تزداد أهمية استخدام شبكة الإنترنت العميقة لدى الصحفيين يومًا بعد يوم، حيث أصبحت خلال الأعوام الأخيرة مصدراً مهمًا للحصول على المعلومات، بجانب قدرتها على توفير الأمان الرقمي للصحفيين أثناء العمل، وحماية مصادرهم ومراسلاتهم وكذلك وثائقهم.
مؤخرًا، ظهرت العديد من الأدوات المرتبطة بالشبكة العميقة في استقبال البيانات وتخزينها، وحماية المراسلات وتشفيرها، والتي يمكن للصحفيين الاستعانة بها أثناء عملهم، لتأمين أنفسهم ومعلوماتهم، خاصة في أماكن النزاعات والحروب.
في هذا المقال نرصد 5 أدوات عميقة يمكن للصحفيين العاملين في أجواء قمعية، ومهددين بالملاحقة في بلادهم، استخدامها من أجل ممارسة عملهم بحرية.
Tor: كلمة السر
هو برنامج يخفي آثار أقدام المستخدم على الإنترنت بحيث يتعذر تعقب موقعه، بجانب كونه محركًا للبحث، يمكن من خلاله الوصول إلى صفحات ومواقع الويب العميق، التي لا يمكن الوصول إليها بالمتصفحات المعروفة على الإنترنت السطحي، مثل جوجل أو ياهو أو بينج.
طُوّر Tor في الأصل بواسطة البحرية الأمريكية بهدف إجراء اتصالات سرية، قبل أن يتحول إلى مصدر مفتوح يمكن للجماهير استخدامه.
تنصح مراسلون بلا حدود الصحفيين باستخدام Tor عند التفاعل مع مصادر في أماكن الحروب والنزاعات، أو في دول قمعية تلاحق الصحفيين. وأثبت فعاليته وأهميته خلال الربيع العربي، أثناء تغطية الاحتجاجات وأعمال الشغب من قبل الصحافة الدولية بعيدًا عن الرقابة.
قبل أن نتحدث عن باقي الأدوات العميقة التي ننصح بها الصحفيين من أجل أمانهم الرقمي، يجب في البداية أن ننوه لأهمية تنزيل وتثبيت برنامج ومتصفح Tor على أجهزة الصحفيين، لاستخدامه أثناء العمل على هذه الأدوات بشكل آمن يضمن عدم كشف هويتهم وتعقبها.
انتبه: استخدام متصفح Tor بمفرده لا يكفي، لأن مزودي الإنترنت والوكالات الحكومية في أماكن الصراع والقمع والملاحقة، يمكنهم معرفة ما إذا كنت قد قمت بتنزيل Tor، وهو ما قد يكون كافيًا لإثارة الشك في عملك. لذا حّمل شبكة افتراضية خاصة (VPN) قوية وفعالة قبل تحميل المتصفح وأثناء العمل عليه، لإخفاء عنوان IP الخاص بك كلما استخدمت الإنترنت، ويصبح موقعك غير مرئي.
نصيحة: عند الاتصال بمصدر في بيئة قمعية يحتاج إلى عدم الكشف عن هويته، شجعه على استخدام VPN عند تصفح الويب لإخفاء موقعه وتشفير رسائله وإخفاء عنوان IP الخاص به.
إقرأوا أيضًا: طرق الوصول إلى الويب العميق عن طريق الهاتف المحمول والكمبيوتر
SecureDrop: نظام آمن لاستقبال المستندات والبلاغات
هو نظام رقمي عميق تستخدمه المؤسسات الإخبارية والأفراد للاتصال الآمن بمصادر مجهولة، واستلام المستندات وبلاغات الفساد والمخالفات والشهادات السرية منهم بأمان عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
النظام تستخدمه غرف الأخبار العالمية الشهيرة لتلقي المستندات والبلاغات التي تكشف الفساد وتفضح الظلم في بيئات معادية، مع الحفاظ على مصدر المعلومات، أبرزها غرف Washington Post وTheguardian.
وفقًا للصحفي البريطاني شارل بريت، فإن SecureDrop قد "أعاد للصحفيين إمكانية حماية المصادر التي قد تكشف أجهزة الاتصال العادية هوياتهم".
يقلل SecureDrop البيانات الوصفية، مثل عنوان IP لجهاز الكمبيوتر الخاص بالمصدر، ويوفر عملية تشفير المعلومات لحماية إخفاء الهوية، ويعتمد على الويب العميق في استقبال البيانات والمستندات لحماية المصادر. يمكن للصحفيين والمؤسسات على حد سواء، استخدام هذا النظام القوي بشكل مجاني تمامًا.
انتبه: قد تحتاج لمساعدة تقنية من أجل تشغيل النظام بشكل جيد، أو يمكنك اتباع خطوات التشغيل الموجودة في دليل الصحفي لاستخدام النظام بشكل أمثل.
نصيحة: بالنسبة للمصادر، يمكنهم الوصول لـ SecureDrop واستخدامه عبر الإنترنت السطحي، لكن وقتها لن يحمي النظام هويتهم، ولن تصبح مجهولة بأي حال من الأحوال، لذا انصح مصادرك بتحميل متصفح Tor واستخدام النظام من خلاله.
