كيف تسوّق وسائل الإعلام لنفسها عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

por Basma El3ofy
Oct 30, 2018 en الصحافة الرقمية

أطلق محمد عمر، مشروع "إعلانجي" المهتم بتحليل العلاقة بين التسويق والإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي. ويهدف "إعلانجي" الذي لا زال في نسخته التجريبية لنقل خبرات العاملين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي إلى من يرغبون في دخول هذا المجال، من خلال محتوى تعليمي ينقل خبرة علمية، بأسلوب ومحتوى ممتع، ويهتم بعرض التجارب العالمية للارتقاء بمستوى الإبداع العربي في مجال وسائل الاتصال الاجتماعي.

الكمّ والكيف في إعلانات الصحف

يرى عمر أن الصحافة والإعلام هي صناعة، والمؤسسات الصحفية تقدم منتجًا، ولديها مستخدمين (قراء)، وبينها منافسة. ودور الإعلانات في صناعة الصحافة كدورها في أي صناعة: إبراز الميزة التنافسية الحقيقية التي يتميز بها محتوى مؤسسة ما وتهم القارئ. وحجز مكان لها داخل عقله، بحيث يتابع ما تقدمه تلك المؤسسة دائماً، ولا يذهب لأخرى، أي أن تنشأ علاقة تواصل ما بين الجريدة والقارئ.

ويقول أن المؤسسات الصحفية تنفق مبالغ طائلة لجلب مزيد من الزوار لمواقعها على الإنترنت أو متابعيها على شبكات التواصل الاجتماعية. ولكن المال يُصرف بشكل كمّي وليس كيفي، وتهتم بعدد مشاهدات الموقع وعدد الزوار وترتيب الموقع على موقع "أليكسا"، وانتشار الخبر على مواقع التواصل ومحركات البحث. ولا تهتم بجودة المحتوى، وكفاءته، والجمهور المستهدف.

ويرى أن تحسين دعاية الصحف والمواقع الإلكترونية يبدأ من قناعة وهي أنك تحتاج لوقت لبناء ثقة وقاعدة كبيرة من القراء والمتابعين الذين يحبونك ويحترمونك، وسوف تجني ثمار ذلك على المدى البعيد، وهو أفضل من أرقام المشاهدات الوهمية التي تنهار سريعاً.

كيف تنجح المواقع الإعلامية فعليًا عبر شبكات التواصل؟ يعتبر عمر أن النجاح لا يقاس بالكمّ، فبعض المواقع استخدمت موضوعات الجنس لتحقيق زيارات عالية، لكنها تركت انطباع سيء لدى القرّاء والكثير من التعليقات السلبية. ويشير إلى العديد من التجارب الصغيرة الناجحة التي بدأت في الظهور على الساحة، مثل "بوابة يناير"، و"ساسة بوست"، وكذلك هناك أسماء كبيرة حققت نجاحاً وحافظت على استمراريتها، مثل "MBC وBBC والجزيرة"، ويعتبر سرّ تميز بي بي سي هو تقديمها تقارير خاصة تتعلق بما يحدث على شبكات التواصل. فإذا وجدت "هاشتاج" مثلاً يشغل الصفحات، قدمت عنه تقريرًا مفصلاً بمعلومات أقرب إلى التحليل ولا تتضمن أي نوع من أنواع التسخيف أو المبالغة. أما الصحيفة الأفضل عالميًا على شبكات التواصل فهي "هافنجتون بوست"، ويرى أنها مدرسة لكل من يريد التعلم.

أساليب ناجحة للانتشار هناك أساليب ناجحة تستخدمها وسائل الإعلام للانتشار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهي:

  • وجود استراتيجية واضحة تقوم على القيمة التي تقدمها المؤسسة: مثلاً إذا كانت مميزة بالمقالات عليها فتح الباب لمشاركات الشباب المؤثرين على هذه المواقع ليكتبوا لديها.

  • استخدام "يوتيوب" وإنتاج محتوى على شكل برامج منوعة وقصيرة المدة.

  • التواصل عبر مواقع أخرى إلى جانب "فيسبوك"، مثل "Vine" و "Instagram".

  • استخدام الانفوجرافيك في عرض المعلومات.

  • تواصل الصحفيين مع زملائهم في قسم وسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال موضوعاتهم بشكل أفضل، وتبادل الخبرات التي تفيد الجميع، وربما يحصل الصحفي على أفكار لموضوعات أو معلومات جديدة عبر صفحة الجريدة.

