إرشادات لصناعة فيلمك الأول في 2022

Feb 18, 2022 en الصحافة متعددة الوسائط
صورة

زخم إنتاجي متصاعد يشهده عالم صناعة الأفلام القصيرة بمختلف تصنيفاتها بالمنطقة العربية، وذلك في ظل الآفاق غير المحدودة التي قدمتها وما زالت التطورات التكنولوجية، ما انعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على مراحل صناعة الفيلم.

بفضل تلك الحالة باتت أدوات التصوير والمونتاج -على السبيل الذكر لا الحصر- ليست مجرد أدوات في إخراج المشهد النهائي، بل تؤدي دورًا متقدمًا في تطور بناء الفيلم، بدءًا من اختيار الفكرة وكتابة السيناريو، مرورًا بالتصوير ثم الإخراج، وما بين ذلك من عمليات إنتاجية وتقنية.

المنتجة ومخرجة الأفلام مي عودة تعلّق على ذلك بالقول: "استفادت المنطقة من التطورات التكنولوجية التي طرأت في السنوات الماضية، والتي تمثلت في الديجيتال، فأصبح من السهل اقتناء كاميرا تصوِّر بتقنية عالية مع طاقم عمل قليل (...)، فالفيلم هو فكرة للتجربة ومراكمة الخبرة، والتكنولوجيا سمحت لنا باكتشاف مواهب جديدة".

تتابع عودة حديثها لـ"شبكة الصحفيين الدوليين": "أصبح المجال مفتوحًا أمام مواهب كبيرة للظهور على الساحة الفنية بدون أن تدخل مدارس للسينما، بل الوصول إلى مهرجانات عالمية بأفلام صنعت بميزانيات محدودة وطاقم صغير، وكانت هذه الأفلام وسيلة وهوية لصناعها ليكونوا على خريطة السوق السينمائي".

وعلى صناع الأفلام ألَّا يقدموا كتابة سيناريو الأفلام الطويلة على الفيلم القصير في بداية مشوارهم، تؤكد عودة ما سبق، معللة ذلك بأن "الأخير سيحدد للمنتج هويته وبصمته الفنية، ويزيد خبرتك ويفتح لك آفاقًا للتطوير، خصوصًا في منطقتنا التي تفتقد مدارس السينما والدعم، لذلك سيكون الفيلم القصير جواز سفر لكل هاوٍ لمهنة السينما".

وهنا يمكن القول إنّ فرصًا ذهبية توفرها التطورات المتسارعة في صناعة الأفلام عامًا بعد آخر، من أساليب التصوير وجودته، والإضاءة والألوان وفنون المونتاج، وكذلك تركيب الصوت والصورة، في ظلّ سهولة استخدام هذه التقنيات الجديدة وتوفرها بمتناول الجميع تعلمًا وتطبيقًا.

وعلى ضوء ذلك تقدّم عودة نصائح للوافدين إلى عالم صناعة الأفلام، أبرزها: امتلاك الحماس والإيمان الذاتي بقيمة العمل ورسالته، والقدرة على خلق خدعة لشدِّ انتباه المشاهد بوقت قصير، بما يجعل الفيلم يسكن نفس المشاهد حتى بعد مغادرته العرض، مع تقليل الفجوة بين التقنيات المساعدة ومستوى المهارات.

وفي السياق ذاته، يقول صانع الأفلام والأكاديمي أحمد عجور في حديثه لـ"شبكة الصحفيين الدوليين": "من الأهمية تناول موضوعات جديدة غير مستهلكة، وتوليد فكرة يمكن عرضها بأقصر مدة وأفضل معالجة فنية، والاهتمام بعنصر التشويق، بجانب استخدام شخصيات جديدة لتمثيل أدوار البطولة والابتعاد عن الشخصيات المستهلكة".

ويضيف عجور: "متطلبات عام 2022 تستلزم على صانعي الأفلام كسر روتين العرض عن طريق ادخال الإبهار البصري من حيث الجرافيك والخدع البصرية والإضاءة، فأساس الصورة الضوء، مع التطرق إلى الجوانب الإيجابية في معالجة الموضوعات المراد عرضها للمشاهد ولا سيما مع مرور المنطقة بظروف صعبة".

ويوجز عجور إرشاداته لصناع الأفلام الناشئين في ثلاثة توجيهات تساعد على الوصول إلى عمل فني ناجح قادر على المنافسة:

- التجربة الدائمة وعدم جعل الأدوات عائقًا في إنتاج الفيلم.

- الاهتمام الجيد بتكوين الفريق المناسب من مصور وفني صوت وإضاءة وما شابه، لضمان الخروج بنتيجة مميزة بجميع مناحي الجذب السمعية والمرئية.

- كتابة السيناريو وتجهيز المعالجة الدرامية المناسبة ما قبل التصوير، لتلاشي أي أخطاء أو تكاليف إضافية قد تظهر من سوء التخطيط والتجهيز.

من جهة أخرى، لخّص الكاتب والمخرج السينمائي أمين نايفة التحديات التي تواجه صناع الأفلام عربيًّا في 4 نقاط رئيسة:

  1. عدم توفّر التمويل الكافي لصناعة الأفلام، الأمر الذي يدفع المخرجين نحو التوجه للبحث عن حلول وشركاء إنتاج من خارج المنطقة العربية، ما يؤثر في البناء الفني للقصة والرسائل الموجهة للجمهور، لكون الشريك الجديد سيحرص بدوره على تقديم عمل يناسب جمهوره أيضًا.
  2. محدودية عدد كتاب السيناريو المتخصصين وانشغالهم وعدم تفرغهم التام للكتابة، فلا معنى للتمويل المالي أو الاستثمار إن غاب الكاتب المحترف القادر على كتابة قصة مميزة وذات فكرة وأثر، بعيدًا عن الموضوعات السطحية والهزلية.
  3. ضعف الالتقاء المباشر بين صانعي الأفلام وجمهورهم في دور السينما، وهذا الأمر إن وقع يسهم إيجابيًّا في إثراء فكر صانعي الفيلم عبر سماع وجهات النظر المختلفة وملاحظات وانتقادات المشاهد العادي بعد العرض.
  4. غياب الدعم الرسمي لصانعي الأفلام الناشئين، وشبه غياب للاستثمار في عالم صناعة الأفلام، على عكس ما يتميز به الإنتاج الغربي.

ويؤكد نايفة لـ"شبكة الصحفيين الدوليين" أن صناعة الفيلم القصير وفق تقنيات العصر ومتطلبات جذب الجمهور وسط الزخم الإنتاجي تتطلب الاستثمار في الذات، والتضحية والتأني في حصد النتائج، لكون المجال صعبًا والمردود قليلًا إزاء التعب وتحديدًا في بداية الطريق، مع الانتباه إلى عدم جعل حب الشهرة الدافع الوحيد للتميز.

 

الصورة الرئيسة للمخرج أحمد عجور في أثناء العمل.