لديك مهمة صحفية خارج الحدود؟ دليلك للاستفادة من السفر في 2022

porمصطفى فتحيApr 28, 2022 en الصحافة التعاونية
صورة

لا يهم إذا كان سفرك خارج الحدود سببه تغطية حدث معين، أو حضور ورش ودورات تدريبية، أو حتى دراسة أكاديمية. في جميع الحالات، لديك –كصحفي- فرصة عظيمة للحصول على خبرات وتجارب رائعة أكثر بكثير مما تتوقع. فقط جهز جواز سفرك والتحق بنا، فطائرة شبكة الصحفيين الدوليين في انتظارك لتأخذك في رحلة خاصة جدًا، نعدك أن تعود منها بمعلومات كافية حول الحصول على أقصى استفادة من تجربة السفر في العام 2022.

لابتوب وهاتف ذكي

قبل أن تتحرك إلى المطار، يجب أن تتأكد من أن حقيبتك تحوي أشياء مهمة ستفيدك في عملك الصحفي، على رأسها "لابتوب" بنظام تشغيل جيد، متناسب والمهام التي تحتاج إليها، وهنا نذكرك أن معظم الخبراء ينصحون بالبحث عن علامة تجارية جيدة أكثر من البحث عن سعر رخيص، وبحسب تصنيف موقع "لابتوب ماج" لأفضل العلامات التجارية لأجهزة اللابتوب بناء على جودة التصنيع، تأتي شركة إسوس في المقدمة، يليها ديل، ثم إتش بي، وبعدها إم إس آي ثم لينوفو، ولا تنس أن يكون معك محول كهرباء دولي مناسب للسفر مع مخارج يو إس بي، وتستطيع شراءه من أغلب المتاجر ومواقع البيع في بلدك.

لا تنس كذلك أن يكون معك هاتف مميز بكاميرا قوية، يتيح لك التقاط أفضل الصور ومقاطع الفيديو في كافة الظروف، وتحرير الصور والفيديوهات، مع بطارية قوية، ويمكنك أن تعرف من هنا أفضل الهواتف المحمولة التي تحوي كاميرا محترفة ستخدم كل صحفي.

وإذا كان اللابتوب والهاتف بالأهمية الكبيرة ليكونا في حقيبة سفرك فهناك أشياء أخرى لا تقل أهمية، ربما لن تحملها معك في حقيبة سفرك لكنها يجب أن تكون في رأسك ومن ضمن خططك قبل وخلال السفر، تعالوا نتعرف إليها معًا:

التشبيك

من الأشياء التي يجب أن تحرص عليها عند سفرك في مهمة صحفية خارج الحدود هي التشبيك مع مؤسسات ومنظمات ومبادرات إعلامية تقع في الدولة التي ستتوجه إليها، وهذا الأمر يحتاج بحثًا جيدًا على الإنترنت قبل السفر، لتعرف أبرز تلك الأماكن والدور الذي تقوم به، وترسل لهم رسائل بريد إلكتروني تعرفهم فيها بنفسك وبما تقوم به، وتطلب منهم أن يحددوا لك موعدًا لزيارتهم والتعرف إليهم عن قرب، بعض هذه الأماكن قد تكون مهمتها هي دعم وتمويل المشروعات الصحفية التي تقام في دول أخرى، وبعضها الآخر يمكن أن يرحب بالتعاون معك كمراسل بعد عودتك لبلدك، وهناك أماكن أخرى يمكن أن توفر لك ورشًا ودورات تدريبية في مجالات مختلفة قد تكون في حاجة لها، وبعض الأماكن الأخرى توفر منحًا تدريبية للصحفيين من الدول العربية.

والتشبيك لا يشترط أن يكون فقط مع أماكن إعلامية، لكنه يمكن أن يكون كذلك مع صحفيين من البلد التي ستسافر إليه، مهتمين بنفس المجال الذي تهتم به، وتشبيكك معهم يمكن أن يوفر لك فيما بعد معرفة فرص العمل الصحفية المناسبة، وفرص التدريب، أو حتى يمكن أن تتشاركوا معًا في قصص صحفية عابرة للحدود.

وتذكر دائمًا أنّ التشبيك يحتاج منك لامتلاك مهارات تواصل جيدة مع البشر، وقدرة على تقديم نفسك وأفكارك بشكل ناجح وحقيقي، وأن لا تهمل أبدًا أي "بطاقة عمل - بيزنس كارد" تحصل عليه من أي شخص، بل تتواصل معه بعد عودتك بشكل محترف لكن من دون إلحاح، وأن يكون معك أنت شخصيًا "بيزنس كارد" يحوي كل بيانات التواصل معك بلغة إنجليزية سليمة.

إلقاء التحية

قد تختلف طريقة إلقاء التحية من بلد لآخر، وقد يكون لتحية إيجابية معينة في بلد ما معنى سلبيًا في بلد آخر، لذا نحتاج جميعًا قبل السفر أن نتعرف إلى أشكال التحية الرسمية والمقبولة في البلد الذي سنسافر إليه، إلى جانب معرفة الفرق إذ كان الرجل سيحيي رجلًا مثله، أو امرأة أو شخصية كبيرة في العمر وغيرها من الفروقات، ويمكن لهذا الرابط أن يعطينا فكرة عامة عن هذا الأمر، أما هذا الرابط فيحمل فكرة شاملة أكثر عن ما تعنيه حركة جسد معينة في بلد معين. ونرشح لكم مقطع الفيديو هذا الذي يشرح لكم بطريقة سهلة وسريعة أشكال التحية في العالم.

