في عصر المعلوماتية، يواجه الصحفيون كمًا هائلًا من المعلومات من مصادر لا تُعد ولا تُحصى، وتكمن التحديات في قدرتهم على البحث والتنقل بكفاءة بين البيانات الهائلة لاستخراج المطلوب منها.
لهذا أصبح التقدم التكنولوجي المترافق مع الذكاء الاصطناعي مساعدا وحليفًا لا غنى عنه للصحفيين، حيث يقدم أدوات متطورة لتعزيز البحث في الوسائط السمعية والبصرية، وتحليل البيانات واستخراجها من الأرشيف الصوتي والفيديو ووثائق الـPDF.
في هذا المقال، جهزنا لكم العديد من التطبيقات التي تساعد الصحفيين في استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية البحث الخاصة بهم، حيث يمكنهم من خلال إتقان هذه التقنيات، توفير الوقت والجهد وتحسين الدقة والتركيز على صياغة قصص جذابة والتميز في مجالهم، عبر امتلاك الأدوات الفعالة التي تمكنهم من البحث والتحليل واستخراج المعلومات القيمة بدقة وسرعة.
البحث البصري في الأرشيفات
يشهد الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في قدرات البحث البصري، خاصةً داخل الأرشيفات الرقمية.
إليك بعض التطبيقات التي يمكن للصحفيين استخدامها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي:
توفر هذه المنصة إمكانيات قوية للتعرف البصري، وتصنيف محتويات الصور والفيديو، كما يمكن للصحفيين استخدامه للعثور على ملفات وسائط محددة بكفاءة.
على الرغم من شهرته في المقام الأول بتدوين الملاحظات، يستخدم Evernote أيضًا الذكاء الاصطناعي للبحث عن النص داخل الصور، مما يسمح للصحفيين بتحديد الملاحظات أو المعلومات بسرعة.
يقوم Evernote بمساعدتك في البحث عن النص في ملفات PDF ومستندات Microsoft Office والصور والعروض التقديمية والمستندات الممسوحة ضوئيًا على الفور، كما يمكنه البحث في النص المكتوب بخط اليد في الصور المرفقة بالملاحظات.
البحث وتحليل المستندات وملفات PDF
تحتوي ملفات PDF وسواها من المستندات على معلومات مهمة للصحفيين، يجب تحليلها واستخدامها في مواضيعهم، ويمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط هذه العملية عبر العديد من الأدوات:
تقوم أداة الذكاء الاصطناعي هذه بإنشاء مساعد على أي مستند، مما يسمح للمستخدمين بالعثور على المعلومات وتلخيصها وفهمها بسرعة.
يفهم Unriddle.AI السياق الكامن وراء كتابتك ويربطك تلقائيًا بالمحتوى السابق ذي الصلة الذي قرأته أو كتبته.
يقوم هذا البرنامج المدعوم بالذكاء الاصطناعي بقراءة وتلخيص وشرح ملفات البي دي أف والدردشة وتحويل وتحرير النصوص ودمجها، كما تساعدك الدردشة مع الذكاء الاصطناعي بالبحث في ملفات PDF، وتلخيص المعلومات وقراءتها وشرحها.
كما يمكنه تحويل الملف وتحريره ودمج المعلومات والإضافة إليها وتعديلها.
يتيح هذا التطبيق الوصول إلى مكتبة ضخمة من الكتب والمستندات، وهو مفيد للبحث في الأرشيفات الرقمية.
Adobe Acrobat يتميز بوظائف بحث متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يمكن الصحفيين من العثور على الكلمات الرئيسية والعبارات داخل مستندات PDF بسهولة.
أداة التعرف الضوئي على الحروف (OCR) التي تحول المستندات والصور الممسوحة ضوئيًا إلى ملفات PDF قابلة للبحث، مما يجعل من الأسهل تحديد المعلومات والرجوع إليها.
يقدم مجموعة من الأدوات بما في ذلك قارئ PDF يمكنه تلخيص واستخراج النقاط الرئيسية من المستندات، بإرشاد من الذكاء الاصطناعي.
البحث في محتوى الفيديو والصوت
غالبًا ما يعمل الصحفيون مع تسجيلات الفيديو والصوت، والتي يمكن أن تستغرق وقتًا طويلًا لمراجعتها. ويبسط الذكاء الاصطناعي الموجود في العديد من التطبيقات هذه المهمة، واخترنا لكم بعضها:
ينسخ الملفات الصوتية وملفات الفيديو، مما يسمح للصحفيين بالبحث عن كلمات أو عبارات محددة داخل النص المكتوب.
يمكنك استخدامه للبحث في مقاطع الفيديو والنصوص وتحريرها ونسخها وتعديلها وما إلى ذلك.
خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر خدمات البحث في محتوى الصوت والفيديو، وتساعد الصحفيين في البحث في محتوى الصوت أو الفيديو، وتقدم خدمة الترجمة الفورية للمحتوى.
يتيح البحث في مقاطع الفيديو باستخدام معنى كلماتك، بدلاً من الكلمات الرئيسية فقط. ويمكنك من البحث في مقاطع الفيديو بأي لغة متوفرة في ملفاتك.
