في ظل النزاعات والتوترات الأمنية التي يشهدها العالم العربي، لا تزال هناك مبادرات ومحاولات لنشر ثقافة السلام وتخفيف الاحتقان والعنف. 'منظمة اعلام للسلام' هي منظمة تصب في هذه الخانة، إذ أنها تهتم بنشر مفهوم صحافة السلام وبتدريب الاعلاميين على تغطية الاخبار بطريقة أكثر مراعاة للعيش المشترك والسلم الأهلي. كان لشبكة الصحفيين الدوليين لقاء مع مؤسِّسة 'منظمة اعلام للسلام'، الصحافية فانيسا باسيل.
شبكة الصحفيين الدوليين: بداية هل يمكن أن نعرف أكثر كيف بدأت تجربتك الإعلامية؟
فانيسا باسيل: لقد تخصصت في الجامعة في مجالين، العلوم السياسية والإدارية والصحافة، وكان ذلك في الجامعة اللبنانية. وبالتزامن مع دراستي كنت اكتب لعدة صحف ومجلات وأتدرّب مع وكالات أنباء ووسائل إعلام مختلفة. كذلك كنت ناشطة في عدد من الجمعيات في المجتمع المدني. مجمل هذه النشاطات والتدريبات أوصلتني الى ما أنا عليه اليوم.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف ارتايت التخصص في مجال صحافة السلام؟
فانيسا باسيل: في العام ٢٠٠٩ شاركت في ورشة عمل في لبنان عن صحافة السلام، كان يحاضر فيها البروفسور جايك لنش، وهو أول من استخدم مصطلح صحافة السلام. تأثرت كثيراً بورشة العمل هذه خاصةً وأننا في لبنان بحاجة لهذا النوع من الصحافة، في ظل أنّ الصحافة القائمة مسيّسة وحربية إلى حدٍّ ما.
بعد ذلك تابعت مواكبة هذا المصطلح وكل ما يتعلق بمجال صحافة السلام. وفي العام ٢٠١١ اجريت أول ورشة عمل عن هذا الموضوع، ثم قدمت ورشة أخرى عام ٢٠١٢. ازدادت نشاطاتي تدريجياً في هذا الخصوص إلى أن أسست 'منظمة اعلام للسلام' رسمياً وسجلتها في الدوائر الرسمية اللبنانية عام ٢٠١٣.
بالإضافة لذلك، اخترت أن يكون تخصصي للدراسات العليا (الماجستير) في صحافة السلام ـ تحديداً الإعلام والسلام والنزاعات ـ وحزت على شهادتي من جامعة السلام في كوستاريكا، وهي جامعة تابعة للأمم المتحدة وتعنى بعِلم السلام.
شبكة الصحفيين الدوليين: ما هو هدف 'منظمة اعلام للسلام'؟
فانيسا باسيل: الهدف هو باختصار توعية الجيل الجديد من الصحفيين على هذا المصطلح وتمكينهم من تطبيقه عملياً. أعتقد أن وجود هذه المنظمة في ضوء الانقسام والعنف والجو المشحون بالطاقة السلبية في مجتمعنا هو خطوة أساسية في بداية نشر مفهوم السلام هنا، ليس فقط في الصحافة بل حتى في حياتنا الخاصة وأسرنا ومحيطنا.
شبكة الصحفيين الدوليين: هل يمكن أن نعرف أكثر عن طبيعة نشاطات المنظمة؟
فانيسا باسيل: في سياق الهدف الذي ذكر منذ قليل، فإن المنظمة تهتم ببناء قدرات الاعلاميين (capacity building)، وهذا يكون عبر ورش عمل ودورات تدريبية. منذ العام ٢٠١١ وحتى اليوم، نقوم بتنطيم ورشة عمل سنوية عن صحافة السلام بوجود خبراء متخصصين عن الموضوع. في كل عام نقبل ما يقارب الـ 20 إلى 25 متدرب ومتدربة في هذه الورشة. كذلك تقوم 'منظمة اعلام للسلام' باحتفالية سنوية بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام، وبجلسات نقاش عامة عن الشأن الاعلامي، بالاضافة لعشاء سنوي لمتدربيها وانشطة داخلية متفرقة لفريق عملها.
وهنا أود الاشارة ان نشاطاتنا تستهدف شريحة الشباب والطلاب، ونحن نقوم في المنظمة بزيارات لكليات الاعلام في جامعات لبنانية مختلفة لتعريف الطلاب على منظمتنا وعن مصطلح صحافة السلام. كما أن هناك اوراق تفاهم بيننا وبين عدد من هذه الكليات.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف يمكن المشاركة في ورشة العمل السنوية؟
فانيسا باسيل: تعلن المنظمة عن فتح باب التقديم على صفحاتها في شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر). أما عن الرسوم فان هذه الورش كما اغلب نشاطات المنظمة هي مجانية، مع إمكانية استيفاء رسم تسجيل رمزي في بعض الاحيان. وهنا أشير أن عدداً كبيراً ممن شاركوا بورشات العمل السنوية تبنّوا مصطلح صحافة السلام، وبعضاً منهم تطوع معنا في المنظمة بهدف نشر المصطلح أكثر. نحن في المنظمة نستقبل أيضاً من يرغب بالتدرب والتمكّن أكثر في هذا المجال على مدار العام.
شبكة الصحفيين الدوليين: أين ترون منظمة إعلام للسلام في المستقبل القريب؟
فانيسا باسيل: في غضون خمس سنوات من اليوم، أتمنى ان يعرف كل طالب صحافة في لبنان عن 'منظمة اعلام للسلام' وعن مصطلح صحافة السلام. كذلك نطمح مستقبلاً ان نصدر منشوراتنا الخاصة التي تنقل الاخبار بحسب معايير صحافة السلام وأن نوسّع عمل المنظمة الى الدول العربية.
الصور من صفحة منظمة اعلام للسلام على فيس بوك، وُضعت بعد الموافقة.