ممارسات وتجارب لتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن صناعة الإعلام

Nov 21, 2023 en تغطية قضايا البيئة
صورة

كيف يمكن تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن صناعة الإعلام؟ وكيف تنتج وسائل الإعلام محتوى أخضر يعزز ممارسات الاستدامة؟.. أسئلة طرحت في جلسة بعنوان "الاستدامة في الإعلام" خلال الدورة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام، الذي أقيم في الفترة الممتدة من ١٤ إلى ١٦ نوفمبر في مدينة أبو ظبي، الإمارات، وركزت بشكل خاص على الإعلام البيئي بالتزامن مع قرب استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين "كوب 28"، بالإضافة لطرح  موضوعات نقاشية أخرى مثل استخدام الذكاء الاصطناعي وصحافة البيانات.

وخلال مشاركتها كمتحدثة في الكونغرس العالمي، قالت مادونا خفاجا، مؤسسة ومديرة شركة وايت بي ميديا في دبي، التي تُعنى بالإنتاج وصناعة الترفيه وهندسة وتطوير المحتوى الإبداعي عبر العمل على تقديم أفكار ونصوص أصلية وخدمات معالجة النصوص للمسلسلات الدرامية والأفلام والوثائقيات "إننا بحاجة لنشر الوعي بممارسات الاستدامة من خلال وسائل الإعلام، لاسيما في المحتوى المخصص للأطفال والأعمار الناشئة حتى ينشأوا على الممارسات الصديقة للبيئة مثل ترشيد استهلاك الكهرباء وإيجاد بدائل للبلاستيك وتدوير النفايات، ليتحوّل الحفاظ على الموارد البيئية إلى ثقافة مجتمعية؛ وهذا دور مهم لأنّ هذه الموارد سوف تنفد يوًما ما".

وأشارت إلى دور آخر يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام لتعزيز الاستدامة البيئية وهو تقليل البصمة الكربونية لصناعة الإعلام والسينما - ويقصد بذلك الانبعاثات الكربونية التي تنتج عن مختلف مراحل الصناعة مثل التصوير والمونتاج وغيرها- من خلال تبني ممارسات جديدة لإنتاج وصناعة محتوى أقل تلويثًا للبيئة.

الإعلام الأخضر 

والإعلام الأخضر هو مصطلح حديث يعني المعالجة الإعلامية للقضايا البيئية، وإنتاج محتوى يساهم في توعية الجماهير وحثهم على تبني ثقافة الاستدامة.

من جهتها، تحدثت كسينا جوردينكو، المنتجة التنفيذية لبرنامج الرسوم المتحركة KID-E-CATS خلال الجلسة عن الصيغة الأفضل لإنتاج محتوى أخضر مخصص للأطفال، قائلةً إنّ "برامج الكرتون والرسوم المتحركة ليست فقط من أجل الترفيه ولكن يمكن الاستعانة بها لتعليم الأطفال أشياءً هامة ودفعهم لتبني ممارسات الاستدامة من خلال مشاهدة البرامج الكرتونية التي يحبونها"، مضيفة أنّ المحتوى المخصص للأطفال لابد أن يكون بسيطًا وممتعًا ويعمل على توصيل الرسائل البيئية للأطفال بطريقة غير مباشرة من خلال خلق شخصيات كرتونية يحبها الأطفال تقوم بممارسات صديقة للبيئة مثل إنقاذ الحيوانات والحفاظ على الطبيعة وترشيد استهلاك المياه وإيجاد بدائل للبلاستيك غير القابل للتحلل، وهو ما سيدفع الأطفال إلى تقليد شخصياتهم المفضلة".

وتابعت: "هذا ما نفعله في برنامج "كيد إي كاتس"، فالأطفال يحبون صغار القطط التي تقوم خلال الحلقات بأعمال بطولية لإنقاذ الكوكب ويحبون أن يفعلوا مثلها ويشاركوا بدورهم في الحفاظ على البيئة".

البصمة الكربونية لصناعة السينما 

كما تحدث المنتج السينمائي هشام سليمان خلال الجلسة عن الممارسات التي يمكنها تقليل الانبعاثات الملوثة الناتجة عن صناعة السينما قائلًا: "التوقف عن إرسال نسخ مطبوعة من السيناريو لأعضاء فريق العمل وإرسال نسخ إلكترونية بدلًا من ذلك مما يوفر طنًا من الورق على الأقل في كل عمل سينمائي وبهذا نقلل من قطع الأشجار، كما يمكننا أن نستخدم الذكاء الاصطناعي في خلق المشاهد لاسيما تلك التي تتطلب السفر الخارجي وبهذا نقلص الانبعاثات الناتجة عن التصوير والتنقلات والطعام". وأضاف أننا بحاجة للتفكير في ممارسات بديلة تقلل الانبعاثات الناتجة عن الصناعة قدر الإمكان والحفاظ على الموارد وتقليل استخدامنا للبلاستيك، موضحًا أنّ هذه الممارسات قابلة للتطبيق مع التقدم التكنولوجي وإيجاد البدائل الصديقة للبيئة.

ولفت إلى أنّ عمليات المونتاج فيما سبق كانت تعتمد على أفلام "النيجاتيف" التي احتوت على مادة نترات الفضة الملوثة للبيئة، وكانت تنتهي إلى الحرق أو الدفن في التربة، وأصبحت هذه الأفلام من الماضي بعد التحول إلى استخدام برامج المونتاج عبر الكمبيوتر. وأشار إلى أنّ المحتوى يمكن أن يساهم في نشر الاستدامة البيئية والوعي بين المواطنين.

وعُرضت خلال الجلسة أجزاء من فيلم بعنوان "سفراء الحضارة" من إخراج محمد صلاح، يتضمن رسائل لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة للحفاظ على الحضارة.

دعم الاستدامة

من جهتها، قالت جميلة المير، مستشارة أولى لأبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى في مجال تغير المناخ، إن طريق الاستدامة يبدأ باتخاذ خطوات صغيرة تقود إلى تحقيق أهداف كبرى مثل صافي صفر نفايات وصافي صفر كربون، انطلاقًا من إيمان داخلي بأهمية التغيير.

وأشارت إلى إطلاق الأمم المتحدة حملات عالمية ومبادرات متعددة لدعم عملية التحول، وتحفيز الشركات على الحفاظ على الاستدامة وتحقيق أهداف سنوية في هذا المجال، ومن بينها الشركات العاملة في مجال الإعلام.

ولفتت إلى ضرورة مكافأة الإنجازات الصغيرة حتى تستمر وتكبر، وتشجيع شركات الإعلام على إيجاد بدائل للبلاستيك على مستوى التعبئة، والتوجه لتقديم الأطعمة قليلة الانبعاثات، وحساب بصمتها الكربونية من أجل العمل على تقليل استهلاكها للموارد.

الصورة الرئيسية بعدسة رحمة ضياء.