حتى لا تصبح أنت القصة.. دليلك للتغطية الصحفية في النزاعات

by عمرو الأنصاري
Oct 13, 2019 in السلامة الرقمية والجسدية
كاريكاتير بريشة الفنان عماد عبدالمقصود

عندما تذهب للتغطية الصحفية في مناطق النزاع والصراع المسلح إما أن تعود بقصة أو تكون أنت القصة!

فالإثارة والسبق الصحفي ليسا هدفًا، يقتفي الصحفي والإعلامي آثار النزاع بحثًا عن جوهره، يجمع المعلومات ويحللها بدون أن يهمل الخلفية ناقلاً للواقع بمهنية وذكاء مطلوب في أجواء الاستقطاب الحاد التي تخيم عليها الشائعات والمعلومات المضللة، حتى لا يتحول إلى مسوق مجاني لفكرة ما بدون أن يشعر، أو يقع في خطيئة تأجيج النزاع.

هي أخطر المهمات الصحفية على الإطلاق، صراع مستمر بين نقل الحقائق والسلامة الشخصية، تحتاج إلى أن يمتلك الصحفي أدوات ومهارات خاصة فضلاً عن معرفة بقواعد الأمن والسلامة المهنية.

مراسل

مراسل سكاي نيوز في اليمن

في هذا السياق، أطلق مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالتعاون مع مؤسسة "ايركس IREX"، ومؤسسة "فريدريش ايبرت FES "، ومنظمة دعم الاعلام الدولي "IMS" دليلاً مفصلاً لما أطلق عليه "الصحافة الحساسة" المعنية بتغطية النزاعات، خرج من رحم التجربة اليمنية.

الدليل استفاض في شرح المفاهيم اللصيقة بالصحافة الحساسة للنزاعات

ليضع أساسًا للتعامل المهني.. من هو الصحفي؟، ما هو دوره؟، ما الفارق بين الإعلامَين التقليدي والجديد؟، ما هي مبادئ العمل الصحفي والقيم الصحفية من "دقة وإنصاف وأمانة وموضوعية وحياد وتوازن"، ثم عرج في فصله الأول إلى التعريف بالصحافة الحساسة، ومواصفات الصحفيين  الجيدين الذين "لا يتعاطفون مع طرف، يهتمون بإيجاد الحلول، يبحثون عن أصوات جديدة وأفكار حول النزاع، يلقون الضوء على من يحاول حل النزاع، ينظرون عن قرب لكافة الأطراف، يخبرون كيف أمكن حل نزاعات أخرى، يختارون كلماتهم بعناية".

يلقي الفصل الأول الضوء على مدى تأثير النزاع على الصحفيين من محاولات السيطرة عليهم وعلى وسائلهم الإعلامية، قبل أن يذهب لتعريف النزاع كمرحلة سابقة للصراع ومستوياته وأنواعه ومسبباته ليصل في النهاية لشرح كيفية تحليل الصحفيين للنزاع من خلال الإجابة على الأسئلة الأربعة التالية:

من هم الفرقاء؟، ما هي الأهداف والمصالح؟، ما هي "الديناميات" المحركة للنزاع؟، ما هي الرؤى الممكنة للحل؟

أمّا الفصل الثاني من الدليل فجاء بعنوان التغطية الإخبارية في مناطق النزاع، ووضع المؤلفون شعارًا له استنادًا إلى مقولة الصحفي الأردني أمجد الشلتوني: "الأفضل أن تكون الثاني على صواب، من أن تكون الأول على خطأ".

قواعد إجراء المقابلات الصحفية في النزاعات

لا ينحصر إجراء مقابلة صحفية في إعداد الأسئلة، بل التنقيب تحت جلد المتحدث بحثًا عن الحقيقة.

"الصحفى الكوبي أمير بايي"

