إن كان هناك من تغيير جذري جعل من الإعلام الجديد أقوى تأثيرًا من الإعلام التقليدي، فهو القدرة على التفاعل مع المتلقي (الجمهور) وصناعة محتوى تفاعلي يساهم الجمهور في صناعته وقولبته لا بل يتخطى ذلك إلى مشاركة وتبادل الأفكار خاصةً عبر وسائل الإعلام الجديد.
على هذه القاعدة عمدت صحيفة البلد الإلكترونية، منذ إنطلاق المشروع في 7 مايو 2012 في سلطنة عمان، إلى اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات تفاعلية لصناعة محتوى يساعد الجمهور على المشاركة عبر إضافة رأيه والتفاعل مع المحتوى، على أن يكون في الوقت ذاته صانعاً للمحتوى (مبلوراً لوجهة نظره) ومساهماً في نشره عبر الوسائط المختلفة كتطبيقات الدردشة أمثال whatsapp و blackberry.
لقد خرجت الصحيفة بتجربة قد تساعد التجارب الجديدة الناشئة على إيجاد خطط واستراتيجيات تساهم برفع مساهمة ومشاركة الجمهور في محتوى الصحيفة عبر استطلاعات الرأي أو التعليقات المباشرة على المحتوى أو المشاركة بالمقالات أو أية محتويات أخرى مثل الصور أو الفيديوهات.
هنا يمكنكم الاطلاع على نماذج لمزايا عدة لمنصات الإعلام الاجتماعي استخدمتها صحيفة البلد في إشراك الجمهور وصناعة محتوى تفاعلي للصحيفة.
فيس بوك، بلغت نسبة مشاركة المحتوى الخاص في الفيسبوك حسب النسب التقريبية التي أعدتها الصحيفة 60% من إجمالي المحتوى التفاعلي، وقد توزعت هذه الأرقام على عدة عناصر تتمثل في التعليقات بنسبة 30%، والمناقشات بنسبة 10%، فيما يبلغ نسبة مشاركة المحتوى للآخرين 10%، والتصويت عبر فيسبوك بنسبة 10% أيضاً.
إن أهم ميزة تجعل من فيس بوك أداة مهمة لصناعة محتوى تفاعلي هو القدرة على التعليق المباشرة دون وجود قيود كما هو الحال في الإعلام التقليدي. كما أن هناك خيارات أخرى من بينها التصويت أو عرض اسئلة محددة للتصويت، وهو ما يساعد على معرفة اتجاهات الجمهور في قضايا محددة، تود الصحيفة طرحها ومعرفتها.
تويتر، ما يميز تويتر كمنصة من منصات الإعلام الاجتماعي هو قدرة الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية على إشراك الجمهور وجذبه والذهاب إليه، من خلال استخدام الوسوم (هاشتاج). وهي الطريق التي تساعد في جعل المحتوى المطروح في قضية معينة متوافراً في مكان مخصص يساعد على إثراء المحتوى عبر المشاركات/ التغريدات الكتابية من القراء. بالنسبة لصحيفة البلد، فهناك نسب متفاوتة في شكل الأدوات التي تظهر نسبة المشاركة، حيث تغطي التعليقات/ التفاعل نسبة 20%، ومن ثم يأتي إعادة التغريد والمشاركة بنسبة 10%، ولاحقاً تأتي الإشارة ما يعرف بال (mention) إلى مستخدمين آخرين بنسبة 5%.
ساعدت هذه الجزئية بالتحديد صحيفة البلد في إطلاق برنامج #حوار_البلد الذي كان يبث عبر إذاعة خاصة وفي نفس الوقت تنشر الصحيفة مقتطفات من البرنامج في تغريدات مباشرة عبر استخدام الوسم. لقد ساعد استخدام هذه الأدوات السريعة والبسيطة في جذب الجمهور وخلق محتوى تفاعلي ساهم برفع مستوى انتشار محتوى الجريدة ورفع نسب مشاركة الجمهور فيه.
إن هذه الأدوات التي تم استثمارها في صحيفة البلد منذ إنشاءها قبل أكثر من عامين ساعدت في إشراك الجمهور في المحتوى الإخباري، أو التحليلي، بشكل متواصل، مما جعل مساهمة الجمهور لا تقل كثيرًا، عن المحتوى الذي يصنعه المحرر.
التعليقات المباشرة، ساهمت بتقديم وجهات النظر تجاه القضايا التي تطرحها الصحيفة، كما أنها وسعت من دائرة مشاركة الناس للمحتوى إلى قراء آخرين يشاركونهم الاهتمام نفسه، وساهم ذلك بشكل مباشر في رفع نسب زوار الموقع بشكل ملوحظ، مما يعني اشتراك عدد أكبر في صفحات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالصحيفة.
الإنفوجرافيك من تصميم صحيفة البلد الإلكترونية.
تُركي البلوشي، هو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسخته العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط.