للباحثين عن التجديد.. كلّ ما ترغبون بمعرفته عن الترجمة الصحفية

Oct 30, 2018 en أساسيات الصحافة

ساهم التنويع والتجديد في نشر المحتوى، مثل تقديم قصص جديدة، لا سيّما المترجمة منها في وسائل الإعلام العربية بزيادة القاعدة الجماهريّة، لما تفتح من نافذة على العالم من حيثُ الأخبار الجديدة والهامّة والمتنوعة، والتي يتوق كلّ متابع للأخبار الى معرفتها. 

 المحتوى المترجم كتابيا

يعدّ المحتوى الذي يُترجم من مصادر أجنبية وتُعاد كتابته من الأكثر انتشارًا بين المنابر الإعلامية التي تعتمد بصفة جزئية أو كلية على الترجمة، ويعتبر موقع ساسة بوست من المواقع التي تعتمد بشكل كبير على المحتوى المترجم كتابيا إذ يقدم الموقع عبر تبويية مخصصة للترجمات العديد من المقالات والقصص باللغة العربية والمترجمة من مصادر تختلف بين الصحف العالمية وكتب لمؤلفين ذوي أصول أجنبية، ومنذ إطلاقه استطاع خلق قاعدة من المتابعين، ونجد كذلك موقع الكشك التابع للمنصة الهولندية Fanack  الذي اختار كذلك نفس النهج لعكس أبرز ما جاء في الصحافة العالمية عن الشرق الأوسط ونقل أهم ما كتب عن المنطقة وسكانها في الصحف العالمية.

وإضافةً الى الموقعين المذكورين، تعتمد النسخ العربية التابعة لمواقع المؤسسات الإعلامية الدولية مثل فرانس 24 وسي أن أن عربية وبي بي سي  عربي على المحتوى المترجم والمكتوب، إضافةً الى أنواع أخرى من المحتوى.

المحتوى المرئي المترجم أو "المدبلج"

كمحاولة للتجديد وتقديم المحتوى في قالب عصري يواظب الكثير من المواقع الإخبارية الناطقة بالعربية التابعة لمواقع المؤسسات الإعلامية الدولية بين الفينة والأخرى على تقديم قصص مصوّرة على شكل فيديو مصحوبة بترجمة كتابية أو مدبلجة للغة العربية، ويتميز هذا النوع من المحتوى بقدرته على نقل الصورة المرئية لدهن المتلقي ليتعرف بذلك على قصص لأشخاص من ثقافات أخرى يروون تجاربهم، وتكون هذه القصص أكثر تأثيرا لكونها تحمل مشاعرا وأحاسيسا مصورة، خصوصا وأن أغلب المواد المختارة تكون قصصا إنسانية مؤثرة وكمثال على ذلك نجد قصة معروضة في موقع سي أن أن عربية مدبلجة للغة العربية بعنوان هذه المرأة عاشت 30 عاماً من عبودية العصر الحديث، حققت تفاعلا جيدا من طرف المتابعين، أو قصة إنسانية أخرى منشورة على موقع بي بي سي عربي مترجمة كتابيا بعنوان هل ترغب في شراء بيتزا لمساعدة أحد المحتاجين؟، وتضمن المواقع من خلال المحتوى المرئي نسب وصول أكبر للمتلقين لأنه وكما هو معروف فالمحتوى المرئي يحقق انتشارا أوسع على مواقع التواصل الإجتماعي مقارنة بالأنواع الأخرى من المحتوى.

التحديات والفرص

كأي نوع آخر من المحتوى، يواجه المحتوى المترجم تحديات كثيرة أبرزها الإنتقاد الذي تتعرض له بعض القصص المنشورة من قبل بعض المتابعين الذين يعتبرونها متعارضة مع الثقافات العربية أو يعتبرونها من "التابوهات"، ويمكن قياس ذلك من خلال التعليقات على صفحات المواقع التواصل الإجتماعي لموقع فرانس 24 العربي أو DW  عربية كمثال والنقد الحاد الذي يصاحب تلك المنشورات المترجمة التي تعرض قصصا عن المثلية أو الأمهات العازبات، على سبيل المثال. كما لا يمكن إغفال الصعوبة التي تصاحب إعادة تشكيل بعض القصص و إسقاطها على الواقع العربي أو تقديمها للمتلقي العربي ذي الثقافة المختلفة والوعي المختلف عن البيئة التي جاءت منها القصة الأصلية.

ولكن في نفس الوقت يحظى المحتوى المترجم للعربية بفرص نجاح كثيرة منها: استهدافه لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هذه الأخيرة التي تعد مسرحا للعديد من الأحداث المحورية المهمة في العالم والتي يعتبر تواجد القصصات والتحليلات عن الوضع فيها أمرا دائما ومستمرا في مختلف الصحف العالمية، وهو ما يولد رغبة لدى المتابع للأخبار من العالم العربي لمعرفة ما يقال عن المنطقة الأهم بالنسبة له، ويتزامن ذلك مع انتشار فكرة سائدة عن كون المنابر الأجنبية أكثر مصداقية واحترافية في التحليل ونقل الخبر، وفي ظل هذه المعطيات استطاعت معظم المواقع التي تعتمد على ترجمة المحتوى وربطه بمصدره الأصلي أن تجذب القارئ الراغب في التعرف على أخبار بلاده وتحليل مجريات الأحداث في الصحف والمنابر العالمية.

ويمكن أن نقول أن المحتوى المترجم استطاع أن يجذب القارئ العربي ويلفت انتباهه، ويكسب قاعدة جماهرية مهمة، ويمكن قياس ذلك انطلاقا من التفاعل الذي يلقاه على مواقع التواصل الإجتماعي والتقاش الذي يخلقه بين المتابعين، سواء كان النقاش سلبيا او إيجابيا المهم أنه استطاع أن يصل للفئة المستهدفة.

الصورة الرئيسية تحمل رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة جون روسيل.