نصائح وتجارب لإنشاء حملات دفاع ناجحة على فايسبوك

Nov 21, 2018 in الإعلام الإجتماعي
الصورة حاصلة على رخصة على موقع traidnt

تعتبر الحملات من أهم الوسائل التي يستخدمها المدونون عبر تطبيق فايسبوك خلال السنوات الأخيرة للدفاع عن قضايا مهمة، وغالبًا ما تتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي من خلال تعبئة الرأي العام وخلق تيار جماهيري.

لقد اعتمد المدونون على مجموعة من الآليات والأسس التي ساعدتهم في انجاز حملاتهم بنجاح، من بينهم المدون مصطفى حسن مؤسس صفحة "خان جغان"، وقد تحدث عن تجربته لشبكة الصحفيين الدوليين، وكيف ساعده فايسبوك في إنشاء حملات مدافعة ناجحة معتمدًا على مجموعة من القواعد الأساسية أهمها:

1- إتقان صناعة المحتوى من الناحيتين الفنية واللغوية مع مراعاة تنوع المحتوى (الصور، الفيديوهات، البث المباشر) واختيار طرق سهلة ومتنوعة عند تقديمه إلى الجمهور.

2- إعداد فريق عمل متخصص مهمته التخطيط وبناء إستراتيجية العمل والمدافعة.

3- العمل وفق مهارات وأساليب متنوعة وبعيدة عن التكلفة.

4- دراسة الواقع البيئي للفئة التي تستهدفها الحملة والاهتمام بنقاط القوة ومراعاة ظرفي الزمان والمكان قبل إطلاق الحملة .

5- اختيار هاشتاغ واضح وبسيط ومقبول ومتعارف عليه مثل #خل_نتصافى #محو_الداعشية.

6- يمكن استخدام لوغو معين يتم وضعه على الفيديوهات والصور الخاصة بالحملة لضمان حقوق النشر.

 ومن أهمّ تجارب خان جغان الناجحة حملة "خل نتصافى" لنبذ العنف والدعوة للتسامح وقبول الآخرين وحملة "شكو بيها" الهادفة إلى الدفاع عن الممارسات الحياتية الطبيعية للبشر والتي قيدتها العادات والتقاليد لدواع غير مبررة.

كما أطلق المدونون العراقيون مؤخرًا حملة مهمة بعنوان #وصلت_حدها لرفض كل أشكال الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة العراقية مؤخرا وكذلك الاعتقالات التي طالت المتظاهرين وتضمنت الحملة  رسائل رفض للفساد الحكومي ودعوات جماهيرية لدعم  القيادات الشبابية العراقية.

أهمية  التمويل

أما المدون شجاع فارس مؤسس صفحة "الخوة النظيفة"، فقد أشار إلى أهمية اعتماد صفحات فايسبوك خلال عملها في مجال حملات المدافعة على مرتكزات مهمة أبرزها :

1- بناء شبكة تحالفات فاعلة تضم المدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان  والصحفيين المؤثرين في فايسبوك وتويتر .

2-  استخدام خطة تمويل "الإعلانات الممولة" وتنظيمها بما يتناسب مع مضمون الحملة من ناحية الفئة المستهدفة والعمر والمنطقة وباقي التفاصيل ولا يمكن مطلقا استخدام التمويل بشكل عبثي أو عشوائي.

ويرى فارس أنّ ابرز الصعوبات التي قد تواجه الصفحات الفعالة هي هجمات الإبلاغ الالكترونية التي يشنها معارضو الحملة التي قد تهدد مصالحهم، ولذلك يؤكد على أهمية إعداد خطة عمل محكمة تحدد المخاطر والتهديدات وتضع حزمة إجراءات احترازية استباقية.                                                           

الحملات ذات الطابع الإنساني

من جانب آخر، يقول المدون احمد الشيباني وهو مسؤول في صفحة "جاي وخبز": "أثبتت التجربة أنّ حملات المدافعة ذات الطابع الإنساني هي الأكثر نجاحا عبر فايسبوك لأنها الأكثر إثارة لمشاعر الجمهور".

وكانت صفحة "جاي وخبز" قد نجحت في مساعدة  قرية الغجر في الديوانية من خلال تبني حملة مدافعة أطلقتها بعنوان "الغجر بشر" للمطالبة بحق الأطفال في التعليم  ومساعدة أهالي القرية بالاغذية والملابس.

ويرى الشيباني أنّ مثل هذه الحملات مهمة جدًا في تغيير السلوك النمطي العنيف للمجتمع باستخدام الصور المؤثرة ومقاطع الفيديو القصيرة والتقارير الإعلامية عبر القنوات الفضائية وكذلك استخدام ميزة البث المباشر عبر فايسبوك للحديث مع الجمهور وإقناعهم، مشيرًا إلى أهمية التخطيط قبل إطلاق حملة المدافعة عبر الصفحة من خلال تحديد الهدف من الحملة وإمكانية تحقيقها والوسائل المتاحة لانجازها وتحديد الحلفاء والشركاء واهم شيء بحث إمكانية تحقيق الأهداف على ارض الواقع.

أول حملة مدافعة عن الحقيقة

"التقنية من اجل السلام" هي صفحة عراقية بذلت جهودًا كبيرة للدفاع عن الحقيقة والكشف عنها عبر فايسبوك، ويعمل مؤسس الصفحة بحر جاسم مع فريقه على كشف الأخبار الكاذبة والمزيفة والمفبركة وتتبعها وبعد التأكد من مصادرها يقدمها الى الجمهور مسندة  بالأدلة.

ويقول جاسم إنّ الجمهور يساهم بنشر الأكاذيب والشائعات وفي اغلب الأوقات لا يعلم حقيقة ما ينشره  ولا يدرك خطورة موقفه وللأسف فإنّ المهتمين بالحقيقة ومعرفتها اقل من الجمهور الذي ينشر الأخبار الكاذبة ويصدقها.

ويرى جاسم أنّ التقنية من اجل السلام نجحت في حملتها من خلال اعتمادها على عدة عوامل أهمها :

1- نوعية العمل وأسلوبه المميز (بسيط، مختصر، مفيد).

2- المصداقية العالية في التعامل مع الأخبار والجمهور .

3- وجود شبكة من الحلفاء والأصدقاء لمشاركة أخبار الصفحة ونشرها.

4- مواكبة الأحداث والجدية في التعامل مع مختلف الأخبار .

5-وجود موارد مالية ويمكن تحقيقها بطريقتين:

1-  تبرعات الجمهور .                                        

2-مبيعات الصفحة مثل المفكرات والساعات والأقلام وغيرها.

 يذكر أنّ العديد من صفحات فايسبوك حققت منجزات ومكاسب إنسانية كبيرة من خلال تعبئة الرأي العام والضغط على أصحاب القرار، وبهذا فإنها تفوقت وبشكل كبير على جميع وسائل الإعلام التقليدية في تبني حملات المدافعة المتنوعة والناجحة.