تعرفوا على أكثر 10 دول تمارس الرقابة على الصحافة والآليات المتبعة من قبل الصحفيين

Oct 30, 2018 en السلامة الرقمية والجسدية

ليس من السهل أن تكون صحافياً في بلد تمارس فيه رقابة صارمة على الإنترنت وتوضع فيه قيوداً شديدة على حرية التعبير، فالأمر لا يخلوا من قائمة مخاطر، منها وضع قوانين قمعية أمامك، إلى جانب المضايقات الأمنية التي قد تودي بك إلى السجن!

شبكة الصحفيين تعرفكم على القائمة التي أصدرتها مؤخراً لجنة حماية الصحفيين حول أكثر 10 دول تمارس الرقابة على الصحافة، ونعرض لكم أيضاً نصائح مهمة من خبراء لكيفية حماية نفسك إذا كانت دولتك تفرض رقابة صارمة على الإنترنت.

أصدرت لجنة حماية الصحفيين مؤخراً قائمة بالبلدان العشرة الأكثر رقابة على الصحافة. القائمة حملت عنوان "أكثر 10 دول فرضاً للرقابة"، وتبين القائمة أن أكثر عشرة دول تفرض الرقابة على الصحافة هم بالترتيب إريتريا، كوريا الشمالية، السعودية، إثيوبيا، أذربيجان، فيتنام، إيران، الصين، بورما/ميانمار، وكوبا. ورغم أنها دول بعيدة عن بعضها جغرافياً وتختلف في أمور عدة منها الثقافة واللّغة، إلاّ أنها تشترك في الرقابة المشددة على الصحافة، وبفتح أبواب سجونها للصحفيين والمدونين. فبحسب القائمة فإن سبعة من أصل أكثر عشرة دول فرضاً للرقابة على الصحافة -وهي إريتريا وإثيوبيا وأذربيجان وفيتنام وإيران والصين وبورما- هي أيضاً من بين أكثر 10 دول سجناً للصحفيين في العالم، بتهم أغلبها مناهضة الدولة.

رقابة الإنترنت

تبين القائمة أن إريتريا وهي اكثر دولة في العالم تمارس رقابة مشددة على الصحافة تعيش مناخاً إعلامياً شديد القمع بلغ درجةً جعلت حتى الصحفيين العاملين في المؤسسات الإخبارية التي تتحكم فيها الدولة يعيشون في رعب دائم من الاعتقال، كما تمنع الدولة المواطنين من استخدام الانترنت عبر الهاتف. ولا يختلف الأمر كثيراً في كوريا الشمالية –صاحبة المركز الثاني في القائمة- التي يمتلك 9.7 بالمائة من سكانها فقط هاتفاً محمولاً وتم استبدال شبكة الإنترنت العالمية بشبكة انترانت داخلية تسيطر عليها الدولة بإحكام شديد. وتتمسك الصين برغم وجود مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت فيها- "بسور حاجب عظيم" وهو عبارة عن مزيج معقد من الرقباء البشريين والأدوات التكنولوجية من أجل حجب المواقع المنتقدة، أما إيران، صاحبة المركز السابع على قائمة الدول الأكثر فرضاً للرقابة، فلديها واحد من أشد أنظمة الرقابة على الإنترنت في العالم، إذ تعدُّ المواقع المحجوبة عن الشبكة في هذا البلد بالملايين.

كيف تتغلب على رقابة الانترنت؟

ينصح رامي رؤوف الباحث في مجال الحريات الرقمية والآمان الرقمي الصحفيين الذين يعملون في دول تشدد الرقابة على الإعلام بتأمين أنفسهم من الناحية التقنية، يقول رؤوف لشبكة الصحفيين الدوليين: أن جانب مهم من المخاطر والمشاكل التي قد يتعرض لها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة والانترنت بشكل عام تتعلق باستخدامك لكلمة سر ضعيفة تساعد من يراقبك على كشف خصوصيتك، وبسبب عدم الاهتمام بشكل كافي بإعداد كلمة سر قوية لحماية الخصوصية والبيانات الشخصية تزيد احتمالية وقوع مخاطر ومشاكل رقمية. وحتى تصبح كلمة السر قوية يجب أن تكون كلمة طويلة، فكلما كانت أطول كلما زاد مستوى الحماية. ويجب أن تكون مركبة من أحرف وأرقام ورموز وغير متعلقة ببيانات شخصية مثل الإسم وتاريخ الميلاد ورقم هاتف المحمول، ومن المهم تغيير كلمة السر على الأقل مرتين في العام الواحد. وينصح بعدم استخدام نفس كلمة السر ذاتها لحساباتك المختلفة.

