كيف نبني ثقة الجمهور؟

porرحمة ضياءSep 18, 2024 en إشراك الجمهور
صورة تعبيرية

تحت عنوان "كيفية بناء ثقة الجمهور"، عُقدت الجلسة الثالثة من القمة العالمية السنوية الثانية لتمكين الحقيقة، يوم الخميس 21 آذار/مارس، التي ينظمها المركز الدولي للصحفيين ضمن برنامج مكافحة المعلومات المضللة بالتعاون مع منتدى باميلا هوارد وشبكة الصحفيين الدوليين، وتركز علي تحدٍّ ملح هو: "كيف يمكن نشر محتوى موثوق وجدير بالثقة بطرق مبتكرة تتفوّق على المعلومات المضللة؟".

أطّر الجلسة الدكتور فادي رمزي وهو أستاذ جامعي واستشاري ومدرب إعلامي، وتحدث خلالها عن أهمية معرفة الجمهور وفهم احتياجاته والأعمدة الأساسية الخمس لبناء الثقة مع الجمهور وأهمية بناء تلك الثقة والتحديات الراهنة.

وقال رمزي إنّ عدم دراسة الجمهور ومعرفة توقعاته وفهم احتياجاته المحددة يتسبب في عدم وصول الرسائل الإعلامية إليه وبالتالي عدم كسب ثقته.

وأشار إلى أنّ الأبحاث التي أجريت لفهم احتياجات الجمهور، خلص معظمها إلى أن هناك ستة احتياجات أساسية للجمهور من المحتوى وهي:

1.معرفة مستجدات الأخبار.

2.التعرف على "الترند" ومدى قبول الناس له.

3.الإلهام.

4.معرفة ما خلف الكواليس.

5.التعلم والحصول على الإرشاد والتوجيه.

6.فهم السياق وتحليل الخبر وتداعياته.

وأوضح أنّ احتياجات الجمهور تختلف بحسب طبيعة الجمهور وخصائصه المختلفة، وأعطى مثالًا أنّ جيل زد على سبيل المثال قد يهتم بفرص التوظيف أكثر من اهتمامه بالكشف عن قضايا الفساد عند تعاطيه مع الأخبار، ولذلك علينا أن نطرح ثلاثة أسئلة عند العمل على أي قصة إخبارية وهي: من الجمهور المستهدف؟ وما هي احتياجاته؟ وهل تلبي هذه القصة احتياجاته؟

وأشار إلى أنّ من تحديات النشر على السوشيال ميديا القدرة على جذب انتباه الجمهور لمتابعة المشاهدة أو القراءة، موضحًا أنه يمكن التغلب على هذا التحدي فى ظل كثافة المحتوى المتاح على منصات التواصل الاجتماعي من خلال التحديد الدقيق للجمهور المستهدف وفهم احتياجاته، حتى نعرف كيف نؤثر عليه خلال أول ثلاث ثوانٍ من التعرض للمحتوى عبر ما يسمى بـالـ"HOOK" أو "الخطاف"، وقد تكون عبارة أو مشهد مؤثر بالنسبة له مما يدفعه لمتابعة المشاهدة حتى نهاية المحتوى، إضافةً إلى تقديم مضمون قيّم وفي النهاية ختام المحتوى بطلب التفاعل أو ما يعرف بـ"Call to action" والدعوة لمشاركة المحتوى، وهو ما يحوله من مجرد "متابع" إلى "سفير" لنشر المحتوى.

وأكد رمزي أنّ فهم احتياجات الجمهور يساعد على كسب أو زراعة الثقة التي تعد أغلى عملة على الإنترنت فى هذا العصر، وأنّ من التحديات الحالية لكسب ثقة الجمهور بالأخص مع جيل زد أنّ عملية اكتساب الثقة لم تعد أمرًا مسلمًا به وإنما يجب العمل على بنائه، لاسيما في عصر الذكاء الاصطناعي، وكذلك فيض المعلومات والبيانات التي يتعرض لها الجمهور والتي تضيف تحديات أخرى لعملية بناء الثقة مع الجمهور.

