الانتخابات العراقية اقتربت.. هذا ما ينبغي على الصحفيين فعله

por نبيل الجبوري
Oct 4, 2021 en موضوعات متخصصة
صورة

تعتبر الإنتخابات حدثًا مفصليًا له أهمية قصوى لدى المواطنين، وكذلك لدى الصحفيين الذين يتطلّعون لتغطية الوقائع والذين تقع عليهم مسؤولية تبيان آليات التعامل مع هذا الموضوع وبكل شفافية ومهنيّة.

فيما يلي، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين عددًا من الخطوات اللازمة للصحفيين الذين سيغطّون الإنتخابات العراقيّة: 

ماذا ينبغي على الصحفي فعله؟

أولًا، قبل الانتخابات:

1)  التعريف بقانون الانتخابات والفقرات التي يتضمّنها وعدم الإكتفاء بما تطرحه جهات ربما تكون هي المستفيد الأكبر من ثغرات القانون.

2)   تحديد الدوائر الإنتخابية وأعدادها وآلية التقسيم ومركز الإقتراع وكيفية التصويت.

3)  مراقبة الحملات الإعلامية وما تنتجه أحيانًا من محاولات إيهام الناخبين بضرورة اختيار مرشح لجهة دون أخرى وبأشكال مختلفة منها الترهيب.

4)  في كل عملية اقتراع يوجد جهات دينية تلبس التصويت ثوبًا عقائديًا للسيطرة على إرادة الجمهور، وهنا يأتي دور الإعلام بتسليط الأضواء على حقيقة الأمر وموازنة المعادلة الانتخابية بشكل سليم.

5)  وضع برامج المرشحين والأحزاب السياسية في الميزان وتمكين الجمهور من تشخيص مصداقية وواقعية الطرح الدعائي، وكما هو معتاد يطرح مرشحون الكثير من المشاريع مثل تعبيد الشوارع وبناء المساكن وتوفير الوظائف وغير ذلك من وعود ليست من ضمن صلاحية البرلمان لأنّ دوره تشريعي ورقابي على عكس الحكومة ذات الدور التنفيذي وهو ما يعد خديعة كبرى للناخبين. 

6) المال السياسي (الرشوة الانتخابية) وما يتم تقديمه من وعود أو مبالغ مالية أو أمور مادية غايتها شراء الأصوات وضمان كسب الناخب بشكل غير مشروع.

 7) تذكير الناس بأنهم الثقل الأكبر في هذه العملية وألا يكونوا وسيلة لعبور الإنتهازية والنفعية على حساب مستقبلهم.

8) لفت الانظار الى التجارب الانتخابية السابقة وتشخيص مواطن الخلل.

إقرأوا أيضًا: الحصول على المعلومة في العراق "حق".. بانتظار الإفراج عنه

ثانيًا، مهام كبيرة بانتظار الصحفيين في يوم الإنتخابات

على الصحفيين مراعاة رغبة المواطنين بمعرفة كيف تجري الأمور في مراكز الاقتراع، ومستوى التنظيم، وطريقة تعامل القائمين على العملية الانتخابية، وما هي تفاصيل هذه الممارسة التي يفترض أن تكون بمستوى عال من الشفافية والنزاهة، وهل هناك تأثير على استقلالية الاختيار وردود أفعال المواطنين حول تلك الاجراءات، وفي الجهة المقابلة لا بد من متابعة المؤتمرات التي تعقدها الاحزاب والكيانات وإعداد التقارير عن تصريحات السياسيين والأحزاب والمرشحين بما يخص الخروقات، بما فيها الأمنية في حال حدوثها، وتعقيباتهم على سير الانتخابات وصولا الى عملية اغلاق صناديق الاقتراع والمباشرة بالعد والفرز الأولي داخل المراكز الانتخابية ومرورًا بنقل تلك الصناديق وتأمينها للوصول الى مراكز التجميع الخاصة بها بشكل مثالي وترقب ساعة الإعلان النهائي لأعداد أصوات الناخبين والمرشحين الفائزين.