  1. ابتعد عن المقابلات الهاتفية أو عبر الانترنت طالما سنحت لك الفرصة لذلك، كن موجودًا حيث تقطن التفاصيل التي قد تبدو صغيرة، لكنها عالية القيمة الصحفية. کریستوفر سكانلان (مدير ورش العمل المتعلقة بالكتابة لمعهد بوينترما)
  2. توقع الأعذار والعقبات التي قد يستخدمها المصدر أو  المسؤول، وكن متأهبًا للتعامل الفوري معها، اعرض الالتقاء بمصدرك في أكثر الأوقات والأماكن المناسبة له، وحدد الفترة الزمنية المطلوبة، أظهر له احترامك، وحدد سبب رغبتك في التحدث إليه كل ذلك سيخفف قلقه ويبدد مخاوفه.
  3. إذا خامرك شعور بأن سكرتارية المصدر أو مسؤولي العلاقات العامة لديه لم يحيلوا طلبك بإجراء المقابلة معه إليه، حاول الوصول إليه مباشرة، اعمد إلى كتابة رسالة له، أو اتصل به خلال فترة الغداء، أو بعد ساعات العمل.
  4. قبل إعداد الأسئلة، لا بد من البحث المتعمق في كل ما يتعلق بموضوع الحوار، من مصطلحات علمية وغيرها، وهو ما يجعل المصدر يحترم الصحفي الذي أظهر دراية بالمشكلة وألّم بتفاصيلها.
  5. اجعل أسئلتك ذات فاعلية، واضحة ودقيقة، وغير مركبة ومقتضبة ومحفزة على التحدي أيضًا لتحصل على معلومات مهمة وحيوية.
  6. استخدم أنواع الأسئلة الصحفية وفقًا للموقف والمصدر:
  • أسئلة نعم- لا

إذا رغبت في الحصول على إجابة واضحة، مثال "هل أمرت أفرادك بإطلاق النار".

  • أسئلة المعلومات

استخدمها للحصول على تفسير لنقطة أو قضية معينة.

  • أسئلة التحدي

تكون غالبًا قاسية ومباشرة، بمواجهة المسؤول بالدليل لإجباره على التحدث في قضية ما، وفي حالة عدم حصولك على إقرار أو اعتراف، فإنك تكون قد وضعت المصدر في موضع المحاسبة من خلال عرض الحقائق أمام الرأي العام.

  • أسئلة المتابعة

اسأل سؤالاً ثانيًا إذا لم تحصل على الجواب الذي تريده، ثم كرر السؤال بطرق مختلفة حتى تحصل على إجابة.

  1. أسئلة جيدة إضافة إلى أسئلة الصحافة الشريفة "الشقيقات الست"؛ يوجد سؤالان مفتوحان ومفيدان هما: - كيف عرفت ذلك؟ - ماذا حدث بعد ذلك؟ إذا كانت الادعاءات خطيرة فلا تعتمد على مصدر واحد، اسأل هل يوجد أي شخص آخر رأى ما حدث؟
  2. أسئلة سيئة
  • تجنب الأسئلة الإيحائية التي تؤدي إلى تقويل الضيف ما لم يقل.
  • تجنب الأسئلة التي توحي بالإجابات، أو تبحث عن تأكيد المعلومات أخرى.
  1. محظورات أثناء طرح السؤال:
  • استخدام القوالب الجاهزة أو ما يسمى "بالكليشيهات" المعتادة لدى البعض، مثل ماذا تقول عن ذلك؟ ما رأيك.
  • طرح أكثر من سؤال في وقت واحد، لأنك ستسمح للشخص بتجنب الإجابة عن السؤال الأكثر صعوبة.
  • السؤال الطويل الذي يتوه فيه المعنى.

المقابلات الصحفية في مناطق النزاع:

  1. انتبه جيدًا للتفاصيل فغالبًا لا تسنح سوى فرصة واحدة لطرح الأسئلة.
  2. افترض أن هذه هي الفرصة الوحيدة التي سترى فيها هذا الشخص للحصول على أهم ما لديه من معلومات.
  3. تأكد من البيانات الأساسية، على سبيل المثال اسم الضيف وعمره.
  4. اسأل عن كل شيء عدة مرات، واطلب من الجميع التكرار.
  5. کن وافيًا، ومنهجيًا، ومفصلاً في توثيقك مقاطع الفيديو والصور المفيدة، ولكن ضع في حسابك أنك قد لا تتمكن دائمًا من اصطحاب الكاميرا.
  6. تحر الدقة البالغة في تدوين الملاحظات، وصف ما تراه في ملامح الضيف؛ صف ما يحويه المكان، ودوّن ما يقوله الحاضرون، واحرص على الالتزام بألفاظهم قدر المستطاع، وإذا لزم الأمر ارسم الخرائط أو الصور البسيطة.
  7. احرص على عدم إفساد الأدلة المادية في الحالات التي وقعت فيها أعمال عنف.