وأشار رمزي إلى أن هناك سبعة أنواع من تزييف وتضليل المعلومات وهي:

-المحتوى المفبرك: محتوى جديد مفبرك وغير صحيح بمعظمه، يهدف إلى الخداع والأذى.

-المحتوى المزور: عند انتحاله هوية المصادر الحقيقية.

-المحتوى المضلل: استخدام المعلومات بطريقة مضللة لتوجيه الاتهام زورًا لقضية أو فرد ما.

-التهكم أو السخرية: مع أنه لا يحمل نية للتسبب في ضرر لكنه قد يسبب تضليل الرأي.

-التلاعب بالمحتوى: عندما يتم التلاعب بالمعلومات أو الصور الحقيقية بهدف الخداع.

-السياق المزيف: عند مشاركة محتوى حقيقي مع معلومات مزيفة ضمن السياق.

-الربط المزيف: عندما لا تدعم العناوين الرئيسية أو الثانوية أو الصور مع باقي المحتوى.

وأفاد أنّ التحقق بالعين والعقل والتفكير والاستعانة بالأدوات كفيل بكشف التلاعب في المحتوى بما في ذلك المحتوى المُخلق بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وتطرق رمزي في الجزء الأخير من الجلسة إلى الأعمدة الخمسة لبناء الثقة وهي:

  • الشفافية:

-تستوجب الوضوح مع الجمهور في المنهجية والمصادر والأدوات.

-الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها.

-الوضوح في المحتوى والتفرقة بين الأخبار والرأي والمحتوى المدعوم.

-الوضوح في المرئيات بين الصور ، الصور الأرشيفية، المحتوى المُخلق بواسطة الذكاء الاصطناعي.

  • المسؤولية:

-تحلي الصحفيين بالمسؤولية بالدقة والوضوح والمسؤولية عن عملهم وتأثيره على المجتمع والأفراد.

-التحقق الدائم.

-احترام حقوق وخصوصية الأفراد.

  • الفهم: 

-فهم وتحليل الجمهور المستهدف.

-فهم احتياجاته من المحتوى من حيث الأهداف الستة.

-فهم الأشكال المختلفة والحديثة للمحتوى بالأخص على شبكات التواصل الاجتماعي.

-إدراك أن هذه العملية مستمرة ودائمة.

  • الصدق والإخلاص:

-تجنب التحيز أو التلاعب بالمعلومات.

-عرض الحقائق كاملة.

-الابتكار في الموضوعات المقدمة وزوايا التناول.

  • الفورية:

-هذا يعني ليس فقط نشر الأخبار بسرعة ولكن أن تقترن السرعة مع الدقة والمصداقية.

-متابعة القصص وتطوراتها واستمرار التحديث وفق المستجدات والتداعيات.

-إعادة زيارة الأخبار عند الضرورة.

وأكد رمزي أنه من المردود الإيجابي ونتائج بناء الثقة مع الجمهور:

-الانتشار: بعد اكتساب الثقة يتحول جمهور السوشيال ميديا من "متابع" إلى "سفير".

-الاستدامة: تعزيز قدرة وسائل الإعلام الحفاظ على مسارها وتحقيق رسالتها وسط تغيرات ديناميكية السوق والتغيرات التكنولوجية وتحولات سلوك الجمهور.

-الأرباح: تحقيق النموذج الربحي والنمو من مرحلة الاعتماد الكامل على الإعلانات إلى أنماط مختلفة ومتعددة مثل الاشتراكات والفريميوم والتبرعات وخلافه.

وأشار رمزي إلى أنّ النشرات البريدية وسيلة رائعة للتواصل المباشر مع الجمهور المتابع للمؤسسات الصحفية والتعرف على مقدار ثقته فيها، وأنه من المهم أن تنوع المؤسسات الصحفية مصادرها الربحية لتحافظ على استقلاليتها وعدم تبعيتها لجهة بعينها، ومن ثم الحفاظ على ثقة جمهورها.

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ميلاني ديزيل.