اليومية، فآتي به إن كان بإمكانه أن يحقق إضافة بمعلومة أو تحليل مغاير.

س: بعض القصص على شبكات التواصل الاجتماعي قد تنتشر أو تتغير في لحظات. هل يؤثر هذا الأمر على سير التحضير للحلقات في اللحظات الأخيرة؟

ج: نعم، أحياناّ تطرأ أحداث قبل البث بربع ساعة مثلاً، كما حدث عندما وصلتنا تغريدة أو صورة من مصدر موثوق أثناء بث الحلقة مباشرة، كخبر وفاة الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم. حينها كان علي اتخاذ قرار نقل الخبر- الذي أتى عبر تغريدة- قبل أن تتداوله وكالات الأنباء، فانتظرت حتى تعددت التغريدات عن خبر الوفاة من صحفيين موثوقين ونقلته. وعلى العموم، أثناء بث البرنامج دائماً يكون لي عين على النص وعين على خط تويتر الزمني في الوقت نفسه.

س: بالنسبة لمدة البرنامج، هل تعتقدين أن سبع دقائق مدة طويلة لبرنامج من هذا الصنف، أم بالعكس، تجدين أن محتوى شبكات التواصل الاجتماعي بحاجة لمساحة أكبر لتغطيته ومناقشته؟

ج: أجد أنني عندما أتمكن من إيفاء خمس مواضيع حقها في سبع دقائق، على غرار أي قراءة في الصحف، فإن ذلك يكون كافياً وفائضاً في بعض الأحيان. في الوقت عينه، تعجبني ردود فعل الناس المطالِبة أحياناً على تويتر بإطالة وقت البرنامج. لكن أجد أن فكرة التوقف عندما نكون لا نزال نرغب بالمزيد مغرية أكثر بالعودة إلى ما شعرنا أنه لم يكتمل بعد، وما يمكننا أن نقوله في سبع دقائق قد تضرّه الإطالة.

س: كيف تغير مستوى تفاعل الجمهور العربي مع هذا النوع من البرامج منذ سنتين حتى اليوم؟

ج: عندما بدأت البرنامج لم يكن قد راج هذا النوع من تفاعل الإعلام التقليدي مع ما ينتجه رواد شبكات التواصل الإجتماعي. حتى البرنامج نفسه كان فيه القليل من التعليقات والكثير من العرض عن طبيعة شبكات التواصل. ولاحقاً، اكتشفت قدرة المغرد العابر أن يلقي بفكرة أو تعليق، وأبني بفضله حكاية أو تحليل للحدث من وجهة نظر أهل تويتر، الذين يكونون في معظم الأحيان أكثر عفوية وصدقاً وربما خبرةً وذكاءً من كثير من الأصوات المحرّضة على التلفاز.

س: ما هي أبرز التحديات التي واجهتها لإطلاق وإنجاح البرنامج؟

ج: التحدي الأبرز هو أنني كنت أخطو وحدي في مجال تجريبي، حتى أن تحضير الحلقة الواحدة تطلّب مني في بعض الأحيان اثنا عشر او ثلاثة عشر ساعة للتحضير.

س: كيف تقيمين تجربتك وانتقالك من الإعلام التقليدي للجمع بين الاعلام الحديث والاعلام التقليدي عبر ريتويت؟

ج: الإعلام الحديث هو امتداد للمهنة وشكل من أشكال التحول الذي أصابها. وأنا اخترت بعد أن جربت كل ما أتاحته لي فرص العمل في الإعلام أن أواكب العصر. ولا يمكن التعامل مع هذا الدمج بين التقليدي والحديث إن كنا لا نقيم وزناً للإعلام الحديث.

س: هل من كلمة أخيرة لقراء شبكة الصحفيين الدوليين؟

ج: من حظنا جميعاً في مستنقعات فوضى المحتوى أن يكون بمتناولنا محتوى عربي جاد وجيد، وأضع شبكة الصحفيين الدوليين على هذه اللائحة.

الصورة لريتا خوري، وضعت بعد الموافقة.