أسئلة مقترحة لمقابلات الصحافة الحساسة

  1. أفضل الأسئلة عند إجراء المقابلات، تلك التي تصاغ بطريقة تشعل رغبة المتحدث في الإجابة بطريقة مثيرة للاهتمام، وحافلة بالمعلومات، مثل كيف يمكن الخروج من هذا الواقع بتصورك؟"
  2.  التركيز على الأسئلة التي تبدأ بكيف، تفتح آفاقًا أكثر للحديث، ومعها تظهر شخصية المتحدث، ما يساعد الصحفي على تقييم وجهة نظر الضيف.
  3. مراعاة أن تكون الأسئلة التخصصية إيجابية أمر جيد في الصحافة الحساسة، كما أنها تثير اهتمام القراء، وتسهم في معرفة كل طرف بالآخر، بعيدًا عن التشويه والتزييف الذي يقدمه الإعلام المنحاز.
  4. ركز أكثر على تلك الأفكار البسيطة التي تساعد في بناء الثقة، بدلاً من البحث عن الإثارة وإعادة نقاط الخلاف إلى الواجهة في كل مرة.
  5. من الجيد أن يعمل الصحفي على جر الضيف إلى الحديث بشكل مختلف عن النزاع وأطرافه، كأن يسأل: "ما هي الأفكار التي تقدمها لتجاوز هذا الأمر؟، كيف كانت ستبدو الأجواء لو لم يكن هذا الأمر؟"، ماذا لو لم يكن هناك ترديًا في العلاقات بين الفصائل؟
  6. اطرح على الضيوف تجارب ناجحة لبلدان أخرى، وانقل تقييماتهم لها، كأن نسأل: كيف نفكر بالاستفادة من تجربة البلد الفلاني في موضوع الإدارة أو الحماية.
  7. افتح نافذة أمل، ودع الضيف يعلق بإيجابية: كيف يمكن أن نصف تأثير التسامح على أجيالنا مستقبلا؟ اجعله يدير رأسه نحو القادم؛ بدلاً من التركيز على الماضي.

مقابلات صحفية تتعلق بالانتهاكات

  1.  قدم نفسك كما أنت

اذكر اسم المؤسسة الإعلامية التابع لها، أوضح أنك صحفي، وأنك لا تمثل منظمة لحقوق الإنسان، أو أي منظمة أخرى تتعلق بالتعويضات أو المساعدة، تحدث نيابة عن الجمهور الذي يتوقع أن يقرأ أو يتابع الموضوع، اشرح سبب متابعتك للموضوع، واشرح السياق للضيف.

  1. خط سير المقابلة 

ماذا قيل ؟، من القائل؟، متى؟، وأين؟، دع الضيف يسرد قصته كقصة، فقد يسهل ذلك على الضيف وعليك أيضًا رواية القصة بعد ذلك، اطلب منه أن يصف الحادثة منذ البداية، اطلب منه أن يكرر القصة، حتى يمكنك أن تكون واثقًا من تفاصيل الأحداث.

  1. الوصف عند وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان

احصل على وصف واضح للأماكن، بما في ذلك أسماء جميع الحاضرين، ومناصب أفراد الجيش أو الشرطة ورتبهم، اطلب من الضيوف وصف زي الجناة، أو أي هوية أخرى لهم، اطلب أوصاف الأسلحة التي شوهدت أو استخدمت، اطلب من الناس شهود العيان تكرار القصة، وتنبه بدقة للتوقيت وتسلسل الأحداث.

  1.  إجراء المقابلات مع الضحايا والشهود والجناة

في هذا النوع من المقابلات يحتاج الصحفي مساحة أوسع من الهدوء، تفهم التوتر في المقابلة، ضع في اعتبارك أن الأشخاص الذين تعرضوا لانتهاكات قد يعانون من صدمة، عليك أخذ استراحات خلال المقابلة إذا كان ذلك ممكنًا، اعرض الشاي أو الماء إن استطعت، الأشخاص الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان قد يعانون أيضًا من صدمة.. كن مراعيًا لاحتياجاتهم، انتبه أن الموضوع ذاته قد يكون صادمًا لك كصحفي، احرص على طلب المشورة والمساعدة والدعم لاحقًا إذا كنت تشعر بأنك في حاجة إلى ذلك.

