قصص نجاح خريجي مركز التوجيه بتحدي الابتكار من جوجل

26 déc 2022 dans أخبار شبكة الصحفيين الدوليين
صورة للفائزين

نجح خريجو وخريجات برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين برسم خارطة جديدة لمشاريعهم الإعلامية التي تدعم الحلول وتعزز الابتكار الرقمي وتشجّع حماية حقوق الإنسان، وتمكنوا من الوصول إلى جمهور أكبر وحصد جوائز عالمية.

وقد فاز ثلاثة صحفيين كانوا قد شاركوا في برنامج مركز التوجيه بتحدي الابتكار الذي تنظمه مبادرة جوجل للأخبار، وجرى اختيارهم بناءً على مشاريعهم التي تهتم بمشاركة القراء وتتبع نماذج الأعمال الجديدة.

في حديث مع شبكة الصحفيين الدوليين، تحدّث الفائزون بتحدي جوجل للابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن مشاريعهم، وماذا أضاف الفوز بهذا التحدي إلى رصيدهم المهني. كما تطرّقوا إلى مشاركتهم في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، ثمّ قدّموا نصائح لمتابعي الشبكة الذين يخططون للتقديم إلى هذا التحدي في نسخته المقبلة.

هديل عرجة: فكر أنك الآن على مفترق طريق في عملك

كرّست هديل عرجة التي تعيش حاليًا في تركيا، والتي تدربت في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين في دورة العام 2020-2021، عملها الصحفي الإنساني في تغطية مناطق النزاع وقصص الأطفال فيها مستعينةً بالوسائل التكنولوجية الحديثة لتضفي جاذبية للقصص، وتتمكّن من إيصالها لأكبر عدد ممكن من القراء والمشاهدين.

شاركت عرجة في تحدي جوجل للابتكار عام 2021 وتم اختيار مشروع يد صغيرة tinyhand بالشراكة مع Frontline in focus من ضمن 329 مبادرة من الشرق الأوسط وتركيا.

في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، قالت عرجة: "انتقلنا في عملنا الإعلامي لمرحلة جديدة من خلال توظيف وسائل تكنولوجية كانت موجودة حولنا ولكن لم نكن نستثمرها في عملنا الإعلامي، مثل الواقع الافتراضي والمعزز لنقل المشاهد إلى قلب الحدث"، وأضافت: "الفوز في تحدي الابتكار أضاف لنا الكثير على الصعيد المهني من خلال تطوير عملنا الإعلامي وصقل مواهب الصحفيين العاملين معنا وتأمين المعدات المناسبة، وإنجاز تقارير مختلفة تعيد الاهتمام لقصص إنسانية من مناطق الحروب، وخاصة في سوريا".

  


وأكدت عرجة أنّ مشاركتها في برنامج مركز التوجيه شجّعها للتقديم إلى تحدي الابتكار، قائلةً: "عندما علمت أنّ منصة صوت للبودكاست التي يديرها المشرف علي في مركز التوجيه رمزي تسدل كانت قد فازت في العام السابق في التحدي، شجعني ذلك على المشاركة، خاصة أنّ الموجه شاركنا الكثير من خبراته في إدارة منصة إعلامية ناشئة. ومن جهة أخرى لفتت نظري المشاركة في مركز التوجيه إلى أنني جزء من منصتين إعلاميتين "tinyhand وfrontline" ويجب أن أتعامل معهما كمشروع واحد لأنّ كل مشروع يكمل الآخر وهذا ما أعتقد أنه ساعدنا في الفوز بتحدي الابتكار".

وتابعت أنّ "مركز التوجيه له دور في التعرف على مبادرات مهمة ناشئة تغني تجربة كل المشاركين"، قائلةً: "نتبادل الإحباط والنجاحات والنصائح في تخطي العوائق. وهناك أمر مهم كان للمركز دور كبير فيه، وهو أنّ مشروع زميلتي دينا أبو غزالة "إيجاب" والتي كانت من المشاركين في مركز التوجيه، فاز بتحدي الابتكار أيضًا. إنّ معرفتي بدينا والتواصل المستمر معها كان له دور كبير في مشروعنا وخاصة قبل الانطلاق".

وعن نصيحتها للصحفيين الذين يرغبون بالتقديم الى النسخة الجديدة من تحدي الابتكار، قالت:

"أولًأ، على كل صحفي ألا يقوم بكتابة الإجابات مرة واحدة، أعطها الوقت الذي تستحقه، وفي كل مرة تعتقد أنك كتبت الإجابة المناسبة، قم بقراءتها مجدداً، راجع عملك وإنجازك وقارن السؤال.

ثانيًا، قبل أن تفكر بالفوز، فكر أنك الآن على مفترق طريق في عملك الذي تعبت من أجله كثيراً، كيف ستنتقل فيه لمرحلة جديدة، كيف ستقنع اللجنة أنك مختلف".

ولفتت عرجة إلى أنّها اطلعت على المشاريع الفائزة في السنوات السابقة، واعتبرت أنّ التحدي الأكبر هو أنّه لم يفز مشاركون من سوريا بالتحدي من قبل.

