هكذا يواجه الصحفيون اليمنيون الأخبار الزائفة أثناء الحرب

12 avr 2022 dans مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
الصورة الرئيسية للمدرب حمدي رسام أثناء دورة حول مواجهة الأخبار الزائفة

انتشرت الأخبار الزائفة والمضللة بشكل كبير في اليمن التي تعيش حربًا منذ سبع سنوات، ما خلق تحديًا كبيرًا أمام الصحفيين لمواجهة هذه الأخبار، والتمكن من استخدام أدوات التحري والتدقيق.

في هذا السياق، أوضح الصحفي الاستقصائي فاروق مقبل الكمالي في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ الأخبار الزائفة تسببت بكوارث كبيرة في الجانبين التنموي والعام، مشيرًا إلى أنّ "الشعوب استمعت طويلًا للأخبار الزائفة التي كانت تتحدث عن المنجزات والبعض صدّقها، وفي نهاية المطاف استيقظ الناس على حقيقة مرة فقدت معها وسائل إعلاميّة كثيرة المصداقية الثقة بها". ويرى الصحفي أنّه لا بدّ من مواجهة الأخبار الزائفة بقدر كبير من المهنية، وأن يتحوّل الصحفيون المهنيون إلى الخط الأول في مواجهة التضليل وإخضاع كل الأخبار للتدقيق والتحري.

ويؤكد الكمالي الذي بدأ تجربته في التدقيق مع منصة مسبار العام الفائت، وكشف تزييف مقطع فيديو لصواريخ بالستية قيل إنّها من ميناء الحديدة، ولكن اتضح أنّ المشهد مأخوذ من فيلم وثائقي أميركي نُشر في العام 2009، أنّ الصحفي هو المعني الأول بتحسين صورته وإعادة الاعتبار لشخصه وعمله، وعلى وسائل الإعلام تدريب كوادرها على طرق ووسائل وأساليب التحقق والتدقيق، ليتم التحقق من النص الخبري، الصورة، الفيديو، وليس فقط البحث العكسي عن الصورة والفيديو.

ولفت الصحفي إلى أنّه يقوم بالتدقيق بكل ما يقع بين يديه من صور ومقاطع فيديو ويتعلم يوميًا من خلال مطابقة معالم ما ينشر من بالإستعانة بتطبيق خرائط جوجل إيرث لمعرفة مدى تطابق الصورة مع المكان الذي يدعي الخبر وقوع الحدث فيه. ونشر الكمالي بعض أعمال التدقيق عبر صفحته على فيسبوك، ويعمل في التدقيق بحركة السفن النفطية وملكيتها وسفن الصيد غير الشرعي، مستخدمًا الأدوات مفتوحة المصدر التي تتيح ذلك. ويقول إنّ هناك العديد من الأدوات التي تفيد في عملية البحث عن الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من صحة المحتوى المصاحب للخبر أو الادعاء والتي نستطيع من خلالها الحكم بمدى المصداقية.

ويعتقد أنّ المشكلة ليست في الأدوات بقدر ما تكمن في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعدّل خوارزميتها بين فترة وأخرى، وبالتالي تعدّل طريقة البحث عن المحتوى فيها أو تحذف المحتوى ليصير من الصعب تدقيق صورة أو مقطع ما.

من جهته، يقول المدرب في مجال التحقق من المعلومات حمدي رسام إنّ الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة انتشرت بشكل كبير منذ بدء النزاع في اليمن بمساهمة بعض الصحفيين في ظل ضعف ثقافة التحقق. ويضيف رسام في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ الصحفيين صاروا يدركون أهمية التحقق من المعلومات بعدما تلقوا تدريبات متخصصة بمهارات التحقق من الأخبار الزائفة رغم محدوديتها، ويقومون بنشر التقارير الصحفية التي تحدّ من انتشار الشائعات والأخبار المضللة. ويشدّد المدرّب على أهميّة إجراء المزيد من التدريبات لاستهداف أكبر قدر ممكن من الصحفيين، وتزويدهم بالأدوات الرقمية للتعامل مع الأخبار والصور ومقاطع الفيديو الزائفة وتعزيز ثقافة التحقق لديهم.

