تتبنى جميع وسائل الإعلام الناجحة وضع استراتيجيات منظمة ورصينة لغرض تحقيق غاياتها وأهدافها وتوسعة نطاق جمهورها ومتابعيها مع زيادة تفاعلهم.
وليس مهما أن تكون وسائل الإعلام صغيرة أو كبيرة، محلية أو دولية فالعمل الناجح وإن كان بسيطًا يجب أن يكون مبنيًا على إستراتيجية ناجحة، تسهم بتحقيق الغايات والاهداف التي تسعى تلك الوسائل الاعلامية لتنفيذها .
وقد تكون الإستراتيجية عامة تتبنى مواقف وحملات بالشراكة مع وسائل الإعلام الأخرى أو قد تكون الإستراتيجية خاصة تتعلق بأهداف المنظمة الداخلية ومسالك تحقيقها وتنفيذها .
أهم النصائح المساعدة في رسم الاستراتيجيات الناجحة هي:
1- تحديد نوع الإستراتيجية: يجب أن يحدد نوع الإستراتيجية (عامة او خاصة)، ومن خصائص الاستراتيجيات الناجحة أن تكون هادفة ومحددة، واقعية ومرنة وقابلة للقياس .
ويجب أن نعلم أنّ الغاية هي العنصر المحوري في عملية التخطيط الاستراتيجي لأنها تحدد الإطار العام للجمهور وتحدد ما يجب أن تقوم به وسيلة الإعلام من جهود وخطوات، كما أنها تسهم بتوجيه تلك الجهود نحو الهدف الأمثل، وصولا إلى النتائج النهائية التي تسعى المؤسسة الإعلامية لتحقيقها .
2- تحديد الاهداف الرئيسية والجزئية وصياغتها: يجب أن تحدد الوسيلة الإعلامية وبدقة الهدف الذي تريد تحقيقه، ثم تحدد الأهداف الجزئية (الأشياء الثانوية) التي يمكن أن تتحقق من خلال هدفها الأساسي أو الرئيسي وصولا إلى النتائج المطلوبة .
3- تحليل ودراسة الظروف داخليا وخارجيا: يجب أن تقوم الوسيلة الإعلامية بدراسة وتحليل بيئتها الداخلية والخارجية المحيطة بها، علمًا أن هذه الخطوة مهمة جدا في مسألة وضع وصياغة رؤية شاملة لما يحيط الوسيلة الاعلامية من ظروف .
4- رصد نقاط القوة وإدارة المخاطر: من الضروري جدا أن تقوم الوسيلة الإعلامية بتحديد نقاط قوتها داخليا وخارجيا والعمل على تعزيزها، كما يجب أن تقوم المؤسسة الإعلامية برصد المخاطر وعناصر الضعف داخليا وخارجيا لمعالجتها وتحديد سبل مواجهتها ويمكن الاستعانة بتحليل SWOT.
5- الاحتمالات والظروف الطارئة: من المهم جدا دراسة كل الاحتمالات والظروف الطارئة التي يمكن أن تواجه تنفيذ الإستراتيجية ووضع الآليات والسبل لمواجهتها.
6- الموارد المادية والبشرية: يجب تحديد الموارد المادية المتوفرة لدى الوسيلة الإعلامية ومدى قدرتها على تنفيذ خطة العمل حتى النهاية، كما يجب أن يتم تحديد الموارد البشرية داخل المؤسسة الإعلامية وإمكانيتها وقدرتها على القيام بوظائفها المحددة بشكل تفاعلي .
7- تحديد الشركاء والجهات التعاونية: يجب وضع لائحة أو قائمة بالجهات الشريكة أو الشخصيات الداعمة والساندة أو الجهات ذات وجهات النظر المتقاربة مع غايات وأهداف الوسيلة الإعلامية إذ ستسهم هذه الخطوة بتحقيق النتائج بجهد وكلفة ووقت اقصر.
8- تحديد الزمان والمكان: من الضروري جدا أن يكون إعداد الخطة الإستراتيجية محددًا بزمان ومكان معينين وأن يكون التعيين مناسبا أو ملائما لجميع الظروف المحيطة .
9- مراعاة التخصص البشري في تنفيذ محتوى الإستراتيجية وفقا للإطار الزمني المحدد .
10- المتابعة والتقييم: من المهم جدا أن يقوم فريق متخصص من داخل الوسيلة الإعلامية بوظيفة متابعة سير تنفيذ العمل وتحديد الإخفاقات وأسبابها وتحليلها لغرض معالجتها وتلافيها مستقبلا، علمًا أن عملية المتابعة لا تنفصل عن عملية التقييم فبعد المتابعة وكتابة التقارير سيقوم الفريق بتقييم العمل وتحديد مدى قدرة المؤسسة وفريقها على تحقيق الأهداف وفقا للخطط المرسومة في الإستراتيجية .
11- التقويم: وهي عملية تعديل مسار العمل في حالة انحرافه عن الأهداف المحددة وقد يحصل ذلك من خلال البدء بتنفيذ خطوات العمل وخلاله.
ملاحظة 1: يجب أن نتذكر جيدا أن جميع وسائل الإعلام الناجحة التي تسعى لتحقيق مساعيها كانت قد حددت رؤيتها ورسالتها وأهدافها بوضوح ووضعت إستراتيجية واضحة ومنطقية ومتناسقة مع ما تطمح إليه في رؤيتها ورسالتها وأهدافها العامة .
ملاحظة 2: الإستراتيجية الناجحة والفعالة تمكن وسائل الإعلام بشكل خاص من الاستفادة من جميع الموارد والفرص المتاحة مما يجعلها ناجحة و قادرة على المواجهة الفعالة للتحديات والعوائق، لأنها وسيلة إرشادية نحو الاستخدام الأمثل للوقت والجهد والموارد من خلال خطط العمل الملائمة والمواءمة للغايات والأهداف المنشودة .
الصورة الرئيسية مجتزأة من جريدة الجزائر