  • التعاون بين حسابات الجريدة وصحفييها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول عمر أن الأمر يختلف وفقاً لسياسة كل جريدة، فهناك جرائد تهتم باسمها فقط، وتستعد لكي تُعرف من خلال محتواها مع الوقت. وأخرى تصعد بسرعة اعتمادًا على أسماء صحفيين مشهورين يعملون لديها، ودوائر تأثيرهم. ويؤكد عمر أن النوع الثاني فعّال أكثر خاصة في مصر والدول العربية، التي يعد فيها "فيسبوك" موقع شخصي يعتمد على العلاقات.

كيف تبدأ التسويق لموقع أو جريدة إلكترونية جديدة؟

1- تصميم مبهر للموقع: لأن كل الشبكات يجب أن توصل القارئ في النهاية إلى الموقع التي يجب أن لا تعمل بمعزل عنه. كذلك إن انطباع القارئ عن الموقع يدوم، ويجب أن تهتم به الجريدة حتى لا تفقد مستخدمين بسرعة، فالقالب لو تم بناؤه بشكل سيء، ستخسر بسببه الكثير أمام المجهود الذي سيبذل في المحتوى والإعلانات.

2- المحتوى المختلف والمميز والمواكب لما يحدث أو كما نقول: "what’s trending now؟" هذا سيزيد من الوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين دون الحاجة للإعلانات، وكلما زاد هذا المعدل، كلما دارت العجلة بسرعة. الأمر يحتاج مجهود كبير في البداية من متابعة المحادثات والمواضيع والهاشتاجز ومحاولة إيجاد مكان لك بينها، وتقديم محتوى تفاعلي، وسيجني ذلك ثماره بشكل كبير في المستقبل. أنا مقتنع بقول: "أكتب المحتوى الجيد جداً وأرميه من النافذة"، سيلتقطه الناس بالتأكيد وسيقدروه.

3- التسويق بشكل "مختلف ومجنون" من خلال أفكار إعلانية جديدة، وكذلك الاعتماد على المؤثرين على المواقع ليتحدثوا عنك، وهذا لن يأتي إلا إذا أقنعتهم بك في المقام الأول.

4- الاهتمام بمحرك البحث الأمثل الخاص بالموقع، هنالك متخصصون في هذا المجال. وبالتالي ستجد لها مكاناً على جوجل وستجلب المزيد من الزوّار.

5- الاستماع جيداً للمتابعين على الصفحات، والاهتمام بهم، والتفاعل معهم، كل ذلك سيبني قاعدة جيدة تقدرك وتحترمك وتتحدث عنك فينمو عدد متابعيك بشكل كبير.

6- الاهتمام بتوثيق الصفحة على "فيسبوك" و"تويتر" هذه علامة أن محتواك جودته عالية، ستزيد جداً من وصول وانتشار محتواك بين الناس.

التعامل مع الأخطاء باحتراف.. ومع الـ "ترافيك" بذكاء

يقول عمر أن أفضل وسيلة للتعامل مع الأخطاء هي رد فعل سريع وصادق وغير متعال. ومحاولة دائمة لإظهار اهتمام بالقارئ بصدق من خلال تحسين الخدمة ونشر الاعتذارات، أو حذف محتوى غير لائق أو تغيير سياسة ما. هذا يحتاج إلى صدق في البداية، ومتابعة دقيقة بدقيقة لما يحدث على الصفحات.

أما عن تحقيق الموقع لمشاهدات وزوار كثيرين "الترافيك"، يأتي عن طريق التفاعل بطرق شرعية، من خلال محتوى مميز جدًا، ودراسة سلوك القرّاء وتفضيلاتهم على الموقع، وما يريدون معرفته، وطريقة العرض، وما هي القيمة المضافة لك "هل تجعلهم أكثر علماً؟ أكثر مرحًا؟ أكثر ثقافة؟".... إلخ، ومع الاهتمام بمحركات البحث و تطبيق استراتيجية ممتازة للصفحات سوف تضمن مشاهدة عالية للمحتوى.

نقطة أخرى هامة، هي وجود "شخصية" للمنتج، فعندما تكون في كافة الشبكات متشابهاً، في الموقع والمحتوى وشبكات التواصل والإعلانات، فذلك سيحتاج إلى فريق عمل متوافق مع بعضه، يصنع نفس مستوى الخدمة المقدمة من المحتوى الذي يضيف قيمة لحياة الناس، وهذا ما سيجعلهم يثقون بك ويقدرونك ويتابعوك أكثر.

الصورة المرفقة هي شعار موقع "إعلانجي"، صممها ماجد مرسي.