الشائعات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

por بكوش إيمان
Oct 30, 2018 en مواضيع متنوّعة

رغم فعالية شبكات التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث بشكل آني، إلا أنها في المقابل بيئة خصبة لنمو الشائعات. بقدر ما تتعدّد منصات النشر، بقدر ما تزيد المسؤولية في البحث عن المصدر الأصلي للخبر للتأكّد من مصداقية المعلومة.

تعتبر سهولة إنتاج ونشر، وإعادة نشر المعلومات ومشاركة التحديثات بأيسر السبل، وأقلها كلفة، وفي فترة زمنية وجيزة من الأسباب المساهمة في سرعة انتشار الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كذلك تساهم في جعل قدرة التحكّم في المحتوى الإلكتروني ضئيلة جداً. يُضاف إلى ذلك صعوبة مراقبة المحتوى الذي يتمّ نشره من قبل المواطنين الصحفيين عكس واقع الحال في الصحافة التقليدية.

يُسجّل ارتفاع في نسب انتشار الشائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعية كلّما كانت المواضيع محل النقاش متعلقة بالقضايا الإنسانية والعرقيّة والدينية، أو متناولة لشخصيات عامة.

يمكن تصنيف الشائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي من حيث أهداف نشرها إلى قسمين:

شائعات مع سابق الإصرار والترصّد:

وهي الأخبار التي ينشرها أصحابها وهم على يقين ودراية تامة بكون هذه الأخبار عارية عن الصحة. عادة ما يكون لديهم هدف أو غرض محدّد من نشر هذه الأخبار بحسب نوع الخبر والمجال الذي يقع في خانته.

فإما أن يكون الغرض تجارياً بحتاً، يسعى لزيادة الإقبال على منتج معين عن طريق استخدام الإشاعة كآليّة تسويقية مبتكرة، أو لغرض التشويش على هيئة أو شركة أو شخص منافس عن طريق تحريف الحقائق. في بعض الحالات يتمّ بناء مواقع كاملة، هدفها الأول تسويقي، تُنسب لمجموعة هواة في ما هي في الأصل من طرف الشركات المعنية بهذه المنتجات نفسها. أو يتمّ نشر هذه الشائعات لأسباب أخرى أشارت إليها دراسة أسامة بن مساعد المحيا، حول إغراق الهاشتاج في تويتر بحسابات وهمية.

شائعات عن قلة دراية وتحقيق:

إن كان النوع الأول من الشائعات يتم التخطيط له لتحقيق أهداف معينة، من طرف جهات محدّدة، فإن النوع الثاني ينتشر بشكل عفوي غير مقصود، سواء بسبب التسرّع في نشر الأخبار دون التحقق من مصادرها الأصليّة، أو عن طريق تحريف الكلام الصادر عن المصدر الأصلي نتيجة التجزئة أو الاقتباس المخلّ بالمعنى.

وقد أخذت بعض الشائعات حيّزًا كبيرًا من الانتشار، كالمقال الساخر "ساركوزي يقترح صيامًا على الطريقة الفرنسية"، بواسطة المدوّن أحمد المغربي (سنة 2010). تسبّبت هذه التدوينة في انتشار شائعة تُفيد بأن ساركوزي قام فعلياً بهذا التصريح، فنقلت الخبر معظم المنتديات الإلكترونية، مما لم يوقف الامر عند هذا الحد، بل تخطاه إلى الصحافة التقليدية في مختلف البلدان العربية، خاصةً أن موقع CNN نشر مقتطفwH من المقال باللّغة العربية. بالتالي، امتدّ صدى الشائعة إلى قنوات إخبارية أيضاً، نظراً للحجم الذي أخذه الموضوع، فقامت قناة العربية في إحدى نشراتها الإخبارية بتقديم تقرير عن هذه الإشاعة، حيث قامت بتوضيح الالتباس القائم.

للتخفيف من انتشار الشائعات عبر شبكات التواصل الاجتماعي يجدر بالصحفي التنبّه إلى النقاط التالية:

  • على الصُحفي أن لا يُعيد نشر الخبر قبل التيقّن من صحّته من قبل مصدرَين موثوقين على الأقل.
  • يجب على الصحفي أن يتعامل بحرص مع الأخبار المتعلّقة بالمواضيع الدينية والعقائدية والمواضيع الإنسانية حيث يكثر انتشار الشائعات، كالإشاعة التي انتشرت حول الاضطهاد الذي يتعرّض له مسلمو بورما من خلال الصور (تعود لسنة 2004).
  • تزداد فرص انتشار الشائعات عندما يتمّ نقلها من محيط شبكات التواصل الاجتماعية إلى الصحافة التقليدية، لذلك وجب التيقّن والتحقق من صحّة الخبر.
  • الاستعانة بالنصائح التي قدّمتها وكالة الأنباء رويترز أو غيرها، في ما يتعلق بطرق التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي كوسائل إعلامية.

الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي على موقع ديفيياند أرت، بواسطة ويب تريتس أي تي سي