نصائح في كتابة مقدّمة متميّزة لقصة صحفية

por soad aboghazey
Oct 30, 2018 en التنوع والإدماج

يبذل الصحفي مجهوداً كبيراً في الإعداد لموضوعه، لكنه يقف طويلاً أمام بضعة سطور تشكّل مقدّمة القصة التي يعزم على كتابتها. فهي بوابة المرور والبداية كي يستطيع أن يحتفظ بالقارىء حتى السطر الأخير، واذا افتقدت للجاذبية فسينتقل القارىء سريعاً إلى قصة أخرى باحثاً عن المعلومة التي تُقدّم له بوضوح والتي لا تخلو من الإبداع أيضاً.

التقت شبكة الصحفيين الدوليين عددًا من الصحفيين الذين تحدّثوا عن أسلوبهم الخاص في كتابة المقدّمة، ونصائحهم لكتابة مقدّمة جيدة لقصة صحفية.

البداية كانت مع الصحفي محمد مهدي، رئيس تحرير مجلة شبابنا الذي قسّم أشكال المقدّمة إلى ثلاث، فقال: تتنوع أشكال المقدمة الصحفية من موضوع لآخر، توجد مقدمة خبرية تعتمد على المعلومة المُجردة والسريعة والبسيطة، مع نبذة عن الموضوع. وهناك مقدمة إنسانية تركز على الحالة الإنسانية لشخص أو عدة أشخاص، مع وضع القارىء في حالة اندماج مع القصة من خلال وصف الشكل والمكان والظروف المحيطة بالحالة. أمّا الشكل الثالث فهي المقدمة الأدبية التي تعتمد على عامل السرد، والتوصيف، والجمل المنتقاة بعناية، والتي تعمل على تشويق القارىء، "وأميل شخصياً إلى كتابة هذا النوع الأخير في مقدّمة مقالاتي."

أضاف مهدي، "أهتم في البداية عند كتابة المقدمة بجمع معلومات كافية عن موضوعي، ثم أضع أكثر من سيناريو لشكل الموضوع بالكامل وأختار أفضلهم وأنسبهم لأسلوبي، ثم أشرع في كتابته. تابع مهدي القول، "أراعي في المقدمة الزج بالقارىء في قلب الأحداث من أول فقرة، مع وجود نسبة من المعلومات التمهيدية، والصياغة بلغة رشيقة مُعبّرة، وأحرص على انهاء الفقرة الأولى بمدخل للفقرة التي تليها".

أمّا عن نصائح مهدي لكتابة مقدمة صحفية جيدة، فلخّصها بالنقاط التالية:

  • جمع معلومات جيدة عن الموضوع قبل الكتابة
  • عدم التعجل في كتابة المقدمة
  • وضع سيناريو مسبق للموضوع بأكلمه، أو ترك المقدمة بعد كتابة الموضوع حتى تتضح لك الرؤية
  • الاستعانة بقول مأثور أو جملة على لسان أبطال الموضوع يضفي على المقدمة حيوية
  • اختيار لغة بسيطة ورشيقة

أمّا سلمى خطاب الصحفية في بوابة الشروق فقالت "إن أفضل المقدمات الصحفية هي ما يتوافر فيها ثلاث صفات رئيسية وهي "الاختصار، والجاذبية، والوضوح". فالقارئ في أيامنا هذه لا يملك الوقت الكافي ليضيّعه في قراءة مقدمات طويلة أو مملة أو غامضة، ولذلك تهتم خطّاب أثناء كتابة مقدمات قصصها الصحفية بعرض الفكرة الرئيسية بشكل واضح ومركز، وتوضيح السبب "لماذا اخترت الحديث في هذا الموضوع في هذا الوقت تحديدًا؟ً" مع الإشارة للقارىء لماذا عليه أن يقرأ التقرير أو التحقيق.

من جهة أخرى، بسنت زين الدين الصحفية في قسم الشؤون الخارجية بجريدة المصري اليوم تلفت الانتباه إلى زاوية أخرى في كتابة المقدمة.

فنظراً لتخصّصها في تقارير الشؤون الخارجية كان عليها أن تراعي إمكانية أن يكون القارئ غير مُلم بما تتحدث عنه؛ لكونه خارج البلاد أو لأن الموضوع نفسه ليس محط اهتمامه. في هذه الحالة -بحسب زين الدين- تتطلب المقدّمة أمرين: الأول إقناع القارىء بأن المقالة تستحق القراءة عن طريق جذب الانتباه واستخدام أساليب التشويق، أما الثاني فهو توضيح عن أي دولة يتحدث الموضوع.

وأضافت زين الدين أن المرحلة الثانية في كتابة المقدمة تتركز على إعطاء القارئ خلفية كافية عن الموضوع أو القضية المثارة في التقرير وتوضيح سبب التركيز عليها في الوقت الحالي، وهذا المثال نموذج على الطريقة التي سلف ذكرها في كتابة المقدمة: «مانديلا» و«موجابى» نهايتان متناقضتان لبداية حالمة.

وتفرّق زين الدين بين أشكال الكتابة الصحفية والقصة الصحفية. فالاخيرة "نوع مستخرج من الأدب" وهو ما يتطلب استخدام أسلوب شيّق في الكتابة مثل الروايات، والتركيز على المشاعر الإنسانية داخل القصة الصحفية ونقلها للقارئ كي يشعر أنه مكان الصحفي وليس مجرد قارئ يستمع من راوي، ولذلك فهي تتطلب وصفًا كاملًا أو شبه كامل لظروف القصة وبيئتها وظروفها ومكانها وتوقيتها. وهذا النموذج يشرح بوضوح طريقة زين الدين في كتابة القصة الصحفية: «المصري اليوم» داخل مقار حملتى المرشحين للرئاسة الأميركية فى فيرجينيا.

في حين ينصح باهي حسن الصحفي في جريدة المصري اليوم بأن تلخّص المقدمة أهم فكرتين في الموضوع الصحفي، بحيث لا تتجاوز 3 أسطر ولا تقل عن سطر ونصف.

يشير عبد الرحمن يوسف الصحفي المتخصص في تغطية القضايا المتعلقة بالدين والشؤون السياسية إلى طريقتين في الكتابة، وذلك في حالة التقرير المتعمق أو التحقيق الصحفي: الأولى تشرح للقارئ أهمية الموضوع، والثانية تقدم لمسة إنسانية. لكن المنهجين الذين اعتمدهما يوسف لا ينطبقان على الخبر، فمن وجهة نظره المهم في كتابة الخبر "الأسلوب الهرمي"، الذي يتمثّل بعرض أهم ما يحتويه الخبر في سطور المقدمة الأولى.

أمّا الآن، فماذا عنك؟ أخبرنا بطريقتك الخاصة في كتابة المقدمة لموضوعك الصحفي.

الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي بواسطة براندين دي برينكات على موقع فليكر