توازيًا، درّب مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي ما يقارب الـ100 صحفي وصحفية من مختلف المحافظات اليمنية على مهارات التحقق من الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وتمّ إعداد دليل معرفة للصحفيين كما يقول رسام، الذي أضاف أنّ المركز أطلق في حزيران/يونيو2021 منصة حقيقة لرصد الشائعات ونشر الحقائق وكشف المعلومات المضللة التي تنتشر على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي.

ويرأس رسام هذه المنصة التي عملت خلال الفترة من آب/أغسطس إلى كانون الأول/ديسمبر 2021 على 66 خبرًا، منها 18 خبرًا مضللًا، 16 مفبركًا، 16 مزيّفًا، ونشر 16 حقيقة مرتبطة بالوضع في اليمن، من خلال فريق تحرير يعمل باحترافية عالية؛ لمواجهة حملات بث المعلومات المغلوطة في ظل الوضعية الحالية التي تعيشها اليمن جراء الحرب المستمرة، بحسب رسام.

إضافة إلى تجربة منصة "حقيقة"، هناك تجربة صدق وهي منصة إلكترونية تقوم بمواجهة الأخبار الزائفة وكشف الشائعات المنتشرة بشكل واسع في المجتمع، ويعمل طاقم المنصة في ظل تحديات أمنية كبيرة، لكنهم رغم ذلك يعملون بشكل جيد يحظى باهتمام المتابعين.

 في هذا الصدد، تبيّن أنّ الصحفيين اليمنيين لديهم معرفة بمفهومي التحري في الوقائع والأخبار الزائفة، لكنهم يفتقرون للمعرفة الكافية بأدوات ومنصات التثّبت والتحري، بحسب ما خلص إليه بحث معنون بـ"التحري في الصحافة اليمنية وكيفية تعامل الصحفيين اليمنيين مع الأخبار الزائفة" للباحث عبدالله سالم باخريصة  والذي توصّل إلى أنّ منصات التواصل الاجتماعي كانت سببًا قويًا من أسباب انتشار الأخبار الزائفة في اليمن، بالإضافة إلى عدم التثبت من المعلومات من قبل الصحفيين، إضافةً إلى غياب أقسام التحري في الصحافة اليمنية، وعدم القيام بالمهمة الرقابية للصحافة.

في السياق ذاته، وعودة لحديث الصحفي الكمالي فإنّ الأدوات هي مساعدة للصحفي وليست كل شيء، حيثُ يجب أن يحرص الصحفي على امتلاك المهارة في كيفية البحث، كما ينصح الكمالي الصحفيين باستخدام الأدوات التالية للمساعدة في التدقيق، والبحث عن الفيديو والصور:

-  أداة  InVID  ويفضّل استخدامها في البحث عن الفيديوهات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تستخرج الصور من الفيديوهات، وتمكن الصحفي من مواصلة البحث عن الصور للوصول إلى مصدر أو أصل الفيديو وتثبت كإضافة في متصفح فايرفوكس وchrome، ويمكن من خلالها البحث عن الصور في Google وBing وYandex وTinEye ومتصفحات أخرى.

-    أداة RevEye  وهذه أداة أخرى يمكن من خلالها البحث عن الصور في Google وBing وYandex وTinEye وهي أداة   تشبه العين ويتم تثبيتها كإضافة إلى متصفح chrome وفايرفوكس.

-      عدسة جوجل بمجرد الضغط على الصورة كليك يمين في chrome، تنبثق قائمة فيها أمر البحث عن الصورة باستخدام عدسة جوجل وكانت هذه الخاصية متاحة في الهواتف فقط.

-    نتيجة البحث في الكمبيوتر أفضل وأسرع من البحث في الهاتف، لكنّ هناك حيلًا لاستخدام الهاتف في عملية البحث العكسي عن الصورة من خلال استخدام chrome في وضع سطح المكتب، ثم المضي في عملية البحث كما لو أنّ الباحث يستخدم الكمبيوتر.

الصورة الرئيسية للمدرب حمدي رسام أثناء دورة حول مواجهة الأخبار الزائفة