تفعّلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت مع انتشار جائحة كورونا في العالم وارتفع الطلب على شبكة الإنترنت بشكل كبير، إذ سجّل الطلب على استخدام الشبكة بنسبة 50 و60 % زيادة عن النسب العادية في بريطانيا مثلاً، وهذا الأمر أثّر على نوعية الخدمة بشكل كبير. في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا درست شركتا "يوتيوب" و "نتفليكس" إمكانية البث بالجودة العادية SD وليس بجودة الـ HD نظراً الى كثافة الطلب تحت طائلة خطر انقطاع الخدمة عن المستخدمين.
فاجأ فيروس الكورونا حكومات العالم، فالإقتصادات بأسرها تأثرّت، إنتاج النفط لم يعد يدر بالأرباح على الشركات العالمية والإنترنت لم يعد قادرًا على استيعاب حجم الضغط الناجم عن جلوس الناس في منازلهم واللجوء إلى العمل من المنزل وتصفّح الانترنت لساعات طويلة من اليوم.
هذه التحدّيات فرضت نفسها على مهنة الصحافة. ففي حين بعض المراسلات والمراسلين يضطّرون مرغمين إلى النزول الي الميدان لإجراء التحقيقات والتغطيات الإعلامية، عمد البعض الآخر إلى استخدام تقنيات البث المباشر عبر إنستجرام وفايسبوك وتويتر ويوتيوب من أجل متابعة محاولة متابعة عملهم كالمعتاد.
وقد شهد عملاق مواقع التواصل الإجتماعية فايسبوك تزايداً في عدد المستخدمين، ففي 24 آذار/مارس من العام الحالي أعلن الموقع عن تزايد نشاط المستخدمين في الدول التي كانت تسجّل فيها حالات "فيروس الكورونا"، فقد ازداد الطلب على تطبيق "ماسينجر" بنسبة 50 % في حين شهدت إيطاليا وحدها ارتفاعاً بنسبة 70 % للوقت الذي يمضيه المستخدمون على الشبكة الإلكترونية.
في المقابل، جرى تسجيل تراجع في إيرادات فايسبوك الإعلانية بسبب توقّف الأفلام السينمائية وغيرها من الأنشطة الأساسية التي كان يعتمد عليها كدخل أساسي في التسويق. وشهدت الإعلانات في فايسبوك تراجعاً بنسبة 30% بسبب تأجيل أفلام سينمائية وقد خسر 50 مليون دولار أميركي بسبب تأجيل فيلم James Bond الجديد No Time To Die فكل الإعلانات المرتبطة بهذا الفيلم تأجلّت إلى مدىً غير منظور.
بالأرقام سجّل فايسبوك ارتفاعاً بعدد المستخدمين الأكثر نشاطاً على الموقع بين شهري شباط/فبراير وآذار/مارس بنسبة 2.5 % أي بزيادة حوالي 6 ملايين مستخدم، ليصل عدد المستخدمين اليومي للموقع إلى: 124.200.000 مستخدم. 56.5 % منهم نساء و43.5% منهم رجال.
في إيطاليا إرتفع عدد مستخدمي فايسبوك بحوالي نصف مليون مستخدم بشهر واحد ليصبح العدد الإجمالي لمستخدمي فايسبوك: 19.290.000 مستخدم موزّعين بين 48.9 % رجال و 51.1 % من النساء.
أما في الصين حيث تغيب مواقع التواصل الإجتماعية الأميركية، فقد ازداد الإقبال على مواقع المواعدة أو الـ Online Dating بشكل كبير نتيجة الحجر المنزلي الذي دفع المستخدمين إلى البحث عن شريك حياة مستخدمين الشبكة العنكبوتية. وشهدت الصين تحوّلاً اجتماعياً كبيراً إذ انتقل حوالي 30 % من الرجال و 41% من النساء من المشاركة في نشاطات اجتماعية إلى المواعدة الإلكترونية.
أما المستفيد الأكبر من جائحة كورونا هو تطبيق واتساب الذي حقّق أكبر نسب أرباح في تاريخه في تلك المرحلة التي ترافقت مع ازدياد أعداد حالات الإصابة بالفيروس وقد شهد ازدياداً على الخدمة بنسبة 40% ووصل هذا المعدّل الى 51% في بعض الدول التي سجلّت أعداداً كبيرة في الإصابات.
أمام هذه الأرقام والوقائع، يمكن الإستنتاج بأن جائحة كورونا التي خطفت الكثير من الأرواح حول العالم، كانت بالنسبة للبعض الآخر الملاذ الآمن وبالنسبة للصحفيّين، يجب أن يستفيدوا من هذه الأرقام لمضاعفة عملهم ونشرهم للقصص. وفيما يلي تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين بعض النصائح في هذا الخصوص:
أولاً: زيادة نسبة إنتاج المواضيع
عندما يكثر عدد المتابعين على الشبكة، يكثر الإقبال على تصفّح المواضيع. وبالتالي يصبح الصحفي أمام تحدٍ كبير وهو إمكانية خلق المضمون من أجل القرّاء الذين باتوا يمضون وقتاً أكثر. وهذا يتطلّب بحثاً مستمراً عن مواضيع جديدة ومثيرة لفضول الرأي العام.
ثانياً : إعادة نشر ما يمكن من أبحاث ومواضيع سابقة
تذكّر دائماً أن بعض المواضيع المنشورة سابقاً، يمكنها أن تصلح لإعادة المشاركة من جديد، فإقبال جمهور جديد على الشبكة قد يكون مناسبة لإعادة نشر مضمون قديم بالنسبة لك وجديد بالنسبة لعدد كبير من الناس.
ثالثاً: التفاعل مع الجمهور
على الصحفّيين اعتبار هذه المرحلة مناسبة للتفاعل مع قاعدة المتابعين وإطلاق مواضيع نقاش متعددة وهذا يتيح لهم بالتعرّف أكثر إلى شخصية الكاتب وضمان تفاعل أكبر في المستقبل.
رابعاً: البحث عن مواضيع مرتبطة بجائحة كورونا
قد يهتمّ الكثير من المتابعين بمعرفة المزيد حول تأثير جائحة كورونا على حياتهم وبجوانب متعدّدة، لهذا ركّزوا في البحث والكتابة عن تلك المواضيع لأنها تستهوي القرّاء والمتابعين.
خامساً: التفاعل من خلال البث المباشر
دعوة إلى الإستفادة من هذا الظرف من أجل إطلاق سلسلة حوارات عبر تقنيات البث المباشر المتاحة في فايسبوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب وغيرها من المواقع حيث أن عدد المشاهدين سيكون مضاعفاً وهي مناسبة للتواصل والتفاعل معهم وسنكتب تباعاً عن هذا الموضوع.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على موقع Pexels.