هذا البرنامج المدعوم بالذكاء الاصطناعي الموجه للأرشيف المرئي، يمكننا هذا التطبيق من العثور على أمور محددة للغاية داخل الصور أو مقاطع الفيديو.
كما يساعد على اكتشاف جميع الأصول المرئية، وليس فقط تلك التي تحتوي على بيانات تعريف نصية، ويحوي أداة تفهم اللغة الطبيعية.
يبحث برنامج Visual Search Pro من Canto عن ملايين الدقائق من مقاطع الفيديو، ويعرض مقطعًا يظهر للمستخدم ما بحث عنه على وجه التحديد، ولا يستطيع البرنامج العثور على المقطع فحسب، بل إنه ينقل المستخدم إلى اللحظة المحددة بالثواني.
المحتوى الصوتي
مكتبة تعليمية عميقة لتحليل الصوت والموسيقى، تدعم طرق تحليل التردد الزمني والتعرف على الأنماط، ومعالجة الإشارات، واستخراج الميزات، واسترجاع المعلومات، ومئات من الميزات المتعلقة بالمجال الزمني والترددي.
دليل يشمل أدوات تحليل الصوت مثل مقاييس الصوت والأوسيلوسكوبات والسبكتروغرامات.
أداة مجانية عبر الإنترنت لتحليل ملفات الصوت.
يقوم هذا التطبيق بتحليل محتوى الصوت واسترجاع المعلومات.
باستخدام النسخ الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكنك نسخ المحتوى الصوتي بسرعة ودقة، وحتى إنشاء ملخصات وأوصاف وملاحظات مفصلة لمساعدتك في إدارة المحتوى والترويج له.
تجارب صحفية
لا شك أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة قد أحدث تحولاً كبيراً في طريقة عمل الصحفيين، وتقول الصحفية اللبنانية نازك نصر وهي متخصصة في الأبحاث والتقارير الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، ومهتمة بمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتعلقة بالصحافة والإعلام: "مع تطور الذكاء الاصطناعي، سيكون من الضروري للصحفيين البقاء على اطلاع بأحدث التقنيات للالتزام بالتميز في مجالهم، وبتجربتي الشخصية ساعدني استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية البحث داخل كم هائل من المستندات ومصادر المعلومات وتحليلها وتدقيقها، وساعدني بشكل خاص تطبيق Descript وvisual search pro مما أتاح لي المزيد من الوقت للتركيز على الكتابة وتحليل المحتوى، وبفضل تطبيقات أخرى مثل Clarifai، أصبحت قادرة على العثور على الصور والفيديوهات المطلوبة بسرعة فائقة، مما يحسن من جودة التقارير التي أقدمها".
وأوضحت أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في ممارسات الصحافة الحديثة يسهم في تحسين الكفاءة والدقة، ويعزز أيضاً من قدرة الصحفيين على تقديم محتوى غني وموثوق، "مع استمرار التطور التكنولوجي، سيكون من الضروري للصحفيين تبني هذه الأدوات والبقاء على اطلاع بأحدث الابتكارات ومواكبة كل جديد، وأنا استطعت تطوير عملي باستخدام العديد من تطبيقات البحث المستندة على الذكاء الاصطناعي".
من جهته، يقول علي الإبراهيم وهو صحفي استقصائي، ومؤسس الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية، سراج. ويدرس ماجستير في الذكاء الاصطناعي في جامعة Wolverhampton في المملكة المتحدة: "غالبًا ما يُنظر إلى أدوات الذكاء الاصطناعي على أنها كأس مسمومة للصحفيين خاصة تلك التي تتعلق بمولدات الصور والمحتوى لما تتضمنه من مشكلات تتعلق بالأخلاقيات وحقوق الطبع والنشر، بالإضافة إلى كونها في بعض الأوقات غير موثوقة لتقديم نتائج متحيزة، ولكن لا يجب اختصار أدوات الذكاء الاصطناعي بما سبق، حيث تتوفر أدوات مساعدة للمشاريع الصحفية والاستقصائية، قادرة على تعزيز كفاءة البيانات، وإحاطات الموضوع، وتوفير التكاليف، وصولاً لطلبات المستندات العامة، حيث تعمل هذه الأدوات على تسهيل المهام في البحث والتحليل والتحقق الدقيق من المعلومات، وهو ما يسهم في تحسين كفاءة الصحفيين وجودة عملهم، وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التغيرات السريعة في المجال الصحفي".
ويستخدم الإبراهيم عددا من أدوات الذكاء الاصطناعي أثناء عمله، وتساعده هذه الأدوات في عمليات البحث العميق، وتحليل النصوص، وتقديم الملخصات، "تعتبر Google Scholar وMicrosoft Academic من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في البحث، حيث تعتمد على خوارزميات متقدمة للبحث في قواعد بيانات ضخمة وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول المواضيع التي يتم العمل عليها كما أن هناك أدوات مثل Semantic Scholar التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص وتقديم ملخصات مفيدة للصحفيين".
الصورة الرئيسية مُولدة بالذكاء الاصطناعي بواسطة Chatgpt4.