  1. لماذا كل على حدة؟

من الصعب التركيز في وجود كثير من الناس، بالنسبة لصحفي البث قد يكون من الصعب تسجيل المقابلات؛ والحصول على جودة صوت عالية؛ في وجود كثير من الضوضاء في الخلفية، انتهاكات حقوق الإنسان تسبب ردود فعل عاطفية ويمكن لجماعات الضغط أن ترغم الاشخاص على تغيير أقوالهم أو تحمل الضيوف في المقابلات على المبالغة، تتسم انتهاكات حقوق الإنسان بطابع سياسي فقد يكون هناك جواسيس للشرطة أو غيرهم، ممن لا يريدون أن ينكشف أمرهم، وهذا يشكل خطرًا على الضيف في المقابلة.

  1. كن أكثر حذرًا ويقظة

إذا كنت في مكان مزدحم، كن على علم بأنه قد يكون هناك أشخاص لا يريدون الإبلاغ عن المعلومات على سبيل المثال: أصدقاء أو أقارب الجناة، أو أشخاص من الطرف المعتدي، أو جواسيس، عليك إذن أن تتجنب إجراء المقابلة في ظروف قد تعرض المصدر لخطر إلحاق الضرر الجسيم به، ولا بد أن تشرح للمصدر ما سيترتب على المقابلة من نتائج، وتطلب موافقته على نشر أقواله، والطريقة التي ستعرض فيها تلك الأقوال.

  1. الدعم في الصدمات

بعض الضحايا خاصة ضحايا الجرائم الجنسية قد يحتاجون إلى الدعم قبل أن يتمكنوا من التحدث بحرية، عدد من الضحايا المصابين بصدمات نفسية جراء الاغتصاب والتعذيب؛ لن يقدموا على سرد تجربتهم لشخص غريب، قد يكون من الضروري اصطحاب صديق أو مستشار، تجنب قدر الإمكان إجراء مقابلة مع طفل بمفرده احرص دائما على وجود قريب موثوق به أو مقدم رعاية أو وصي أو أخصائي صحة أو معلم أو صديق.

  1. اشرح الأسباب والمخاطر

اشرح للضيف أنك تغطي الموضوع لأنه من المهم کشف الإساءة أو الانتهاك لاطلاع الآخرين على ما حدث أو يحدث، أخبر الضيف أنه قد يتعرض للانتقام أو القصاص إذا ما تم نشر الموضوع أو بثه -اشرح له ذلك وحذره-اسأل الضيف عما إذا كان يمكنك استخدام اسمه ؟ وعليك احترام اختياره، كما ينبغي على الصحفي احترام حق الضيف إذا لم يرغب في إجراء المقابلة ونشر موضوعه، إذا كنت ستعرض على الضيف خيار أن يظل مجهولاً، فيتعين عليك أن تلتزم بعرضك، وتوجد قاعدة أساسية في التعامل مع الناجين من العنف هي: "ضع نفسك مكانه".

  1.  ما يقوله الجسد

من السهل أن يراوغ اللسان في الحديث لكن من الصعب على الجسد أن يجاريه، ركز على لغة الجسد، ودون ما تراه إن لم يكن الحديث موثقًا بالفيديو.

  1. ما ينبغي تجنبه

احذر أن تقدم وعودًا كاذبة أو تشجع آمال كاذبة لدى الضحية، وأخبر الضحية أنك لا تستطيع ضمان نتيجة معينة من تغطية الموضوع، لا تعرض دفع مقابل أو تعويض من أي نوع لإجراء المقابلة لأن ذلك ينال من سلامة الموضوع ومن مقدرة الضيف على اتخاذ قرار عقلاني حول كشف الستار عن قصته.

كاميرا

 

كيف تتحقق كصحفي من الوثائق

  1. ابحث عن وثائق مماثلة تثق في صحتها، وقارنها بتلك الموجودة لديك، ابحث عن الاختلافات  وقارن بين الخصائص مثل: العنوان واللغة المستخدمة والتوقيعات.
  2. ابحث عن الشخص محرر الوثيقة، أو عن الأشخاص المذكورين في الوثيقة، أو الذين تحمل الوثيقة توقيعاتهم، إذ يمكن أن يساعدك هؤلاء الأشخاص في التحقق من صحة الوثيقة، ويزودونك بمزيد من المعلومات عنها.
  3. ابحث عن خبير لتحليل خط اليد، أو الحبر المكتوب به الوثيقة، فتحليل الحبر يمكن أن يساعدك ؛ إذا كان التاريخ المذكور على الوثيقة أقدم من تاريخ استخدام الحبر في الكتابة.
  4. افحص محتوى الوثيقة، وانظر ما إذا كانت هناك أي اختلافات، ما هي المعلومات المذكورة في هذه الوثيقة؟، قارن المعلومات بما حدث في الواقع وتأكد من دقتها؟، اهتم بالتفاصيل الصغيرة، على سبيل المثال: هل كان هذا الشخص يشغل هذا المنصب حقًا في هذا التاريخ المحدد ؟، وإذا كانت الوثيقة تحتوي على تواريخ بالتقويم الهجري والميلادي، قم بتحويلها وتأكد من دقتها.
  5. اسأل الأشخاص الذين أعطوك الوثائق عما دفعهم لذلك؟، واسأل نفسك ما هو دافعهم المحتمل؟، ومن سيستفيد من مثل هذه الوثائق؟

