التغطية الصحفية للتغيّر المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي

5 juil 2022 dans موضوعات متخصصة
صورة

يشكّل التغير المناخي تهديدًا كبيرًا للدول بسبب آثاره على السكان، لا سيما في البلدان المضطربة سياسيًا وتلك التي تعاني من انعدام الموارد أو سوء الإدارة والتي تشهد حروبًا، مما يثير القلق بشأن قدرتها على مجابهة الخطر المحدق بها نتيجة هذا التغير الذي لا يتعلق فقط بدرجات الحرارة المرتفعة  والجفاف، بل يشمل الطقس وقلة الأمطار والقطاع الزراعي ومصادر المياه وانبعاثات الغازات وغير ذلك من التأثيرات، علمًا أنّ التغييرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في مناطق أخرى، بحسب الأمم المتحدة.

ومن هنا، يتضح أنّ‏ الأمن الغذائي يرتبط بشكل وثيق بالمناخ والطقس والظروف البيئية للدول، ووفقًا لما أصدرته بعثة الأمم المتحدة في العراق، فإنّ "العراق من أكثر البلدان تأثراً بالمناخ في العالم، وهناك حاجة لاتخاذ إجراءات مناخية عاجلة لحماية البيئة للأجيال القادمة". كذلك، فقد أبلغت الممثلة الأممية في العراق جنين بلاسخارت مجلس الأمن بأنّ "التصحر مصدر قلق رئيسي واستمرار التقاعس عن عمل شيء سيكون له ثمن باهظ".

وفي جانب ذي صلة، من المتوقع أن يصل العجز المائي في العراق إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول العام 2035 بحسب دراسات وزارة الموارد المائية، وذلك بسبب التراجع في مناسيب نهري دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود واعتماد الطرق التقليدية في ري المزروعات.

وليس بعيدًا عن العراق وتحديدًا في سوريا البلد المجاور الذي تعصف به ظروف صعبة تسببت بارتفاع نسب الفقر وشح الغذاء وقلة الموارد، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى أنّ 90 بالمئة من السوريين يعيشون في فقر، وأنّ ٦٠ بالمئة منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

كيف نكتب عن الأمن الغذائي؟

تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين بعض الإرشادات التي يمكن الاستعانة بها لإيجاد قصص عن المناخ وتأثيراته وعن الأمن الغذائي:

  •  الاعتماد في طرح القصة على المصادر الموثوقة، مثل تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC)، والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS).
     
  • الاطلاع ومتابعة التقارير والأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية الرصينة كمجلة العلوم الأميركية.
  •  توخّي الأسس العلمية في كتابة التقارير عن الأمن الغذائي لأنها لا تحتمل التحليل والاجتهاد الشخصي.
  • تبسيط ما يتحدث به علماء المناخ وتحذيراتهم عن مستويات الخطر وتقديم المصطلحات بشكل واضح للدراسات التي يتم التحدث عنها.
  • إجراء المقابلات الصحفية مع المواطنين من غير المسؤولين، والوصول للفئات المتأثرة والأشدّ فقرًا، والسماح لهم بالتعبير عن معاناتهم وصراعهم لأجل البقاء مع قلة الموارد الحياتية.
  • عدم الاكتفاء بطرح المشكلة والكتابة عنها، بل طرح الحلول التي من شأنها التقليل من وطأة تغيّر الأمن الغذائي.
  • الاستعانة بالإحصاءات وما توفره من بيانات مهمة.
  • الانتفاع من البيانات المفتوحة المصدر والتي تعدّ بمثابة كنز معلوماتي ثمين.
  • استخدام الوسائط المتعددة في القصص وجعلها تشكل عامل جذب للمتلقي.
  • عرض المحتوى من خلال الانفوجرافيك والتصاميم الجذابة.

كما يمكن للصحفيين البحث في زوايا أخرى لها صلة بالغذاء ومنها:

  • البذور وأنواعها وتسليم المحاصيل بعد الحصاد والاستثمار الزراعي وآثاره البيئية.
  • الثروة الحيوانية والسمكية وتأثرهما بجفاف الأنهار وغلاء أسعار الأعلاف.
  • هجرة المزارعين لأراضيهم والعمل بوظائف بعيدة عن الزراعة.
  • إدارة المياه والتعاطي مع هذا الملف المرتبط بالعوامل المؤثرة على مصادره وخصوصًا في البلدان المتشاطئة.
  • مخاطر الحروب والخلافات الدولية وتأثيرها على تلبية الاحتياجات الاستهلاكية للمواطنين.
  • الآفات الزراعية التي تفتك بالمحاصيل وبالأخص الاستراتيجية وقلة المبيدات التي تستخدم لمكافحتها.
  • الوسائل التي تساعد بالحفاظ على الثروة المائية وتقنين استهلاكها.
  • ارتفاع أسعار الوقود المسبب بارتفاع أسعار شحن البضائع.
  • تقييم السياسة التجارية ومتابعة النظم الغذائية الزراعية ودورها في تعزيز الأمن الغذائي.
  • الفساد واستغلال الأزمات لتمرير مكاسب لجهات سياسية.

وفي لبنان، نشأت أزمة ملحّة على مستوى الأمن الغذائي، بعد تراجع قيمة العملة الوطنية، وبحسب تقرير للبنك الدولي تمّ التحذير من أنّ معدل الفقر في لبنان سيتخطى الـ٥٠ في المئة، وهي نسبة مرتفعة جداً خصوصاً أنها تضرب فئات الشباب.

وعلى الرغم من وجود آلاف الهكتارات التي يمكن للدولة استغلالها زراعياً، إلا أنّ مساهمة القطاع الزراعي اللبناني في السلة الغذائية الوطنية لا تزال طفيفة. ويستورد لبنان ما بين ٦٥ إلى ٨٠ في المئة من حاجاته الغذائية. وإذا أردنا تعداد وحصر المشكلات التي تعصف بالأمن الغذائي في لبنان يمكننا أن نحصي الكثير منها وفي مقدّمتها غياب سياسة وطنية للأمن الغذائي، وعجز قطاع الزراعة عن تلبية حاجة السوق المحلية. ويتضح أنّ أزمة الأمن الغذائي يتفرّع منها العديد من القضايا على مستويات عدة منها: سلاسل التوريد الدولية، ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحروب، سوء إدارة واستغلال الموارد، قلة اليد العاملة، غياب السياسات الوطنية، المناكفات والاصطفافات السياسية. 

ولمتابعة مواضيع متعلقة بالأمن الغذائي يمكن أن يعتمد الصحفيون/ات على ما يلي: 

  • ملاحقة المصادر الرسمية إذا توفّرت والتواصل مع الجمعيات التي تصدر دراسات ومناشير متخصصة بالأمن الغذائي مثل منظمة الأغذية العالمية.
  • المعاينة الميدانية لا غنى عنها إذ تعطي الصحفي الانطباع الصحيح عن واقع المشكلة.
  • إذا كان العمل ميدانيًا، يجب على الصحفيين الإلمام بكيفية أخذ العينات من التربة أو المياه.
  • يجب التشبيك مع مختبرات بيئية معتمدة من أجل نتائج دقيقة.
  • التشبيك مع مؤسسات دولية مستقلة تعنى بمراقبة التغيّر المناخي مثل مراقب المناخ.
  • الإلمام بالمواضيع المحيطة بالأمن الغذائي مثل كيفية عمل سلاسل التوريد.
  • مراقبة الأخبار الخاصّة بالنزاعات الدولية المؤثرة على الأمن الغذائي العالمي والمحلي كالحرب الروسية في أوكرانيا وأثرها.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ماي مو.