ولا تنس أبدًا أن التباين هو قيمة عظيمة، وأن احترام ثقافات الشعوب لهو كلمة السر للوصول إلى قلوبهم، وثق أن السخرية من طريقة التحية في بلد معين أمام شعبها لن تعطي أبدًا أي انطباع إيجابي عن الشخص الذي يقوم بهذا الفعل.

لا تتوقف عن الإبداع

واحدة من الأخطاء الكبيرة التي يقوم بها الكثير من الناس عند السفر هي البقاء في غرفهم الفندقية أكبر وقت ممكن! فالفكرة الأساسية من السفر، هي اكتشاف أشياء جديدة كل لحظة، والصحفي يجب أن يظل صحفيًا حتى وهو خارج حدود بلده، ولا يكتفي أبدًا بالمهمة التي سافر من أجلها، بل يجب عليه التفكير في إنجاز قصص عن البشر والحياة في الأرض التي أوصلته لها طائرته، يمكنك مثلًا إعداد تقرير عمّا يتميّز به هذا البلد، أو الرابط بين هذا البلد وبلدك الأم، أو البحث عن مواضيع لم تتم تغطيتها من قبل عن هذا البلد سواء كانت مواضيع ثقافية، مناخية، فنية، شعبية، وغيرها.

وهناك نماذج كثيرة قررت أن تحول فرص سفرها إلى إبداع من نوع مختلف، مثل المصور الأسترالي جيمس موليسون الذي سافر إلى دول عدة، وقرر أن يتلقط بكاميرته صورًا لأطفال هذه الدول وهم في غرف نومهم، وبعدها وثق مشروعه هذا في كتاب بعنوان "where children sleep" أو "حيث ينام الأطفال" عرض فيه مجموعة من الصور لأطفال من مختلف المستويات المعيشية وأعطى نبذة عن قصة كل طفل، وحين تشاهد هذه الصور ستلاحظ مدى التباين في مستوى حياة هؤلاء الأطفال، وستدرك أن السفر فرصة كبيرة للنجاح.. والإبداع.

التعامل مع الخطر

في السفر سنكتشف أشياء رائعة، لكننا معرضون لمقابلة مخاطر محتملة! لذلك فإنّ التصرف السليم مع تلك المخاطر هو ثقافة يجب أن نجيدها بشكل محترف، ومن المهم جدًا قبل السفر أن نبحث جيدًا عن الوضع الأمني في المدينة التي سنحط فيها رحالنا، وأن يكون لدينا أرقام الطوارئ فيها، ومن المهم كذلك أن نجهز خطة تحركات مسبقة وتكون مع رئيس التحرير الذي نعمل معه في بلدنا، حتى يستطيع التواصل بمعلومات مع الجهات الأمنية إذا تعرضنا لاختطاف مثلًا، وإذا طورنا هذه الخطة أو حدثناها يجب أن نتواصل بالتفاصيل الجديدة مع رئيس التحرير.

وإلى جانب خط الهاتف الأصلي الذي سنسافر به من بلدنا –بعد التأكد من تشغيل خاصية التجوال به- يجب أن نشتري خطًا محليًا من البلد الذي سنسافر إليه وأن نعطي الرقم لأشخاص نثق بهم حتى يستطيعوا التواصل معنا إذا لم يستطعوا ذلك عبر رقمنا الأصلي.

وإلى جانب ما سبق مهم أن نلتزم بأي نصائح تعرضها السلطات في البلد الذي سنسافر إليه للأجانب، قد يكون منها على سبيل المثال عدم السير بمبالغ نقدية كبيرة، عدم الذهاب لمناطق معينة إلا قبل التأكد من إنها آمنة، والتعامل بحذر مع الغرباء حتى نتأكد من استحقاقهم لثقتنا وهكذا، وبالإضافة إلى إرشادات السلطات هناك نصائح أكثر يمكن الحصول عليها عبر مواقع السفر العالمية التي توفّر نصائح قيمة من مستخدمين مروا بتجارب معينة في أي بلد.

وأخيرًا..

هناك مجموعة كتب باللغة العربية تقدم معلومات قيمة جدًا لكل مسافر، أعدّها كتاب عرب من عشاق السفر، ونقلوا عبرها خبراتهم الحقيقية مع السفر، وكيفية اكتشاف كل خبايا الدول التي توجهوا لها، ومنها سلسلة كتب "حكايات مرحة وتأملات" للكاتب جمال عمارة، الذي ينقل خلالها الكاتب تجاربه بالتفصيل في السفر للعديد من دول العالم، وكتاب "هوستيل" للكاتبة شيرين عادل، الذي يعد أقرب لدليل كامل في السفر غير المكلف، ولا يفوتكم متابعة مدونة "مسافر الكنبة" للكاتب عمرو بدوي، الذي ينقل من خلالها تجربة سفره لأكثر من 48 دولة.

وبالطبع نذكركم أن جائحة "كوفيد 19" فرضت نفسها بشكل كبير على السفر، وبالتالي لا تنسوا حماية أنفسكم في أي بلد، من خلال أخذ اللقاحات المعتمدة قبل السفر، واتباع الإجراءات الاحترازية، والبعد عن أماكن التجمعات المغلقة، وأن تحملوا في حقيبتكم دائمًا مطهرات وكمامات كافية. ولا تنسوا أبدًا أن تسجلوا على هواتفكم أرقام الطوارئ الطبية في البلد التي ستتجهون إليه، لتتواصلوا معها عند إحساسكم بأي أعراض صحية.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة جلين كارستينز بيترز.