أساليب الوصول لجمهور منصات التحقق وأدوات تحديد خصائصه

porAsma QandilSep 18, 2024 en إشراك الجمهور
صورة

قد تواجهك بعض الصعوبات أثناء تأسيس مشروعك الإعلامي مثل فهم طبيعة جمهورك المستهدف، وآليات الوصول إليه، وتحديد المنصات الإعلامية التي يفضلها وغيرها من الأسئلة التي قد تتبادر إلى ذهنك، والتي سنجيب عنها في هذا المقال من خلال الاستناد إلى دراسات وتقارير عالمية، تحدث عنها أحمد عصمت، في الجلسة التدريبية الثانية للقمة العالمية السنوية الثانية لتمكين الحقيقة، التي يُقدّمها المركز الدولي للصحفيين ضمن برنامج مكافحة المعلومات المضللة بالتعاون مع منتدى باميلا هوارد لتغطية الأزمات، وشبكة الصحفيين الدوليين.

وقد استهلت سارة عبد الله مديرة برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة والمحررة المسؤولة عن شبكة الصحفيين الدوليين بالنسخة العربية، حديثها في الجلسة التدريبية الثانية التي عقدت يوم الخميس 14 مارس/آذار عبر زووم بعنوان "الوصول إلى جماهير لا يمكن الوصول إليها"، عن أهمية القمة العالمية السنوية الثانية لتمكين الحقيقة في صقل مهارات الصحفيين لأهمية نشر محتوى موثوق بطرقٍ مبتكرة، وفي النهاية سيتأهل المشاركون/ات الذين يحضرون 3 جلسات على الأقل للتقدّم بطلب الحصول على منح وإرشادات لتمويل مشاريع باستخدام الوسائط المتعددة.

وتناولت الجلسة الثانية التي قدّمها أحمد عصمت وهو رائد أعمال إعلامي شارك في تأسيس مجلة Alex Agenda عام 2006، وجريدة "أمواج الإسكندرية" في 2012، وهو الآن موجه لعدد من المشاريع الإعلامية في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة، عدة موضوعات مهمة مثل: مفهوم الجماهير، والاختلافات بين جمهور الصحافة، والجمهور المُتابع لمنصات التحقق، والأساليب التي يستخدمها مدققو المعلومات في عملهم، وطرق الوصول إلى الجمهور المستهدف، وعرض تفصيلي لمجموعة من أدوات تحليل سمات الجمهور.

مخاطر انتشار المعلومات المُضللة

بدأ عصمت حديثه قائلاً: "نعيش حاليًا في عصر الجماهير العريضة، وبالتالي يتزايد تأثير المعلومات المُضللة بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي، وهو ما أشارت إليه تقارير ودراسات أصدرتها عدة مؤسسات مثل تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2024، الذي أشار إلى المخاطر المتشابكة لانتشار المعلومات المُضللة والخاطئة التي يحركها الذكاء الاصطناعي، والاستقطاب الاجتماعي، ضمن قائمة المخاطر خلال عامين، وهي ضمن الـ5 مخاطر الأهم خلال عشر سنوات من الآن، كما دعا التقرير إلى دعم مجهودات الأفراد والدول لتنظيم حملات التثقيف الرقمي حول المعلومات الخاطئة والمُضللة، كما نصحهم بقراءة كتاب المعلومات المضللة والجماهير".

وقد اعتمدت الجلسة على منهجية "الشفاهية والكتابية Orality and Literacy" التي قدّمها القس الجيزويتي والفيلسوف وأستاذ الأدب Walter J. Ong. وللتوضيح، أشار عصمت إلى خصائص "الثقافات الشفاهية" في الاعتماد على الذاكرة، والارتجال، والتكرار، والتركيز على الأداء، وقابلية المعلومات للتغير والتكيف مع السياقات المختلفة. أما "الثقافات الكتابية"، فتتسم بالتوثيق، والتدقيق، والتنظيم، والتفرد، والثبات. وهو ما يُعزز فهمنا لأنماط التفكير وسلوكيات الأفراد في المجتمعات المختلفة، وتحليل النصوص المكتوبة.

وبالتالي نتمكن من تعزيز مهارات التفكير النقدي من خلال تعليم الناس كيفية تقييم المعلومات، ودعم جهود الصحافة المستقلة، وتطوير تقنيات للكشف عن المعلومات المضللة، وذلك وفقًا لما أشار إليه عصمت.

أهمية معالجة تحديات اضطراب المعلومات

يمكننا معالجة تحديات اضطراب المعلومات من خلال ما يلي:

- تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتقييم مصادر المعلومات بشكل نقدي.

-تشجيع التعرض لمجموعة متنوعة من وجهات النظر والمصادر لتعزيز الحوار المفتوح.

-الدعوة إلى زيادة الشفافية والمساءلة من قبل منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من الكيانات.

-إنشاء غرف رجع صدى حيث يتعرض الأفراد فقط للمعلومات التي تؤكد معتقداتهم الحالية، مما يجعلهم أقل عرضة لمواجهة وجهات نظر معارضة وتقييمها بشكل نقدي.

