لا يألو خريجو برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهدًا في دعم ومساندة زملائهم الصحفيين وذلك من خلال الدورات التدريبية والمسابقات التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم وتشجيعهم على تطوير جودة محتواهم الإعلامي، ولم يقتصر دورهم عند هذا الحد فحسب؛ بل سعوا إلى مشاركة معارفهم مع الطلاب لمساعدتهم في تطوير مشروعاتهم الإعلامية الناشئة، وهو ما برز خلال مساهماتهم في فعاليات الدورة الثانية من برنامج "دعم شباب رواد الأعمال الإعلاميين" التي نظمتها وحدة ريادة الأعمال بمركز التدريب في كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية وذلك خلال الفترة الممتدة من 29 يوليو/تموز حتى 10 أغسطس/آب.
وتقول رئيسة وحدة ريادة الأعمال بالكلية د. فاطمة الزهراء عبد الفتاح إنّ النسخة الثانية من برنامج "دعم شباب رواد الأعمال الإعلاميين" هدفت إلى تحقيق رسالة الكلية في دعم خريجيها، وإثراء المجال الإعلامي بأفكار تُسهم في تنمية المجتمع، وقد شارك بهذه النسخة 23 طالبًا وطالبة قدموا 11 مشروعًا إعلاميًا واستفادوا من دعم وتوجيه رواد الأعمال، والخبراء المتخصصين في عدة مؤسسات في مقدمتها شبكة الصحفيين الدوليين.
وقد استهلّ أحمد عاطف رمضان، الصحفي الاستقصائي ومؤسس نشرة رادار نيوزليتر للتحقق من المحتوى ومواجهة الخلل المعلوماتي العربي أولى الجلسات التدريبية التي قدمتها "شبكة الصحفيين الدوليين" لطلاب كلية الإعلام، والتي تناولت كيفية "تدشين مشروع إعلامي رائد يخدم المجتمع ويحقق الربح"، وذلك في 3 أغسطس/آب، ثم شاركت دينا أبو غزالة مع الطلاب تجربتها في إطلاق منصة "إيجاب" وناقشت مع الطلاب طرقًا فعالة لتطوير مشروعاتهم.
وقدّم مصطفى فتحي الكاتب بشبكة الصحفيين الدوليين، ومدير تحرير موقع كايرو 360 ومؤسس منصة ميديا لانسر المتخصصة في تطوير مهارات الصحفيين جلسة تدريبية عن "أهمية إطلاق مشروعات إعلامية مستقلة والخبرات المطلوبة من رواد الأعمال"، أما أحمد العطار، مؤسس موقع أوزون فقد عرض تجربته بإطلاق منصته الرقمية المتخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط، وقدّم شحاته السيد جلسة تدريبية مُقدمة من شركة أوش للتكنولوجيا وصناعات الذكاء الاصطناعي.
أسئلة مهمة قبل إطلاق مشروعك الإعلامي
"مشروعك الإعلامي.. طريقك إلى المستقبل"، هو عنوان الجلسة التي قدمها مصطفى فتحي، وقد امتلأت بأفكار مُلهمة تساعد الشباب في استكمال مشروعاتهم من أجل تحقيق ذاتهم، كما نصحهم بقراءة كتاب "لا تتوقف.. 10 طرق لتظل مُبدعًا في الأوقات الجيدة والسيئة" لأوستن كليون والذي سيساعدهم في تطوير أفكار مشروعاتهم، وذلك من خلال اتباع هذه الخطوات:
- أن يكون لديك فكرة عميقة عن الأفكار المشابهة أو القريبة من فكرة مشروعك.
- أن تمتلك مهارة كتابة تصور واضح لمشروعك بحيث تتضمن: أهدافًا محددة، وخطة زمنية واقعية.
-حضور الورش التدريبية باستمرار في المجال الإعلامي.
-أن تكون ملمًا بالأحداث المحلية والعالمية والإقليمية؛ فالقراءة تُغذي العقل وتُلهمك بأفكار مهمة.
كما تساعدك الإجابة على هذه الأسئلة في بدء مشروعك الإعلامي بلا تردد، وفقًا لما أشار إليه مصطفى فتحي، وهي:
- هل أنت مؤهل حقًا لإطلاق مشروع إعلامي؟
-هل لديك فكرة حقيقية، ومبتكرة، وقابلة للتنفيذ؟
- هل تُتابع مصادر جادة تفتح لك نوافذ حقيقية في عالم ريادة الأعمال مثل مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، وموقع "شبكة الصحفيين الدوليين"، و"فوربس"؟
-هل أعرف حقًا مهاراتي الأساسية؟
واختتم فتحي حديثه معنا بالدروس المستفادة التي سيتعلمها رواد الأعمال من مشروعاتهم، وهي: القدرة على الكلام بشكل محترف، وترتيب الأفكار، واحترام الوقت، والتعامل مع أنماط بشرية مختلفة، ومهارة الإقناع.