 

التصريحات الصحفية في أجواء النزاع

سكاي نيوز

تقشير التصريح (نموذج البصلة)

  • التصريح الأول لا تعتمده.
  • التصريح الثاني شكك فيه.
  • التصريح الثالث توقف عنده وتأكد أكثر.

أسس التعامل مع التصريح الجاهز "المنشور مسبقًا"

  1. التروي في النشر.
  2. إضافة معلومات إليه في حال نشره منفردًا.
  3. ربطه بالحدث الذي وقع بسببه، وأيضًا التوقيت.
  4. التأكد من الصيغة الأصلية التي صدر بها.
  5. اختيار الألفاظ والكلمات بدقة وعناية.
  6. وبشكل عام؛ يتعين على الصحفي قبل نشر التصريح؛ أن يعمل على قراءته جيدا أكثر من مرة، ثم عليه أن يجد الإجابة عن أسئلة من نوع: هل سيتم التعامل مع هذا التصريح بمفرده، أم مع جملة تصريحات؟ إلى ماذا يشير التصريح؟.."تهمة، إدانة هجوم، أو تحميل طرف ما مسؤولية أمر ما".
  7. ما المغزى من التصريح؟، ولماذا علينا أن نصدق هذا التصريح؟
  8. ما الذي سيضيفه التصريح للموضوع؟، هل من الضروري أن يتم نشر التصريح كما هو بغرض تحقيق سبق صحفي.

كيف تتحقق من معلوماتك؟

  1. كل المصادر محل شك، لا تقع في غرام المصدر، لا تعطه ثقتك الكاملة وحافظ على المسافة بينكما، وتذكر أنه هو من يحتاجك وليس العكس.
  2. لا تختصر الجهة في شخص، ولا تختزل الحكومة في رئيسها.
  3. تذكر أن فيس بوك وتويتر ومواقع سوشيال ميديا ليسوا مصادر للأخبار مهما بلغت قوة الانتشار .
  4. شكك في كل أجزاء المعلومة.
  5. الصديق اللدود: ضع في حسبانك أنه ربما يكون المحرر المشرف عليك هو نفسه الفخ، اسأل نفسك أولاً: هل يحاول رئيسك دفع القصة في اتجاه معين؟، هل هناك مصلحة ما؟، هل كان الموقع الاخباري الذي اصطدت منه فكرة قصتك مضخمًا للحدث؟ هل ميولك السياسية ودوافعك الإنسانية لها دخل بالأمر؟
  6. تجنب التحيز بأنواعه الثلاث سواء التحيز الناتج عن الخلفية الثقافية للصحفي، أو الناتج عن الجهل أو العفوية وحسن النية، او التحيز المبيت النية صاحب الغرض في التأثير بالرأي.
  7. تذكر أنك تعمل لحساب وسيلتك وليس لحساب المصدر.

التصوير في مناطق النزاعات

اللقطة لا تحدث مرتين. كن منتبهًا لأمرين:

  1. وضع عدسة الكاميرا عند مستوى عيون الضيف عند أخذ التصريحات منه، لكي تكون الصورة حيادية، بعيدًا عن التأثيرات التي ترفع من شأن المتحدث بأخذ اللقطة من أسفل، أو تقزمه بأخذ اللقطة من أعلى.
  2. فرز اللقطات المقززة المأخوذة خلال تغطية الصراعات المسلحة والعنيفة، واستخدام المناسب منها، و تنبيه "المونتير" أو منتج الأفلام بضرورة تجنب استخدام الصور واللقطات التي لا تراعي مشاعر أهالي الضحايا وحساسية الجمهور.