واستطرد عصمت قائلاً: "يتكون الجمهور عادة من مجموعة من الأفراد الذين يقومون بمتابعة موقع معين أو مشروع إعلامي معين، وعندما تخطط للتعامل مع الجمهور، عليك أن تأخذ في اعتبارك اهتمامات واحتياجات كل شخص، وتصنيف المستهلكين إلى فئات محددة"، وهو ما تلخصه العبارة التالية (إذا حاولت البيع للجميع، فسوف ينتهي بك الحال بالبيع للا أحد)".

أدوات تحديد خصائص الجمهور وتحليل جمهور المواقع الإلكترونية

-     موقع "hubspot": يساعدك الموقع لعمل "buyer persona"، وذلك من خلال تعلُم كيفية عمل "persona"، أو كيفية إنشاء "persona" وذلك لمساعدة شركتك في التسويق، وتقديم خدماتها بشكل أفضل.

-     موقع "semrush": يساعدك الموقع لعمل persona لفهم خصائص جمهورك المستهدف.

-     موقع "edit": يحتوي على الكثير من القوالب التي يسهل تعديلها.

وهناك أدوات أخرى مدعمة بالذكاء الاصطناعي والتي يمكنك تجربتها مثل: موقع "perplexity": الذي يساعدك في تحليل جمهور المنصات المختلفة، وقدّم عصمت مثالاً لكيفية تحليل جمهور منصة "متصدقش" باستخدام الموقع، حيث قدمت الأداة تحليلاً للجمهور المستهدف، والخصائص الديموجرافية لجمهور الموقع.

-     موقع "taskade": بمجرد التسجيل في الموقع، يساعدك على بناء persona  بشكل أسرع من المواقع الأخرى، وذلك من خلال الاختيار بين فئات مختلفة من الجمهور وتحديد أنماط المحتوى المخصص لكل فئة منهم.

وهناك موقع "g2" الذي يحتوي على أدوات كثيرة مهمة في تحليل جمهور المنصات الرقمية.

آليات التحقق من صحة المعلومات

وحول إيجاد تصورات مختلفة لكيفية عمل مدققي الحقائق، أشار Bill Adair مؤسس Politifact وأستاذ نايت الممارس للصحافة والسياسة العامة لـDuke University إلى أنّ الطريقة القديمة لنشر عمليات التحقق من المعلومات من خلال وضعها على مواقع الويب والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا تؤدي إلى إيصالها للأشخاص الذين يحتاجون إليها، وبالتالي فقد حان الوقت لإعادة تصور كيفية نشر مدققي المعلومات لأعمالهم وبثها، وذلك وفقًا لما ذكره عصمت.

أساليب مبتكرة لتقديم المعلومات المُدققة للجمهور

حتى لا يضيع القارئ وسط الكم الكبير من الكتل النصية الكبيرة، يمكننا تقديم المعلومات في شكل أرقام/إحصائيات والتي تكون أقوى أثرًا في تصحيح المفاهيم، وهو ما أشارت إليه نتائج دراسة أكاديمية نشرت عام 2023.

وهناك 7 خطوات لتقديم المعلومات المُدققة للجمهور، وهي:

-أن تُقدم المحتوى الإعلامي في قوالب إبداعية تتناسب مع جمهورك.

-تعديل المحتوى بحيث يتناسب مع الوسيلة المقدم من خلالها.

-قم بتبسيط المصطلحات المعقدة.

-استخدام عبارات قصيرة ومُركزة.

-استخدام الصور بشكل مناسب، والتركيز على أن ترسخ الصورة الحقيقة ولا تركز على ذكر المزاعم غير الصحيحة.

-تقديم الدليل في أول فقرة/عبارة لتركيز مبدأ الموثوقية.

- أن يكون الشكل العام للمحتوى قابلًا للانطباع بالذاكرة.

أساليب التعامل مع جمهور منصات التحقق من المعلومات

-شرح الطرق والأساليب التي تتبعها في عملك: الشفافية هي المفتاح لبناء الثقة والمصداقية مع جمهور، مثل عمل مقطع فيديو، أو استضافة ندوة عبر الإنترنت لعرض عملية التحقق من صحة المعلومات.

-شارك تأثيرك: من خلال استخدام شهادات واقعية أو ملاحظات أو دراسات حالة، لإظهار أهمية خطوة التحقق من صحة المعلومات.

-إشراك الجمهور: من خلال تشجيعهم على اقتراح مواضيع، وتقديم الأسئلة، والإبلاغ عن الأخطاء.

-تقديم قيمة لجمهورك: مثل استخدام لغة واضحة وجذابة، وتقديم نصائح أو حلول عملية.

-الاحتفاء بالنجاح والاعتراف بعملك، وكيف يُلهمك جمهورك، ويمكنك مشاركة إنجازات عملك في مجال التحقق من صحة المعلومات.

ثم اختتم عصمت حديثه بأحدث تقریر صادر في ھذا العام حول The future of news consumption in 2030، والذي يدور حول سمات جيل (Z)، الذي يبحث عن طرق سھلة لاستیعاب الأخبار، ویرید معلومات من مصادر یثق بھا، ويعتمد على الآراء الشخصیة للآخرین في السیاق الرقمي لتأطیر الأخبار وفهمها.

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ميلاني ديزل.