8 نصائح لتقديم تغطية اقتصادية حيوية بعيدًا عن الجمود

Dec 13, 2021 en موضوعات متخصصة
صورة

قد يصعب على عامة الناس إدراك مضامين الأخبار والتقارير الاقتصادية، لا سيَّما إذا تضمنت مفاهيمَ معقدة وأرقامًا متداخلة، الأمر الذي يجعل من الصحافة الاقتصادية محصورة في جمهور محدد من ذوي الاختصاص، مع أنها ذات أهمية بالغة وتأثيرات تطال حياة الناس كافة.

ما سبق يفرض على غرف الأخبار والصحفيين الاهتمام أكثر بإخراج المحتوى الاقتصادي بتعدد أشكاله من قالب التقليدية والجمود إلى قالب يتميز بالحيوية والبساطة، إضافة إلى شمولية وتنوع الجمهور، ولكن كيف يمكن أن يحصل هذا؟

بداية تجدر الإشارة إلى أن الصحافة الاقتصادية تعنى بمتابعة مختلف الأنشطة والأحداث الاقتصادية وتغطيتها وتفسيرها، من الأخبار المالية وحركة البوصلة والأنشطة التجارية وخطط التنمية، وما يرتبط بذلك مباشرة أو غير مباشرة، سواء محليًّا أو إقليميًّا وعالميًّا.

وقبل استعراض أهم النصائح التي تضمن الوصول إلى تغطية اقتصادية مرنة، لا بد من الوقوف على الحالة العامة الصحافة الاقتصادية عربيًّا، والتي يتطرق لها محرر الشؤون الاقتصادية أحمد أبو قمر، خلال حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين.

يقول أبو قمر: "لا تولي غالبية المؤسسات اهتمامًا خاصًّا بالشأن الاقتصادي؛ كالسياسة أو الرياضة، ويغيب عنها الصحفي الاقتصادي المتخصص المؤهل، فتأتي التغطية إما سطحية تقليدية، وإما معقدة منفرة، مع أن المطلوب تغطية متوازنة واضحة".

والصحافة الاقتصادية عربيًّا تعاني قصورًا متعدد الأوجه -والحديث لأبو قمر- الذي أوضح أن السبب في ذلك يعود إلى الحالة السياسية التي تؤثر في الاقتصاد بطبيعة الحال، إضافة إلى عدم الاهتمام بالتخصصية على غرار الدول الأوروبية، وأيضًا اسْتِسْهال الكتابة في الجوانب السياسية أو الرياضية أو الفنية.

وتشمل الأسباب أيضًا الافتقار إلى تخصصات في الكليات والجامعات تؤسس وتشجِّع الصحفيين الناشئين على دخول معترك الصحافة الاقتصادية مبكرًا، إلى جانب عدم بذل إدارات غرف الأخبار جهودًا في تدريب الكادر الصحفي وتأهيله نحو التخصص في الصحافة الاقتصادية.

ويشير أبو قمر إلى وجود عدة نجاحات لمواقع ومجلات وقنوات متخصصة بالاقتصاد، ولكن الواقع في المنطقة العربية ما زال يحتاج إلى المزيد.

ويمكن تلخيص أهم الإشكالات في الصحافة الاقتصادية في النقاط الآتية:

  • انحصار المعالجة الصحفية في الجانب الخبري غالبًا، وتهميش بقية الفنون كالقصة أو الروبورتاج.
  • استخدام مصطلحات معقدة يجهلها عموم القراء.
  • إغراق المادة بأرقام صماء وإحصائيات بدون تبسيط لها.
  • غياب الرسوم البيانية والجداول التوضيحية عن متن المادة.
  • ضعف الخبرة في أساليب التحليل الاقتصادي وفنون الاستقصاء.
  • صعوبة النفاذ إلى المعلومة وعدم استعداد الإدارات للكشف عن واقعها الاقتصادي الحقيقي للرأي العام.
  • تحول الصحافة الاقتصادية في بعض الأحيان إلى علاقات عامة وخدمات إعلانية بعيدًا عن الموضوعية وأخلاقيات المهنة.

ويشير محرر الشؤون الاقتصادية إلى أنه من الطبيعي أن يتسم المحتوى الاقتصادي بالجمود، لكن المسؤولية تقع على الصحفي لتبسيط المعلومات.

ولكن لماذا يجب الاهتمام بالصحافة الاقتصادية؟ يجيب أبو قمر: "الاقتصاد بوابة كل تخصص، فمثلًا الشق السياسي لا يمكن عزله عن الاقتصاد، وكذلك عندما نتحدث عن الاستثمارات في الجانب الرياضي (...)، وإن كانت الصحافة هي السلطة الرابعة، فبوابة هذه السلطة هو الصحفي الاقتصادي".

ويواصل إجابته: "الاقتصادي هو المراقب لأداء الحكومات والذي يحلل الموازنات، ويربط التقدم الذي حققته هذه الحكومة بتلك، وهو الأقرب إلى هموم المواطن المعيشية، فيتحدث عن المستهلك وحاجياته ووضع البلد، فضلًا عن دور الصحافة الاقتصادية في نشر التثقيف الاقتصادي عند المواطن".

وحول كيفية تقديم تغطية اقتصادية بقالب من الحيوية بعيدًا عن الجمود، يمكن الإشارة إلى النصائح الآتية:

  1. إكساب الكوادر الصحفية ككل المفاتيح الأساسية للصحافة الاقتصادية، مثل: حركة أسواق العملة والتضخم والتجارة، والموضوعات الأخرى التي تتطلب معرفة عامة في علم الاقتصاد.
  2. فهم احتياجات الجمهور وخصائصهم، وتقديم الرسالة الصحفية على أساس ذلك من حيث التفريق بين القارئ المتخصص والقارئ العام.
  3. تحويل القضية الاقتصادية إلى قصة صحفية جاذبة للانتباه، ولا سيَّما إذا كان الموضوع يرتبط مباشرة بالناس أي (قصة إنسانية).
  4. تسخير منصات التواصل الاجتماعي في إشراك الجمهور في صناعة أو استقصاء رأي حول قضية ما، مع الاستفادة من خصائص كل منصة في التسويق للموضوع.
  5. كسر رتابة العرض التقليدي بإدخال أشكال المحتوى الرقمي كالإنفوجرافيك والإنفوفيديو والقصص المرئية.
  6. تجنب إدخال القارئ في متاهة الأرقام، فيكفي ذكر أهم الأرقام مع الحرص على تقديم النسب عوضًا من الرقم المجرد لكونه أقرب إلى إدراك الجمهور، ولا سيَّما كان الرقم بالآلاف أو الملايين.
  7. تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحفية والجهات الاقتصادية العامة والخاصة، بما يسهل على الصحفي الوصول إلى المعلومة والمصادر الحية.
  8. المواكبة الدائمة للتطور والمتغيرات الاقتصادية وتقليص الفجوة بين الماضي والحاضر مع استشراف المستقبل.

تابع أيضًا على شبكة الصحفيين الدوليين:

10 مواقع يجدر بكل صحفي إقتصادي الإعتماد عليها في عمله

12 كتابًا على المبتدئين في صحافة البيانات قراءتها

الصورة الرئيسية بواسطة Lukas Blazek عبر انسبلاش