أما إذا كنت من مستخدمي نظام أندرويد فينصح رامي بتحميل تطبيقات مهمة لحماية الخصوصية والبيانات وتشفير الاتصالات مثل تطبيق Red Phone الذي يقوم بتشفير المكالمات التلفونية الصادرة من المتصل إلى المتصل به، والعكس كذلك، (طالما المتصل والمتصل به يستخدمان نفس التطبيق.) هناك أيضاً تطبيق Text Secure الذي يقوم بتشفير الرسائل النصية القصيرة (SMS) الصادرة من المرسل إلى المرسَل إليه والعكس، (طالما المرسل والمرسل إليه يقومان بالتواصل عبر هذا التطبيق.) وتنصحكم شبكة الصحفيين الدوليين بمتابعة رامي رؤوف للتعرف على أحدث طرق حماية البيانات على الانترنت عبر حسابه على تويتر.

ينصحكم رؤوف أيضاً بمصدرين مهمين يرى أنه لا غنى عنهما لكل الصحفيين والمدونين: المصدر الأول هو دليل الدفاع عن النفس ضد الرقابة الذي يحوي معلومات مهمة عن كيفية حماية نفسك على الانترنت، وكيف تتجنب الرقابة على الانترنت وكيفية حماية نفسك على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما المصدر الثاني فهو مشروع عدة الأمان الذي يوفر معلومات مهمة عن الخصوصية ويغطي عددا من موضوعات الأمان الرقمي، كما يوفر لكم أدوات برمجية حرّة أو مجانية يساعد استخدامها في زيادة الأمان الرقمي وحماية البيانات والحفاظ على الخصوصية أثناء استخدام الحواسيب وشبكة الانترنت.

صحفيين خلف القضبان

بالعودة إلى تقرير لجنة حماية الصحفيين، الذي بيّن أيضاً أن أسلوب المضايقة الحكومية يستخدم بشدة في ما لا يقل عن خمسٍ من أكثر البلدان فرضاً للرقابة، ومن ضمنها أذربيجان، حيث تم اقتحام المكاتب وتهديد الجهات المعلنة. وفي فيتنام، يوضع الكثير من المدونين تحت المراقبة في محاولة لمنعهم من حضور الأحداث الإخبارية وتغطيتها. وفي إيران استدعت السلطات أقرباء الصحفيين وأبلغتهم أنهم قد يفقدون وظائفهم ورواتبهم التقاعدية بسبب ما يكتبه الصحفيون. ومن الأساليب الشائعة لدى الحكومات التي تمارس الرقابة، تقييد حركة المراسلين الأجانب واستبعادهم.

إفهم قانون بلدك

يقول الحقوقي والقانوني حمدي الاسيوطي لشبكة الصحفيين الدوليين أن كل صحفي وناشط وباحث على الانترنت يجب أن يطلع على قانون البلد الذي يعيش فيه جيداً ليتأكد أن كل ما يكتبه لا يحتوي على أي مخالفات قانونية كالتشهير بشخص ما أو تناوله بعبارات تشكل سباً أو قذفاً أو إهانة أو تشكل اعتداءً على حقوق الملكية الفكرية أو أن تكون المادة المنشورة تتضمن تحريضاً أو حضّاً على ارتكاب جريمة ما. وكلما فهم الصحفي قانون بلده جيداً، كلما استطاع أن يكتب بطريقة محترفة وذكية خالية مما يعاقب عليه القانون. إذا وجدت أن ما تكتبه قد يعرضك للخطر، بحسب الاسيوطي "فالأفضل ان تستخدم أسماء وهمية وتؤمن نفسك جيداً من الناحية التقنية للتأكد من عدم نجاح أي جهة في تتبعك."

ويرشح لكم الاسيوطي قراءة كتيب فيسبوك والحماية القانونية الذي أصدرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان.

الصورة مأخوذة من موقع لجنة حماية الصحفيين.