ثالثًا، ما بعد إعلان النتائج

حتى وإن تمّ الإنتهاء من التصويت والنتائج، فإنّ دور الصحفي لا ينتهي عند هذا الحد، بل ستكون له وجهة أخرى مع القوى الفائزة وما جديدها وكيف ستفي بوعودها الانتخابية وهل ستكتفي بتقديم مصلحة ناخبيها أم أنها ستعمل كجهة تمثل السياسة التشريعية للبلاد، وبالتوازن مع ذلك ما الذي سيتغير في الوضع السياسي للبلاد، فضلًا عن متابعة التصورات والرؤى المستقبلية التي من الممكن أن تطلقها مراكز القرار السياسي كخطة عمل.

 نصائح يمكن للصحفيين العمل بها خلال تغطياتهم الصحفية:

  •   الاطلاع على القانون الانتخابي ودليل الحملات الاعلامية.
  •   الاستقلالية اولًا، لأنك صحفي وليس موظفا في حزب سياسي، حتى وإن كانت لديك ميول، فالأولى تغليب المهنية على قناعاتك الشخصية.
  •    تجنب اللغة الانفعالية والتي قد تؤدي الى العنف الانتخابي وعدم المساس بمشاعر الناخبين حتى وإن كانوا لا يمثلون كتلة كبيرة.
  •    عدم تغافل صوت العامة بسبب الانشغال بمتابعة السياسيين وتصريحاتهم.
  •   اللغة المنحازة والمسيئة ليست من أخلاق الصحفيين بل عليهم مواجهتها بكل أخلاقيات المهنة.
  •    التدقيق في الحقائق وعدم الانجرار خلف ما تروجه منصات ممولة ستستخدم لتسقيط الخصوم.
  •    الاعتماد على أكثر من مصدر لصناعة قصتك الخبرية والحذر كل الحذر من الأخبار المضللة وعدم اللجوء الى خيار المصادر المجهولة من قبيل صرح مصدر مقرب أو مطلع أو رفض الكشف عن اسمه.
  •   تبسيط المعلومات وتلخيصها بشكل لا يؤثر على دقتها.
  • مراعاة حقوق الاقليات ومكونات المجتمع العراقي.
  • ترشح النساء له اهمية كبيرة في تمكينها من المساهمة بالعملية السياسية لأن ذلك حق دستوري.
  • هناك اعلام يتبع لكيانات تمتلك السلاح والمال والنفوذ السياسي قد يلعب دورا سلبيا من خلال التشويش على الناخب.
  • الانتباه للقصص الانسانية ومتابعة مشاركة ذوي الاعاقة وكبار السن.
  • اختيار الزوايا غير التقليدية والمميزة لبناء قصة تثير اهتمام الجمهور وسط زخم من الاخبار التي تتناول يوم الاقتراع.
  • عدم استباق النتائج النهائية للتصويت بتكهنات لا تستند الى وثائق او اعلان رسمي.

إقرأوا أيضًا: دروس من تدريبات حول "الصحافة المتنقلة" في العراق

مقتطفات من قانون الانتخابات النيابية العراقية  

  • يقسّم قانون الانتخابات الجديد، الذي صادق عليه رئيس الجمهورية العراقي في 5 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، المحافظات إلى دوائر انتخابية صغيرة على أساس الأقضية والمدن.
  • خصص مقعدًا برلمانيًا لكل 100 ألف نسمة، وفي حال قلّ عدد سكان القضاء عن 100 ألف يدمج مع قضاء مجاور لتجنب تلك المشكلة.
  • المادة 22 من قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم 9 لسنة 2020، التي نصت على أن الدعاية الانتخابية الحرة هي حق مكفول للمرشح بموجب أحكام هذا القانون، تبدأ من تاريخ المصادقة على قوائم المرشحين من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتنتهي قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع.
  • يتنافس 3242 مرشحًا، مقسمين ما بين مرشحين مستقلين وآخرين تابعين لـ21 تحالفا و109 حزبا وحركة سياسية، لنيل 329 مقعدًا في مجلس النواب العراقي، عبر خامس انتخابات نيابية تشهدها البلاد منذ عام 2003.
  • بحسب إحصائيات المفوضية يبلغ عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الحالية 24 مليون و29 ألف و927 شخصًا، موزعين على 8 آلاف و273 مركزا انتخابيا في عموم أنحاء العراق.

نبيل الجبوري هو مراسل صحفي وعضو بنقابة الصحفيين العراقيين. حاصل على شهادة في الإعلام.

الصورة الرئيسية نشرتها المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات عبر فيسبوك