أدوات صحفي مخيمات اللجوء .. إنسانية مطلقة تتبعها المهنية

por لانا العطار
Oct 30, 2018 en موضوعات متخصصة

مع استمرار أعمال العنف المستمرة في سوريا والعراق، ما زال النازحون يتوجهون إلى المخيمات أملاً بالحماية ومتطلبات الحياة الرئيسية، ومع استمرار تزايد أعداد اللاجئين يتوافد الصحفيين ومنتجي الأفلام لتوثيق ما يجري بين الخيام وما تخبئه من قصص النزاعات. نقدّم لكم التوجيهات اللازمة للعمل الصحفي في ظروف مماثلة.

حاورت شبكة الصحفيين الدوليين الصحفي الأدرني حسن الرواشدة الذي سلط الضوء على أدوات الصحفي التي يجب ابرازها في مخيمات اللاجئين.

شبكة الصحفيين الدوليين: حين يتخذ الصحفي قراراً بأن ينقل للمشاهدين ما يجري في مخيمات اللجوء، ما هي المسؤوليات التي تقع عليه؟

بناءً على الأخبار ومجريات الأحداث التي تتم داخل مخيمات اللاجئين، من ضمنهم مخيم الزعتريZaatariCamp@ وتحديداً المجريات الإنسانية منها وبعض الجوانب الأمنية يتم اتخاذ القرار داخل غرفة الأخبار. بناءً على ذلك فإن على الصحفي مسؤوليات مهمة في إطار نقل الخبر من حيث تحرّي الدقة والموضوعية وعدم الانجرار بشكل كبير وراء الظروف الإنسانية وتغليب العاطفة، وعليه في المقابل مراعاة ظروف اللاجئين الانسانية والنفسية والأمنية .

شبكة الصحفيين الدوليين: من خلال تجربتك الخاصة، كيف يستطيع الصحفي أن يتعامل مع حالة اللاجئ النفسية قبل البدء بجمع المعلومات أو إجراء الحوار معه؟

على الصحفي أن يقوم بطمأنة اللاجىء وعدم التعامل معه بفوقية، بالإضافة إلى التردد بشكل كبير على المخيم ومعايشة الظروف التي يعيشها مجتمع اللاّجئين ومراعاة كل التفاصيل إبتداءً من طريقة اللباس وصولاً لطريقة الحديث والتعامل، محاولًا بناء علاقات جيدة مع اللاجئين وفتح أحاديث متنوعة معهم قبل إجراء أي مقابلات صحفية بالإضافة الى ضرورة نقل ما يتحدثون به بأمانة وبناءً عليه تكسب ثقتهم.

في سبيل بناء علاقة متميزة بين الصحفي وسكان المخيم، عليه بذل كل الجهود اللازمة من خلال طريقة الحديث والتصرف واختيار المواضيع التي يتم الحديث فيها محاولاً التقرب من مجتمع اللاجئين بكافة فئاته، فضلاً عن توخي الحذر وأخذ مسافة واضحة من إدارات المخيم الأمنية والإنسانية والإبقاء على مسافة واحدة من الجميع.

شبكة الصحفيين الدوليين: برأيك ما هي الأساليب التي يجب أن يتبعها حتى يبدو التقرير المصور واقعياً؟

أعتقد أن الصورة هي التي تتحدث وبالتالي نقل زوايا التصوير بكل واقعية بحيث يتم اختيار اللقطات الواسعة التي تظهر الوضع بشكل عام، ثم اختيار اللقطات الصغيرة التي توضح وتثري القصة التي يتم العمل عليها. يجب أن تكون طريقة التصوير واقعية بالمقدار ذاته الذي يكون فيه الصحفي موضوعي ومحايد وجاد في عمله ويبذل جهد في إيصال قصته.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل ترى أن بعض وسائل الإعلام تتعامل مع اللاجئ بشكل تجاري؟ وما هو دور منظمات حقوق الإنسان المتواجدة في المخيمات؟

بالطبع وقد شهدنا الكثير من الحوادث، من خلال تجربتي التقيت بالكثير من اللاجئين الذين قالوا لي أن عدداً من القنوات الفضائية والصحافيين قاموا بدفع مبالغ مالية لهم مقابل إبراز معاناة مبالغ فيها أو تصويرهم بأوضاع تنتهك الكرامة الإنسانية وخصوصاً في البرامج/ الأفلام الوثائقية وذلك بهدف تجاري بحت حيث يقوم الصحفيين بالترويج لقنواتهم أو بيع هذه التقارير والبرامج. في المقابل، على المنظمات الانسانية أن تلعب دوراً مهماً في هذا الشأن، وأنا لا أدعو هنا الى أي رقابة على عمل الصحفي لكن من المهم أن تكون هذه المنظمات رقيبة على عدم انتهاك الكرامة الإنسانية ومنع الصحافيين من إجراء مقابلات مع الاطفال مثلاً بدون موافقة ذويهم، وعليها أيضاً أن تكون هذه المنظمات جزءاً من القصة الإخبارية لايضاح بعض الحقائق وتفنيد بعض الادعاءات.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي نصيحتك للصحفيين أو معدي الأفلام الوثائقية الذين يخططون لزيارة مخيمات اللاجئين؟