نصائح للمصورين الصحفيين:

  1. يجب امتلاك عدسات بعيدة المدى، ولا بد أن يتمركز المصور خلف الخطوط الأمامية.
  2. ارتداء الدرع والخوذة للحفاظ على سلامتهم.
  3. انتقاء مكان التمركز بعناية وتأمينه لالتقاط الصور.
  4. التقاط الأنفاس وضبط الانفعالات هام جدًا للمصور لمنع أي تهور قبل التقاط الصورة
  5. احمل معك حقيبة ظهر صغيرة بها كمية من الطعام والمياه تكفي مدة يوم، تحسبًا لعدم قدرتك على الخروج من منطقة التظاهر.
  6. إذا كنت مراسل؛ فإنك لست بحاجة لأن تكون بين حشود المتظاهرين، طالما أنه يمكنك رؤية ما يحدث من مكان آخر.
  7. حاول التقاط الصور من أعلى نقطة مناسبة.
  8. تعاون مع الفريق، واحتفظ بصورة ذهنية لطريق الفرار إذا ساءت الأمور.

قواعد هامة في تغطية التظاهرات:

  1. اذهب إلى منطقة التظاهر قبل يوم أو ساعات مناسبة من بدء الحدث، وقم بمعاينتها، وابحث عن طرق الهروب؛ والمناطق الآمنة للجوء إليها إذا تم إطلاق النار أو إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، وحاول أن تصور المكان الذي ستقوم فيه قوات الأمن أو الشرطة بالتجمع والهجوم.
  2. لاحظ وجود أي تحركات مشبوهة في المنطقة أين سيقع الحدث، ابحث عن "بلطجية" متعاونين مع الحكومة متجمعين مبكرا؛ ومستعدين لمهاجمة المتظاهرين، وتحدث إلى أصحاب المحال التجارية المفتوحة في المنطقة واسألهم عما سمعوه أو رأوه.
  3. قم بمعاينة البنايات في المكان، فقد تحتاج إلى استخدام سطح أو نافذة لالتقاط الصور أو تسجيل لقطات الفيديو.
  4. تمركز في الأماكن المعاكسة لاتجاه الريح تفاديًا الاحتمال إطلاق قنابل مسيلة للدموع.
  5. احمل معك واقٍ للعينين مثل نظارات السباحة.
  6.  احمل معك أدوات الإسعافات الأولية وتعلم كيفية استخدامها.
  7.  ارتد ملابس واسعة من القماش الطبيعي، وتجنب الأقمشة الصناعية سريعة الاشتعال وتذكر دائما إمكانية انفجار قنابل المولوتوف.

مراسل

 

التغطية الملائمة في مناطق النزاع

  1. لا تفترض أن لدى الجمهور فكرة مسبقة عن موضوع القصة، عليك أن تقدم لهم الخلفية اللازمة لفهم الموضوع.
  2. احرص على ألا تقتصر تغطيتك على طرفي النزاع فقط، واجعلها تمتد لتغطي قصص الأشخاص الذين تضررت مصالحهم، وآراؤهم وأهدافهم.. التجار الذين تضرروا من النزاع، والعمال المتوقفين عن العمل، واللاجئين من المدن والأرياف، وكل مكونات الأغلبية الصامتة التي لا تلقى أصواتهم آذانًا صاغية أو منابر لإيصالها.
  3. تجنب ذكر الأمور التي تفرق الجانبين، أسأل الطرفين أسئلة يمكن تظهر نقاط تقارب بينهما، تحدث عن مصالح وأحداث يشتركان فيها، وقرب بين وجهات النظر، وابن جسور التواصل بينهما .
  4. تجنب التركيز دائما على إبراز معاناة أحد طرفي النزاع وخوفه فقط، معاناة كلا الطرفين هي مادة تستحق النشر على حد سواء.
  5. تجنب تحويل الرأي إلى حقيقة.
  6. لا تنتظر أن يقدم أحد الطرفين الحلول لإنهاء النزاع، بل قم بدراسة مستفيضة للأفكار بغض النظر عن مصدرها، أعرض هذه الحلول على القادة، وانقل مدى استجابتهم وردة فعلهم عليها.