Ricochet: برنامج عميق لخدمات الرسائل المشفرة
برنامج عميق للمراسلات المشفرة على شبكة الإنترنت التي يمكن للصحفيين استخدامه للاتصال بالمصادر بشكل آمن.
Ricochet مفتوح المصدر، لا يخزن البيانات الوصفية للمستخدمين، لأنه يعتمد بشكل كلي على شبكة Tor للوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك بدون الاعتماد على خوادم المراسلة. وتستطيع من خلاله التواصل مع جهات الاتصال بدون الكشف عن موقعك أو عنوان IP الخاص بك.
يوفر التطبيق نسخًا لكل أنظمة العمل على أجهزة الكمبيوتر، Mac أو Linux أو Windows، ويمكنك تحميله على جهاز سطح المكتب، لكن يجب أن يكون لديك قبلها متصفح Tor على جهازك، ليتصل به التطبيق أثناء مرحلة الإعدادات ثم أثناء العمل.
لا يتطلب البرنامج رقم هاتف للتسجيل أو أي تعريف آخر قد يكون مرتبطًا بك أو يكشف هويتك. وقد أوصت أخصائية الأمان الرقمي بجامعة ملبورن سويلات دريفوس، الصحفيين الاستقصائيين باستخدامه أثناء العمل.
انتبه: سوف تحصل على عنوان فريد يشبه الارتداد بدلاً من اسم المستخدم، مثلًا: rs7ce36jsj24ogfw.
عن طريق هذا العنوان يمكن لمستخدمي Ricochet الآخرين إرسال طلب اتصال بك أو إضافتك إلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بهم والعكس.
ستكون قائمة جهات الاتصال الخاصة بك معروفة لجهازك الخاص فقط، لا تتعرض أبدًا للخوادم أو مراقبة حركة مرور الشبكة.
نصيحة: يمكنك معرفة متى تكون جهات الاتصال الخاصة بك متصلة بالإنترنت، وإرسال رسائل وملفات إليهم، عبر تفعيل خاصية الإشعارات.
إقرأوا أيضًا: أعماق شبكة الإنترنت.. كيف يستفيد الصحفي من العمل داخل "دارك ويب"؟
CTemplar: خدمة البريد الإلكتروني المجهول
خدمة بريد إلكتروني عميقة وآمنة تتيح لك إخفاء رسائلك، وتوفر لك مستوى عاليًا من الخصوصية والأمان أثناء إرسال أو استقبال معلومات حساسة عبر البريد الإلكتروني.
CTemplar تساعدك على أن تكون مجهول الهوية أثناء العمل، ولا يتطلب الاشتراك بها إضافة رقم الهاتف أو بيانات بطاقة الائتمان، كما أنها تحمي بياناتك باستخدام تشفير قوي.
الخدمة مفتوحة المصدر، تقدم خمس خطط مختلفة، تبدأ من الخطة المجانية، التي يمكن ترقيتها في أي وقت، في حال احتجت إلى المزيد من الميزات الأخرى غير المدعومة.
انتبه: الخدمة موجودة على الإنترنت السطحي ويمكن استخدامها بسهولة، لكن في هذه الحالة لن تتمكن من إخفاء هويتك أو تحافظ على سرية معلوماتك، لذا يجب الاشتراك في الخدمة العميقة، عبر محرك البحث onion الذي تصل إليه من خلال Tor، لإخفاء هويتك والتمتع بالمزايا الآمنة.
نصيحة: يتوفر CTemplar على جميع أنظمة التشغيل الرئيسة لأجهزة سطح المكتب، ويتوفر أيضًأ كتطبيق متاح على Android وiOS، لكننا ننصح باستخدامه على أجهزة سطح المكتب فقط.
نسخ عميقة من شبكات التواصل الاجتماعي
في الويب العميق كما في الإنترنت السطحي، لشبكات التواصل الاجتماعي حضور قوي وفعال، حيث يمكنك من خلالها مشاركة وتبادل الصور ومقاطع الفيديو والصوت، ولقاء المصادر، وجمع المعلومات والشهادات خلال الأزمات والحروب بشكل آمن، وغيرها من مميزات شبكات التواصل المعروفة.
إليك أبرز الشبكات الاجتماعية على الإنترنت العميق:
TorStatusNet: هو شبيه تويتر على الشبكة العميقة.
TorBook: نسخة عميقة وقريبة الشبه من فيسبوك.
TorSquare: شبكة مظلمة لمشاركة الآراء والظواهر الصادمة.
TorProject Users Group: خدمة تدوين مصغرة لمشاركة الرسائل القصيرة.
انتبه: لن تستطيع الوصول إلى هذه المواقع إلا عبر محرك بحث Tor، بالإضافة إلى استخدام VPN قوي وفعال.
نصيحة: لا تثق بسرعة في من تقابلهم أو تتحدث معهم عبر شبكات التواصل على الويب العميق.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ماركوس سبايسكي
Lee más artículos de