وذكرت هديل دور شبكة الصحفيين الدوليين في دعم الصحفيين خاصةً في المنطقة العربية، وقالت: "ليس من السهل الانطلاق بمشروع إعلامي والاستمرار به، وجودكم دوماً بجانبنا واهتمامكم بإنجازاتنا له دور كبير في الاستمرار".

دينا أبوغزالة: تجربة جديدة لي في عالم التكنولوجيا

توازيًا، سردت دينا أبوغزالة، وهي صحفية مصرية عملت لمدة 14 عامًا بهيئة الإذاعة البريطانية قبل تركها لإنشاء "إيجاب" في آب/أغسطس 2020، هذه المنصة التي شاركت فيها في مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة، وبعد ذلك في مسابقة تحدي جوجل وفازت عام 2021 حيث فازت بالتحدي بأول مشروع يتم اختياره من مصر، من ضمن 22 مبادرة جرى اختيارها.

وأعربت دينا عن أهمية الفوز الذي حققته قائلةً: "كان الفوز بتحدي الابتكار من جوجل مهمًا على الصعيدين المعنوي والمادي. أسست إيجاب في أغسطس 2020 ولذا أعطاني الفوز بهذا التحدي بعد أقل من عام من الانطلاق دفعة قوية للاستمرار. كما حصلت على منحة مالية قيمة ساعدتني في إنشاء منصة إلكترونية، وبالطبع تعلمت دروسًا جديدة خلال رحلة بناء المنصة. كصحفية خبرتي تنصب في جانب المحتوى كما أنه كان لدي خبرة في القيادة خلال عملي في البي بي سي لسنوات طويلة ولكن تجربة بناء منصة إلكترونية بحجم الدور الذي تلعبه إيجاب للربط بين المواهب الصحفية المحلية والمنصات الإعلامية العالمية كانت جديدة لي في عالم التكنولوجيا. فتعلمت أسس تصميم المنصات وتعرفت على مصطلحات جديدة مثل الـ UI/UX وتعاملت لأول مرة مع أدوات التصميم مثل Figma. والآن أنا على دراية وفهم أكبر للمراحل المختلفة والأدوار المتعددة لبناء منتج جديد".

وعن مشاركتها في مركز التوجيه، أوضحت دينا أنّ الموجّه رمزي تسدل قدّم لها النصائح عمّا يتطلبه الفوز بهذا التحدي. وأضافت: "من ناحية أخرى، خلال مشاركتي في مركز التوجيه تعرفت على مشاركين آخرين في دول مختلفة منهم هديل التي فاز مشروعها بتحدي جوجل في نفس العام مثلي. إنّ وجود زميله فائزة بنفس التحدي كان أمرًا مشجعًا للغاية حيث كنت ألجأ لها بالأسئلة حينما أواجه موقفًا لا أعرف الإجابة عنه. كما أنني لا زلت ألجأ لزملاء شاركوا في مركز التوجيه حينما أحتاج مساعدة أو معلومة تخص بلدانهم".

أمّا النصائح التي قدّمتها للراغبين بالتقديم إلى تحدي الابتكار، فكانت: 

أولًا، ركز على ربط مشروعك بموضوع المسابقة وقراءة الشروط بتمعن. ففي عام 2021 كان من شروط المسابقة أن يكون المشروع مرتبطًا بزيادة تفاعل الجمهور أو خلق قنوات دخل جديدة. وأعتقد أنّ ما عزز من فرصنا هو أننا أوضحنا من خلال دراسات عدة ومن خلال نتائج عملنا لمدة عام كيف يساهم مشروعنا في تحقيق النقطتين.

ثانيًا، قم بملء إجاباتك في ملف منفصل، وراجعها بتمهل. واطلب من شخص تثق فيه - يستحسن أن يكون موجهًا، مثل الذي ستحظى به عند انضمامك لمركز التوجيه - بأن يراجع إجاباتك ويعطيك بعض النصائح. 

ثالثًا، لا تتردد في التقديم إلى مثل هذه المسابقات، فحتى لو لم تفز ستكون تجربة مهمة وتتعلم منها كي تقدم مقترحًا بشكل أفضل في المرة المقبلة. لذا إن كنت أحد الذين تقدموا لتحدي الابتكار ولم تنجح، نصيحتي ألا تيأس وتحاول مرة أخرى في السنوات القادمة مع العمل على تحسين مشروعك.

شحاتة السيد: صحفي بلا أدوات ومهارات كجندي بلا سلاح

شحاته السيد هو صحفي استقصائي مستقل ومؤسس دليل المصادر المفتوحة للصحفيين العرب. كان السيد مشاركًا في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة ويدير مجتمع "ميتا" باللغة العربية. عام 2022 كان هناك تنافس بين 425 مبادرة من 42 دولة وتمكّن من حجز مكانةٍ لمشروعه في تحدي الابتكار.