وأنت تكتب أيضا؛ سيكون من الجيد تذكر النصائح الآتية:

  1. تجنب استخدام ألفاظ مثل: "محطم، مأساة، وضحية إرهاب" لوصف ما تكبده أحد الأطراف، فقد يوحي استخدامها بتحيز المراسل لحساب طرف أو آخر، يمكنك فقط استخدامها نقلاً عن  لسان متحدثين آخرين.
  2. تجنب كلمات مثل: "إرهابي، متطرف، متعصب، خائن، أو مرتزق، انقلابي، داعشي، مجوسي"،
  3. راجع القواعد النحوية والتهجئة وعلامات الترقيم.
  4. تأكد من عدم وجود اتهامات مباشرة بارتكاب جريمة ما، ومن عدم وجود أرقام ليست لها دلالة، أو معلومات مجهولة المصدر في مادتك، يجب على الصحفي تجنب التصريح "أن شخصا ما ارتكب إحدى الجرائم"، وعندما يكون من الضروري تقديم ذلك، فلا بد من نسبه إلى الشرطة أو مؤسسات رسمية أخرى ذات علاقة.
  5. استخدم لغة مبسطة وتجنب الجمل والكلمات المعقدة.
  6. الفقرات المختصرة: ينبغي ألا تزيد الفقرة الصحفية المثالية على 50 كلمة؛ "غير أن كتابتها في ثلاثين كلمة يكون أجمل، كما يفضل أن تتكون الفقرة من جملتين أو ثلاث تحتوي كل واحدة تتكون من 15 كلمة تقريبا فأقل.
  7. تأكد من عدم حذف فقرات؛ أو جمل مهمة أثناء عملية التحرير، وتأكد من حذف ما ليس ضروريًا، ومن عدم تكرار المعلومات، وراجع النسب المئوية والتحويلات والعملات للتأكد من دقة جميع الأرقام.
  8. تعريف الصورة: إذا ظهر في صورة موضوعك الصحفي عدة  أشخاص فمن الأفضل تعريف القارئ بالشخصيات الرئيسية، باستخدام تعبيرات مثل: "من يلبس قبعة" أو "يقف إلى اليمين" أو "رقم كذا من اليسار".
  9. تجنب تكرار التعليقات لكلمات العنوان الرئيسي نفسها، أو نقل جملة من القصة الإخبارية مباشرة.
  10. استشف من الصورة وتجنب توضيح ما يرى فيها بوضوح

وانتقي التعليق الأفضل، كمثال التعليق القائل إن: "كارلوس فرنانديز يبتسم وهو يغادر الطائرة" أقل تأثيرًا من التعليق الذي يقول: "كارلوس فرنانديز المبتهج يعود بعد 15 عامًا في المنفى".

  1. في الغالب تكون تعليقات الصور قصيرة، بحيث لا تتعدى سطرًا أو سطرين بالقطع الصغير، ويمكن إهمال هذه القاعدة عندما يتم عرض التقرير على هيئة صور وتعليقات، واستخدام جمل أكثر، كما يمكن في هذه الحالة اقتباس أقوال الأشخاص الذين يظهرون في الصورة.

إجراءات الأمان في مناطق النزاع

"عندما تكون في الميدان وتغيب عنك القواعد؛ فإنك ولا شك ستقع في الشطط" أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية أحمد زين الدين.

استعدادات التغطية في مناطق النزاع

  1. قبل زيارة أي بلد، أو النزول إلى أي منطقة جديدة، تعرف عليها عبر الخرائط الخاصة بها، واقرأ المعلومات عنها، اعرف بدقة جغرافية البلد وطقسها واستعد لذلك.
  2. ارتد ملابس مريحة تساعدك على الحركة، وتتناسب مع طبيعة المكان.
  3. اذهب من فورك للفندق الذي يقيم فيه الصحفيون، واحرص على تكوين علاقات صداقة مع الزملاء والمصورين.

