كيف يمكنك كصحفي أن تعبّر عن رأيك على الفيسبوك دون المساس بمؤسستك التي تعمل بها؟

por Basma El3ofy
Oct 30, 2018 en أساسيات الصحافة

رغم إدراج مواقع التواصل الاجتماعي في قائمة "وسائل الإعلام" الحديثة، إلا أنها قد تُسبّب بعض المشاكل للمشتركين بها والعاملين في وسائل الإعلام والصحافة تحديدًا. فكما أنها تُعتبر مصدرًا للأخبار من خلال الصفحات الرسمية، فهي أيضًا نافذة ترفيه شخصيّة يلتحق بها الكثيرون للتواصل مع الآخرين والتعبير عن آرائهم بحريّة.

الأمر مختلف بالنسبة للصحفيين، فقد تأذّى البعض من كتابة آرائهم الشخصيّة على صفحتهم الخاصة على "فيسبوك" أو "تويتر"، فبعضهم قد تم فصله بالفعل، مثل الصحفيّة والإعلامية اللبنانية أوكتافيا نصر، والتي عملت في "سي إن إن" منذ 1990 وتم فصلها في عام 2010 بسبب تعليق لها في "تويتر" أظهرت فيه الاحترام للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله.

وحتى إذا لم يتلقّ الصحفي تحذيرًا مباشرًا أو غير مباشر من مؤسّسته، فإن الأصدقاء المشتركين وزوّار صفحته يعتبرون أن رأيه هو رأي المؤسسة التي ينتمي لها، بالرغم من كونه رأيًا شخصيًا في أغلب الأحوال ولا يتعلّق بتوجّه المؤسسة.

ويرى خالد البلشي، رئيس تحرير جريدة "البداية"، أنه من غير المنصف أن تسلب من الصحفي حرية التعبير عن رأيه لمجرّد أنه يعمل لدى مؤسستك، ويؤكّد أن صفحة الصحفي على أي موقع هي مساحة شخصية تمامًا وأن المؤسّسة ليست طرفًا في حياته الشخصية بأي حال من الأحوال، ولا يحقّ لها أن تشترط عليه عدم الإدلاء برأيه، إلا فيما يتعارض مع المؤسسة نفسها، أما آراؤه وتوجّهاته الشخصية فيمكنه التعبير عنها صراحة.

ويضرب البلشي لذلك مثلاً بمشاركة الصحفيين في التظاهرات، فهو أمر شخصي وطني ليس للمؤسسة دخل فيه طالما أنه لا يؤثر على مهنيته في تغطية الأخبار وكتابتها. وأشار إلى أن هناك بعض المؤسسات التي منعت صحفييها من المشاركة في التظاهرات قبل ثورة "25 يناير" خوفًا من التأذي، إلا أنها قامت بتدشين صفحات لهم ونشرت مشاركة صحفييها في الثورة بعد ذلك. وأُرجع الأمر كلّه إلى مصلحة المؤسسة. وهو يرفض تمامًا أن يتم معاملة الصحفي كما يتعامل الموظفون في الهيئات الحكومية بسياسة حجب المعلومات.

وقال أنه يمكن للصحفي أن يكتب رأيه بحرية، مع الإشارة إلى أن ما يكتبه هو "مجرّد رأي شخصي لا يتعلّق بالمؤسسة التي يعمل بها"، لافتًا إلى أنه في كثير من الأحيان يكون مفيدًا للصحفي أن يعرف المصدر والقارئ توجّهاته وآراءه.

وتؤكد سها النقاش، صحفية سابقة بموقع "أصوات مصرية" التابع لوكالة "رويترز" ومذيعة في التليفزيون المصري، أن الوكالة تحظر تمامًا على صحفييها كتابة آرائهم على صفحاتهم الشخصية على "فيسبوك"، وقد تحايل كثيرون من صحفيي "رويترز" على هذا الحظر بإنشاء حسابات تحت أسماء أخرى كي يمكنهم التعبير عن آرائهم دون المساس بالوكالة.

وشدّد طارق خضر، مراسل صحفي بشبكة "رصد" الإخبارية، على أن الشبكة لا تتدّخل أبدًا في تعليقات وآراء العاملين بها، وأنه لا يوجد نصّ صريح يمنع الصحفي من الإدلاء برأيه في أي مكان طالما أن ذلك لا يؤثر على كتابته للمادة الإخبارية. وضرب لذلك مثلاً تداول عددًا من تصريحات أعضاء الشبكة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنها لا تمنع ذلك أبدًا، وأنه يكتب رأيه بحريّة كما يراه دون أي قيود.

أيضًا أيّدت يمنى مختار، صحفيّة في جريدة "المصري اليوم" ما ذكره خضر، فالجريدة لا تتدّخل إطلاقًا في تعبير الصحفيين عن رأيهم، وأشارت إلى أن صحفيي "المصري اليوم" يشيرون في آرائهم المنشورة إلى أنها تعبّر عنهم وليس عن المؤسسة كي لا يحدث خلط أو تضارب في الآراء.

أما محمد عبد القوي، صحفي بجريدة "التحرير" فقد اختار عدم إضافة أي من زملاء العمل في قائمة الأصدقاء على "فيسبوك" أو المتابعين على "تويتر"، وذلك كي يعبّر بحرية عن آرائه دون أن يتعدّى أحد على خصوصيته، وفق ما ذكر.

ولفت إلى أن زميل له في جريدة الحرية والعدالة كان محظورًا عليه كتابة أي تعليقات ضد آراء الحزب التابع لها الجريدة، وكان يتلقى تحذيرات باستمرار حول ما يكتبه على صفحته الشخصية من رئيس تحرير الجريدة.

وأكّد أن ما يحدث في العالم، وفي مصر تحديدًا بعد الثورة قد كسر حاجز الخوف من التعبير عن الرأي، وأضاف أنه "الصحفي المهني قادر بالتأكيد على أن يفصل ما بين عمله والتزامه بميثاق الشرف الصحفي، وما بين أفكاره أو توجّهاته".

الصورة المرفقة لـ Vervex

من موقع devainart