نصائح لصانعي الأفلام الوثائقية في زمن "كوفيد-١٩"

Aug 10, 2020 en الصحافة متعددة الوسائط
محمد مكاوي

تستمر جائحة "كوفيد-١٩" في تغيير سلوكيات وطرق إنجاز الأعمال الصحافية الميدانية، والأمر يكاد يزداد تعقيداً في عالم إنتاج الأفلام الوثائقية والإخراج.

 لقد أصبح على العاملين في هذا القطاع التخطيط الدقيق لمسائل عدة، منها: احتساب الدقائق التي يقضونها في تعقيم معدات التصوير، النقل، الدخول والخروج من عند الضيوف...أين توضع المعدات وكيف يتم التعقيم... ولتقديم إجابات شافية للعاملين في هذه الميادين تواصلت شبكة الصحفيين الدولينن مع المخرج اللبناني فيليب بجالي، وهو مخرج أفلام وثائقية وعلى تماس مستمر مع الناس.

في الفترة الأولى للجائحة كان الهم الأول بالنسبة لبجالي هو "الحق في الخروج ومخالفة قرار الحجر المنزلي"، فالإعلام والفن يعملان في الأزمات لذا فقدت المهنة عاملي السرعة والبداهة، إلا أن "تعريض الذات والعائلة والآخرين للخطر أمر لا يغتفر". ويردف: "العامل الأساس في هذا كله هو الخوف، تصوير الفراغ والنظر من حولنا في محاولة لتحديد مكان الفيروس والابتعاد عنه".

وأمام هذا كله عمل بجالي على حلول بديلة في الفترة الأولى إذ عمد إلى تغيير استراتيجية الإنتاج والعمل على قنوات تواصل مختلفة مع فريق عمله. وفيما يلي خلاصة التجربة ومعها نصائح لصانعي الأفلام:

اعتماد مبدأ التخطيط متوسط المدى وغير من نمط المشاريع:

على الرغم من أن هذا الامر بديهي في المؤسسات الكبرى إلا أنّ الأمر يختلف بالنسبة للمستقلين. ينصح بجالي هنا باعتماد استراتيجية التخطيط متوسط المدى نظراً للوقت الذي سيستغرقه إنتاج عمل ما في زمن "كوفيد-١٩". هذا التصرف يتيح لصانعي الأفلام التحكّم في مواردهم بشكل أفضل خصوصاً في حال شحّها" يضيف بجالي. إضافة إلى ذلك، ينصح بجالي بخلق مشاريع مرتبطة بالظرف العام.  

مقاربة الضيوف: اعتماد منصات الكترونية  

الضيوف أو الشخصيات التي يستضيفها أي فيلم لا غنى عنهم في الكثير من الأحيان، خصوصاً في الأفلام ذات الطبيعة الاستقصائية. ينصح بجالي صانعي الأفلام باعتماد المقابلات عن بعد، مع تسجيل الشاشة كحل مبدئي في حال تعذر الوصول إلى الضيف". يمكن استخدام منصات مثل Zoom،  Google Meet،  أما في حال استطاع صانع الأفلام الوصول إلى الضيوف فيجب اعتماد معايير السلامة العامة الخاصة بجائحة "كوفيد-١٩".

 

معايير تعقيم قاسية: لا تنسى تعقيم المعدات!

السيد فيليب بجالي ينظف كاميراالسيد فيليب بجالي ينظف كاميرا.

يمكن لفيروس "كورونا" أن يعيش على الأسطح المختلفة لأيام عدة. ويمكن أن تكون هذه الأسطح هي لوحات الضوء القريبة من شخص حامل للفيروس، أو ببساطة شريحة الذاكرة الخاصة بالكاميرا. على صانعي الأفلام التنبه لتخزين ونقل المعدات وينصح بجالي أن يقوم شخص من فريق العمل "بمهمة إضافية للتنظيف الدوري وهي عملية التعقيم باستخدام المناديل المشبعة بالكحول الطبي أو أي مادة تعقيم مخففة". يجب القيام بهذه العملية مرات عديدة، الامر الذي يستغرق وقتاً لكنه يجنب نقل العدوى.

 لا تخشى من مستوى نقاوة الصورة:

يميل صانعو الأفلام على الدوام إلى تحسين ورفع جودة ودقة الصورة وهم يستثمرون مبالغ طائلة في معدات التصوير. إلا أن لجائحة "كوفيد-١٩" رأياً آخراً في هذا الإطار. ويقول بجالي: "إنّ صورة اليوم هي صادقة وبسيطة: الضيف في خانة الراحة الخاصة به والجميع بأمان، أما ما يهم فهو الفحوى والمضمون، جمالية الصورة هي ترف لوقت لاحق".

معدات أقل وفريق عمل أصغر:

لا يمكن لمواقع التصوير في هذه الفترة أن تكون مكتظة وهذا تطبيق عملي لمفهوم التباعد الاجتماعي. تبقى نصيحة أخيرة يقدمها لنا بجالي هي أن "نحاول خلق ظروف عمل حيث مبدئية والاستغناء عن العناصر الإضافية كأخذ معدات لا حاجة لنا بها أو حتى العمل مع شخص آخر فقط لا غير".

الصورة الرئيسية لمحمد مكاوي خلال التصوير بعدسة ريما نادر.