 الاحتياطات

  1. يجب أن تحوي حقيبتك دائمًا أدوات إسعافات أولية.
  2. تذكر أن التغطية الصحفية للنزاعات ليست نزهة، كما أنها تجمع بشكل صارم بين مسؤوليات ثلاث: "سلامتك، سلامة المعلومة، قيم الصحافة الجيدة".
  3. ليس هناك خبر يساوي حياتك. لذلك قم بتحديد أهدافك وطبيعة مهمتك الصحفية، والدور الذي تقوم به، ولا تكتف بوضع خطة عمل واحدة لتنفيذ المهمة الصحفية، ضع خطط احتياطية، يمكن أن تلجأ إليها في حال تغير الواقع على الأرض.
  4. تزود بالمياه والأطعمة التي لا تفسد بسرعة، فقد تضطرك الظروف إلى المكوث لأيام عديدة.
  5. احفظ رقمًا للطوارئ على هاتفك المحمول، قد تحتاجه في حال تعرضك أو تعرض من معك لأي حادث.
  6. اعمل على تكوين فكرة عن أنواع الأسلحة المستخدمة، ومداها القاتل، لإدراك كيفية التعامل مع الإصابات التي قد تنجم عنها.
  7. احرص على ارتداء الدرع الواقي من الرصاص والخوذة؛ عند وجودك داخل مناطق الاشتباك.
  8. احرص على إخطار أصدقائك الموثوقين بخريطة تحركاتك، وحدث معهم المعلومات التي تفيد بوجهتك، ولا تنتقل من مكان لآخر مع سائقين لا تعرفهم.
  9. ضع خطة لتحركاتك، وأحرص على انجازها في وقت قليل.
  10. لا تبق في مكان واحد لفترة طويلة.
  11. احرص على تكوين شبكة من المرشدين (فيکسرز) للتواصل معهم أثناء التنقل بين المدن و/أو المناطق لتزويدك بالمعلومات اللازمة، ووثق المعلومات من أكثر من مصدر للتأكد من صحتها.
  12. كن حذرًا عند قيامك بحجز شقة سكنية، أو غرفة داخل فندق، ومن الأفضل وجود صحفيين وإعلاميين في هذا المكان.

نصائح أثناء العمل الميداني من المعهد الإعلامي الدولي لسلامة المراسل الصحفي

  1. تصرف كمحترف، إياك والشكوى خاصة أمام المصادر، فمهما كانت معاناتك فمعاناتهم أكبر.
  2. لتكتسب الخبرة اللازمة لك في شئون بلد أو منطقة؛ تحدث مع الناس، لكن بحرص، واحترس من الثقة الزائدة، فالحديث مع سائق التاكسي أو الدراجة النارية مهم لأنه يستمع إلى مختلف الأفكار ويعبر عن رأي الشارع.
  3. أثناء تغطية الحرب إذا أراد أحد أفراد فريق العمل المغادرة؛ يجب أن يغادر الجميع.
  4. ساعد زملاءك لكي تحصل على مساعدتهم.
  5. تذكر أن العودة والتراجع ليست عيبًا في حال الشعور بالخطر.
  6.  احتفظ بنسخة احتياطية من أوراقك الشخصية على بريدك الإلكتروني الشخصي، ولا تحتفظ بكل أموالك في مكان واحد.
  7. احرص على تأمين السلطات المختصة لهويتك، ولا تفصح عن هويتك إلا للضرورة القصوى بحسب الظروف التي تواجهها، وابق على تواصل مع سفارتك أو مصدر مؤثر من القوى الفاعلة.
  8. احرص على عدم وجودك في الصفوف الأمامية، ولا تقف بجوار منصات صواريخ، أو سيارات حاملة المدافع ثقيلة، أو رشاشات مضادة للطائرات، حفاظا على حياتك، وابتعد قدر الإمكان عن أماكن إطلاق النار.

نصائح للكتابة أثناء تغطية الأحداث المؤلمة

  1. تتسبب النزاعات السياسية المعقدة والصراعات المسلحة في ازهاق أرواح بريئة، اكتب مقالات قصيرة عن حياة الضحايا وأنشطتهم المفضلة، ومميزاتهم والتأثير الذي تركوه في حياتهم، والأثر الذي خلفوه في المجتمع، ففيهم كثيرون ممن تركوا آثاره جيدة على مستوى المجتمع وآخرون تركوا فراغا في أسرهم يصعب تعويضه.
  2. استثمر بعض الوقت والجهد في إعداد تقارير حول طرق المساعدة التي يقوم بها المجتمع للمتضررين، أكتب عن المبادرات الشبابية التي تتميز بنكران الذات، واجتهد في مساعدة النازحين والمرضى وغيرهم، وتابع نشر هذا النوع من التقارير خلال عملية الإصلاح والتأهيل، لتعطي الأمل للمجتمع.
  3. تذكر أن المجتمع أكبر بكثير من خبر انفجار عبوة ناسفة أو فيضان أو زلزال مدمر، ولا بد للتغطية أن تعكس ذلك.
  4. اطرح باستمرار أسئلة من نوع: ما الذي يحتاج الناس إلى معرفته؟ وما هي حدود التغطية؟

الصورة الرئيسية هي كاريكاتير بريشة الفنان عماد عبدالمقصود.