ما يجب أن يعرفه كل صحفي عن الإيدز قبل الكتابة عنه

Oct 30, 2018 en موضوعات متخصصة

الإيدز لم يعد مرضاً قاتلاً، هذه أول قاعدة يجب أن يعلمها كل صحافي قبل ان يكتب حرفاً عن هذا المرض. سواء كنت ستكتب قصة صحفية، تقريراً، حواراً، أو حتى مجرد خبر فيجب أن تعلم أن هناك فرق بين الفيروس المسبب للمرض الذي يطلق عليه (HIV) وبين مرحلة مرض الإيدز.. هل هذا كل شئ؟ كلا هناك الكثير سننقله لك بقدر من التفصيل في السطور القادمة.

يقول الطبيب المصري عمرو جوهر استشاري الامراض المنقولة جنسياً وزميل الكلية الملكية البريطانية لشبكة الصحفيين الدوليين أن (HIV) هو إسم الفيروس الذي يدخل جسم الإنسان إذا تعرض لواحدة من طرق الإصابة. يصبح المصاب به في هذه المرحلة متعايش مع الفيروس وليس مريضاً بالإيدز؛ ويمرّ المتعايش مع الفيروس بمراحل عدة قد تأخذ سنوات قبل أن يصل لمرحلة يطلق عليه فيها مريض بـ (متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسبة) أو الإيدز.

خلال تلك السنوات يتعرض جهازه المناعي للتدمير، بالتالي يصبح عرضة مثلاً لعدة أمراض انتهازية معينة (أمراض تعريفية للايدز). وبالحديث عن تداعيات المرض يصحح جوهر للصحفيين "أن ما يتردد عن أن الايدز مرض قاتل بالضرورة كلام غير سليم علمياً، فلقد كان كذلك في العموم، لكن بسبب تقدم العلم أصبح يطلق عليه حالياً تسمية "مرض مزمن" مثله مثل السكر وارتفاع ضغط الدم.

بروتوكول جديد للعلاج

سألنا د. جوهر حول حاجة أي مصاب بالفيروس لعلاج، وأجابنا أنه حتى وقت قريب كان يمكن للمصاب بالفيروس أن يؤجل العلاج، طالما أن جهازه المناعي مازال يعمل بصورة مقبولة لكن الأمر تغير حالياً. بحسب د. جوهر لقد صدر مؤخراً بروتوكول جديد للعلاج يفيد بأهمية إخضاع المصاب بالفيروس للعلاج بمجرد أن تُظهر التحاليل بأنه مُصاب، لأن العلاج الفوري يزيد من فرص الأشخاص المصابين في البقاء بصحة جيدة، بحسب الدراسات الحديثة كما أن فرص أن ينقل المصاب الفيروس لغيره من الإصحاء تصبح ضعيفة جداً.

اكتب عن الإيدز بطريقة سليمة

ينصح د. جوهر الصحفيين بفهم أوسع للإيدز حتى يستطيعوا الكتابة عنه بشكل محترف، "ويجب أن يبتعد الصحفيين عن ترديد أي خرافات حول المرض بل عليهم تصحيح ذلك؛ مثلاً أن الايدز نتيحة الممارسات الجنسية المثلية فقط وهذا خطأ حيث يمكن لفيروس الإيدز أن ينتقل بين الأفراد من خلال الاتصال الجنسي غير المحمي سواء كان مهبلي أو شرجي، أو عبر طرق أخرى منها المشاركة في استخدام الحقن أو من الأمّ إلى طفلها أثناء فترة الحمل أو عند الولادة أو خلال الرضاعة.

لا تخف من المتعايش مع الفيروس

حين يذهب الصحفي لإجراء مقابلة مع متعايش مع الفيروس يجب أن يتعامل معه دون خوف، الفيروس لا ينتقل عن طريق السلام باليد، العناق، التقبيل، أو مسك الأيدي، أو حتى العطس والسعال، أو استخدام نفس المراحيض أو المناشف، كما لا ينتقل عبر الأكل معاً أو استخدام أواني مشتركة، يمكنك ان تطرح على المتعايش كل أنواع الاسئلة لكن ابتعد عن سؤال كيف تعرضت للإصابة، هذا أمر خاص بالمصاب ويجب احترام خصوصية أي مصاب أو مريض.

إعرف أكثر وساهم بالقضاء على الوصمة

هناك عدة علاجات حديثة تتيح للمصاب بالفيروس بعيش حياة طبيعية نوعاً ما، وتقلل من كمية الفيروس في الدم، بالتالي لا يصل المصاب لمرحلة مرض الايدز ويمكنه ممارسة عمله بشكل عادي. هذه العلاجات تسمى بالعقاقير مضادة الفيروسات القهقرية، أو مايعرف باللغة الانجليزية "antiretroviral treatment"، ذلك لأن الفيروس المسبب للإيدز هو من النوع القهقري. وقد أثبتت هذه الأدوية فعالية كبيرة في السيطرة على الفيروس وإبطاء تطور المرض، ولكنها لا تقضي عليه نهائياً بمعنى أن المريض سيحتاج لتناولها طوال حياته لأنها هي التي تتحكم في بقاء الفيروس تحت السيطرة.

مصادر مهمة

هناك مصادر مهمة نقدمها لك تجعلك تفهم الإيدز بشكل أوسع من أهمها جمعية فيروس نقص المناعة البشرى البريطانية ومنها أيضاً موقع منظمة الصحة العالمية الذي يحتوى على معلومات مهمة عن الإيدز والمتعايشين. كما يوفر موقع الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز أخبار وتقارير مهمة عن المرض في مصر بالإضافة إلى موقع الجمعية السعودية لمرضى الإيدز الذي يعطي صورة عن المتعايشين مع الإيدز في السعودية.

الصورة من تصميم مصطفى فتحي.