بدء مشروع إعلامي ناشئ من الصفر، هو محور الجلسة التي قدمها أحمد العطار، حيث قام بنقل تجربته في تدشين منصة "أوزون" أثناء مشاركته في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بدءًا من تحديد الرؤية، والرسالة، والأهداف، وفئات الجمهور المستهدف، ووضع استراتيجية قصيرة وطويلة الأمد، وتحديد الأنشطة والمنتجات التي يقدمها المشروع لكي يحقق الأهداف المنشودة، كما تناولت جلسته طرق التغلب على العقبات الخاصة بالتمويل، وأهمية عقد شراكات مع الجهات المعنية لضمان استدامة المشروعات الناشئة، وأشار العطار إلى نماذج متنوعة من القصص الصحفية التي تجذب جمهور المستخدمين عبر المنصات الإعلامية المختلفة.
إرشادات مهمة لإطلاق مشروعات إعلامية رائدة
قدّم أحمد عاطف رمضان مجموعة من الإرشادات لإطلاق مشروعات إعلامية، وهي:
-أن تقرأ تقارير المؤسسات الدولية لتكون مُلمًا بالاتجاهات الحديثة في صناعة الإعلام، مثل تقرير الأخبار الرقمية لعام 2023 الصادر من "معهد رويترز لدراسة الصحافة" التابع لجامعة أكسفورد.
-أن تهتم بالتخطيط الجيد لمشروعك الإعلامي حتى يحقق الهدف المنشود منه.
-أن تحدد رؤية ورسالة مشروعك الإعلامي.
-أن تحدد فئات جمهورك المستهدف.
-أن تختار اسمًا جيدًا لمشروعك الإعلامي، وتصمّم شعارًا مناسبًا لطبيعة المشروع، وأن تكون الألوان متناسقة ومعبرة عن فكرة المشروع.
-التواصل مع الجهات والمؤسسات التي تدعم مشروعك الإعلامي.
كما تناول رمضان في جلسته مراحل تطوّر نشرة "رادار نيوزليتر" والتي شارك بها في مركز التوجيه؛ وذلك من مجرد مبادرة إلى تدشين مشروع كبير سيكون له العديد من الاصدارات الأخرى.
رؤى الطلاب المشاركين في برنامج "دعم شباب رواد الأعمال الإعلاميين"
أنشأت زينب محمد عبدالرؤوف، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام مع زملائها بإنشاء تطبيق "Diabetes Life" الذي يقدم خدمات متنوعة لمرضى السكري، واستفادت من برنامج "دعم شباب رواد الأعمال الإعلاميين" في تعلٌم كيفية تطوير فكرة مشروعها، وتقييم مدى جاهزيتها للتطبيق من عدمه. وأشارت زينب إلى أنها استفادة من جلسة العطار في أهمية تحديد فئات الجمهور المستهدف، كما تعرفت على أهم حاضنات الأعمال الداعمة للمشروعات الناشئة في مصر.
بدورها، شاركت ريهام عبدالله، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام زميلتها زينب، في تنفيذ التطبيق الإلكتروني، وأشارت إلى أنها تعلمت كيفية اختيار جهات التمويل المناسبة لدعم المشروعه، وأهمية تحديد الميزانية.
أما الطالب سيف هشام، فأشار إلى أنه سيطبق استراتيجية التحقق من صحة الأخبار، والصور والفيديوهات في كل أشكال المحتوى الإعلامي قبل عملية النشر، كما تعلّم سيف كيفية كتابة "رؤية"، و"رسالة" واضحة ومعبرة عن فكرة مشروعه.
وأشار الطالب محمد أشرف إلى أنه سيُطبق النصائح التي تضمنتها ورشتا أحمد رمضان وأحمد العطار، وذلك فيما يتعلق بعمل رؤية بصرية لمشروعه الإعلامي، ووضع خطة استراتيجية للمشروع ودراسة كافة جوانبه، ووضع ميزة تنافسية لمشروعه.
منح وفرص تدريبية للطلاب
-توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها شركة "أوش للتكنولوجيا وصناعات الذكاء الاصطناعي" لمدة عام دعمًا لمشروعات الطلاب، وهي المنحة التي قدمها شحاته السيد للطلاب والخريجين المشاركين في البرنامج.
شحاتة السيد مع الأستاذة الدكتورة إيناس أبو يوسف عميدة كلية الإعلام والدكتورة فاطمة الزهراء عبد الفتاح رئيسة وحدة ريادة الأعمال بالكلية.
-دورات مجانية حول كيفية إنشاء نشرات بريدية والتحقق من المعلومات، وهي المنحة التي قدمها أحمد رمضان للطلاب والخريجين المشاركين في البرنامج.
وقد انعقد حفل ختام الدورة الثانية من برنامج "دعم شباب رواد الأعمال الإعلاميين" والذي نظمته وحدة ريادة الأعمال بمركز الدراسات والتدريب الإعلامي في اليوم العالمي لرواد الأعمال الموافق 21 أغسطس/آب، حيث تمّ تكريم الجهات الراعية، والمدربين، والطلاب، والخريجين الذين شاركوا بالبرنامج، فضلاً عن خريجي الكلية الذين شاركوا في الدورة الأولى وواصلوا تطوير مشروعاتهم الإعلامية الناشئة.
الصور المنشورة في المقال مأخودة من د."فاطمة الزهراء عبد الفتاح" رئيسة وحدة ريادة الأعمال بالكلية.
Lee más artículos de