أولاً عليهم قبل الذهاب الى المخيم مشاهدة برامج أو تقارير أعدت عن المخيم الذي يريدون زيارته والتحدث مع آخرين قاموا بالزيارة. عليهم أيضاً الاطلاع على المعلومات العامة عن المخيم من حيث المكان والبيئة وعدد اللاجئين والظروف الأمنية والمنظمات العاملة في المخيم، كذلك محاولة الوصول لأحد سكان المخيم عبر الهاتف والتنسيق معه ليقوم بالاستضافة وتوفير الحماية والمعلومات لهم وتعريفهم على باقي سكان المخيم. أمّا عند وصولهم إلى المخيم يجب أن يتعاملوا بطريقة جيدة/ لطيفة دون استعلاء، محاولين كسب ثقة اللاّجئين وتعريفهم بشكل واضح بالمهمة التي يريدون انجازها دون مواربة أو تشويه لحقيقة تواجدهم هناك.

 

وفي نفس السياق، تابعنا حوارنا مع سارة بدار المسؤولة السابقة في منظمة IRC عن حماية الأطفال اللاجئين في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن، موضحةً دور المنظمات في توعية الصحفيين حول خصوصية التعامل مع اللّاجئ.

شبكة الصحفيين الدوليين: سارة من خلال خبرتك في العمل داخل مخيمي الزعتري والأزرق، هل يستغل بعض الصحفيين الأطفال اللاجئين لإعداد التقارير الإخبارية دون مراعاة ظروفهم الإنسانية؟

للأسف نعم، يأتي إلى المخيمات عشرات الصحفيين منهم من يعامل اللاجئ بشكل تجاري بحت لينهي تقاريره الإخبارية أو مشروعه دون مراعاة مشاعره، من جهة أخرى هناك الكثير من الصحفيين الذين يتحلون بالأخلاق الصحفية ولا يقبلون بالتجريح.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل تقوم المنظمة بتوعية الصحفيين بطريقة التعامل مع اللاجئين؟

نعم، ويحصل ذلك عن طريق قسم الاتصال في IRCPress@. تحت مظلة المؤسسة نقدم النصائح والإرشادات للصحفيين والزائرين ومن أهمها كيفية التواصل مع اللاجئ واحترام ظروفه وعدم المساس بكرامته ومشاعره. نحن نحرص على توعية الصحفي بطرق محاورة سكان المخيم وأن تكون طرق تقصي المعلومات واضحة دون أي التباس يشعر به اللاجئ.

شبكة الصحفيين الدوليين: يزور المخيمات وسائل إعلامية من كل أنحاء العالم، ما هي التصرفات التي تستفزّ اللاجئ؟

الكاميرا التي تجول دون سؤال ولا استئذان بين أصحاب الخيم و "الكرافانات" هي من أكثر الأمور التي تستفز اللاجئ؛ أيضاً يقوم بعض الصحفيين بسؤال اللاجئ عن تفاصيل حميمة حول معيشته وقصة عبوره الحدود دون التعرف على شخصه وهذا ما يٌشعره بأنه مجرد حالة أو رقم وهو ليس كذلك بالتأكيد.

شبكة الصحفيين الدوليين: الهجرة والظروف المعيشية تزيدان من حساسية اللاجئ وترهقه نفسياً، بالتالي كيف يجب على الصحفي التعامل معه؟

اللاجئ فقد الكثير ولم يأخذ شيئاً بالمقابل، ترك خلفه وطناً وأحباباً وبيتاً، فلنفكر دائماً بخسارته! ما نراه يومياً في الأردن هي عزيمة اللاجئين الآتين من دول الجوار راغبين بالبناء والعطاء، لذلك على الصحفي أن يكون إنساناً بالمرتبة الأولى ثم يبدأ بعمله. نصيحتي لكل صحفي أن يبنى علاقة قوية مع اللاّجئين أن يكون مستمعاً جيداً لهم؛ لا يطرح عليهم أي سؤال دون أن يكّون معهم رابطاً صادقاً ليشعر اللاّجئ بالإطمئنان ويتحدث عن تجربته دون الإحساس بأي نوع من الإساءاة.

الصورة الرئيسة للمصور أيهم الحربات من مخيم الزعتري في الأردن.