خلال حديثه مع شبكة الصحفيين الدوليين، قال السيد: "كان الفوز بتحدي الابتكار في جوجل بمثابة حلم كبير بالنسبة لي، لأنّ المشروع كان جديدًا حيثُ يعمل الفريق على صناعة تقنيات جديدة تسهل العمل الصحفي وتطور المنتج ليتمكّن من المنافسة على المستوى العالمي، لم أصدق بدايةً أن المشروع فاز بالتحدي بعد تنافس كبير ولكنّ ذلك انعكس علي كمؤسس وساهم بتطوير المشروع". وأضاف السيد: "لا شيء مستحيل، فقط علينا أن نجتهد لتحقيق الحلم".

كما أشار السيد إلى أنّ المنحة المالية المقدّمة من جوجل، ساعدته في تنفيذ الخطة التي وضعها بدقة على مستوى صناعة الأدوات والتقنيات المبتكرة، وأيضاً تدريب وتأهيل الصحفيين.

وقدّم السيد نصيحتين لمن يرغب في المنافسة بتحدي الابتكار من جوجل:

أولًا، كتابة المشروع والميزانية بشكل واضح جداً ليسهل على اللجنة عملية الاختيار.

ثانيًا، أن يكون المشروع جديدًا ومبتكرًا ويهدف إلى خلق فرص جديدة أمام الصحفيين والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأضاف شحاتة الذي وسّع مشروعه وأصبح يدير شركة OSH للتكنولوجيا وخدمات الذكاء الاصطناعي: "إنّ تجربتي مع مركز التوجيه غيرت مفاهيم كثيرة لدي في إدارة المشروع، وهي السبب في وضع خطة منضبطة لتطور المشروع"، مضيفًا: "كانت تجربة ملهمة جداً خرجت منها بفكر جديد وإصرار أكبر على النجاح".

وفي الختام، وجّه شحاتة رسالة إلى الصحفيين والمؤسسات العربية، قائلًا: "يحتاج الصحفي إلى أن يتسلّح بمهارات يحتاج إليها سوق العمل لتحسين فرصه ودخله ودائماً أقول "صحفي بلا أدوات ومهارات كجندي بلا سلاح في أرض المعركة"، أما على مستوى المؤسسات فقد آن الأوان للتغيير والتطور وفتح الأبواب أمام التكنولوجيا لتحقيق انطلاقة حقيقية نحو العالم الخارجي، لأنّ ما تفعله هذا المؤسسات حالياً عمره قصير ولا يضمن لها الاستدامة. أيضاً على المؤسسات أن تستعين بخبرات حقيقية لوضع خطة واضحة لتحسين المنتجات وتطوير المحتوى وتحسين الدخل حتى تضمن الاستدامة".


عن مركز التوجيه 

منذ العام 2014، وبدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية، عملَ مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين مع عشرات الصحفيين/ات في المنطقة لمساعدتهم/هن على تطوير وسائل الإعلام الخاصة بهم.

خلال فترة البرنامج، يقوم موجّهان بإرشاد المشاركين/ات على التخطيط الاستراتيجي ووضع خطة عمل، وتفعيل الحملات الإعلامية وتطوير الخدمات أو المحتوى المقدّم. كما يرشد الموجهان المشاركين/ات على كيفية تحسين المحتوى المكتوب والبصري بالإضافة إلى التسويق الرقمي عموماً وعبر وسائل التواصل الإجتماعي بحسب متطلبات كل شركة لتحقيق أفضل النتائج. كذلك يتعرّف المشاركون/ات على كيفية دراسة السوق الإعلاميّة وفقًا لبلدهم العربي وما يحتويه من مؤسسات إعلاميّة منافسة وطريقة عملها. ويتمكنون من إقامة علاقات مهنية إقليمية خلال المشاركة في البرنامج.

بحلول نهاية البرنامج، يكون المشاركون/ات في وضع أفضل لقولبة مشاريعهم الإعلامية كي تناسب أسواقهم واحتياجاتهم، لا سيما وأنّ فهمهم لجمهورهم وتحديد منافسيهم سيساعد في توجيه جهودهم بشكل أفضل. في نهاية البرنامج، يمنح المركز الدولي للصحفيين تمويلًا أوليًا للمتدربين ولمشاريعهم، وذلك استنادًا إلى تقييم مشاركتهم في البرنامج وما يقدّمونه في جلسة العرض التقديمي النهائية.

مختبر الشركات الناشئة

في إطار تعاون جديد، يتشارك "المركز الدولي للصحفيين" (ICFJ) و"مبادرة أخبار جوجل" (GNI) بتنفيذ النسخة الأولى من "مختبر الشركات الناشئة" الذي يهدف إلى تعزيز المؤسسات الإخبارية الرقمية المستقلة التي لا تزال في مراحل نموها الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

خلال البرنامج الذي يمتدّ ستة أشهر، ستعمل 16 مؤسسة إخبارية مُختارة على إيجاد حلول لمشكلات محددة تواجه أعمالها بدعم من "مبادرة أخبار جوجل" و"المركز الدولي للصحفيين" وخبراء رائدين في هذا المجال، وذلك بالإضافة إلى التوجيه المخصّص وفرصة الحصول على منحة لتحقيق أهداف الأعمال الأساسية. التقديم مفتوح الآن، لمزيد من التفاصيل إضغط هنا.

الصورة الرئيسية للفائزين في تحدي الابتكار من جوجل.