نصائح في "الإعلام الحربي".. خبرات من واقع الميدان في العراق

by حيدر إنذار
Oct 30, 2018 in إشراك الجمهور

دخلت صحافة الحرب في الشرق الأوسط وتحديداً في الدول العربية بقوة، وازدادت بعد توسّع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام، والمعروف بـ"داعش".

فبعد سيطرة التنظيم على أراضي واسعة من العراق وسوريا في حزيران/يونيو من عام 2014، كان لابد من الخوض في غمار هذا الميدان وخبراته. فقد فقد كثير من الصحفيين أرواحهم أو أصيبوا نتيجة قلة الخبرات وعدم المعرفة في ميدان الحرب وتغطية المعارك في الخطوط الأمامية وكانوا هدفا بسيطا لعناصر التنظيمات الإرهابية والمسلحة.

وهنا سنورد بعض النصائح من واقع الميدان وعمق التجربة لكبار الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي عملت في الخطوط الأمامية مع القوات العراقية:

المراسل الحربي لقناة سكاي نيوز عربية حيدر الأسدي، الذي قام بتغطية أغلب معارك تحرير محافظة نينوى ومدينة الموصل شمال العراق برفقة القوات العراقية، يقدم بعض النصائح من واقع ميداني فيقول "إن تجربة تغطية الحرب ضد داعش في العراق جعلتني أكتسب خبرة كبيرة مكنتني من أن أضع من خلالها بعض التوصيات والنصائح للصحفيين والمراسلين الحربيين للاعتماد عليها مستقبلاً في مجال تغطية الحروب والنزاعات المسلحة".

النصائح:

1-معدات السلامة والأمان:

أهم شيء يجب أن يرافق الصحافي في تغطية الحروب ضد جماعات مسلحة لا تتورع عن استخدام كل شيء في مجال التفخيخ والقنص، هي معدات السلامة والأمان، ونقصد بها، (الدرع أو السترة الواقية - الخوذة الواقية - عدة الاسعاف الأولية).

2- الخطة:

وضع الخطة الدقيقة والمناسبة من قبل القناة والفريق المتوجه إلى الميدان قبل التحرك إلى مواقع القتال وتشمل:

      أ‌-        الطريق الذي ستسلكه عربات فريق التغطية.

      ب‌-      مرافقة القوات الأمنية وعدم التحرك من دونها سيما في المناطق غير المأهولة بالسكان أو التي نزح منها سكانها.

      ت‌-      عدم الدخول إلى مواقع العمليات الحربية بسيارات غير مصفحة، وإلا ستكون هدفا سهلا.

      ث‌-      عدم التحرك بسيارة واحدة ضغطاً للنفقات وانما على الأقل بسيارتين لمواجهة عطب أو تعرض احدى السيارات لهجوم ليتم نقل فريق العمل في السيارة الأخرى.

      ج‌-       اصطحاب مؤن غذائية كافية تسمح للبقاء في العراء لمدة أسبوع واحد على الأقل لكامل فريق التغطية.

3- البث المباشر (sng)

ويضيف الأسدي، أن التعامل مع الميدان يتطلب حذراً كبيراً اذ لا يمكن ان يقوم المراسل بنصب معداته خصوصاً جهاز البث الفضائي (sng) قبل استطلاع المكان وتأمينه من قبل القوات العسكرية.

 وهنا كانت لدي شخصياً والكادر المرافق لي تجربة مريرة عندما تعرضت على الهواء مباشرةً لإطلاقات من قبل قناص كان يختبئ في منطقة وادي حجر في الجانب الأيمن من الموصل ونجانا الله من ذلك الحادث.

4- إحذر مصائد المغفلين

لا يجب السير في طرقات لم تستطلعها القوات العسكرية كون التنظيمات الإرهابية والمسلحين عمدوا إلى تفخيخ المنازل والطرقات وحتى الأحجار ويطلقون عليها تسمية (مصائد المغفلين)، ولا يجب الاقتراب من أي جسم غريب أو جثة أو حتى النازحين الذين يفرون من مواقع القتال لاندساس الانغماسيين بينهم.

5- التنسيق قبل الإنطلاق

يجب التنسيق مع القوات والجهات الأمنية لتسهيل عمليات الدخول والخروج إلى مواقع القتال.

6- GPS

لا تتحرك باتجاه أي موقع للقتال ما لم تكن مراقبة بأجهزة تحديد الموقع (GPS) وعمل تحديث عليه مع القناة أو المؤسسة التي تعمل بها من ساعة الخروج في واجبك المهني من المكتب إلى حين الرجوع إليه.

مرصد الحريات الصحفية(JFO)  يقدم نصائح للصحفيين الحربيين في حال وقعوا في الأسر بيد جماعة مسلحة أو تنظيم إرهابي، ويقول مدير المرصد زياد العجيلي:

A-  على الصحفي أن يكون ماكراً في حال وقع بالأسر بيد أي تنظيم مسلح، ويحاول أن يقنعهم في حال كان الصحفي غير معروف، بأن يستعار اسم صحفي مقرب من هذه المجموعة ويدعي أنه منسجم مع أيدلوجية الفصيل للحفاظ على حياته قدر الامكان.

B-  عليه ان يغير هاتفه الذكي بهاتف (غبي) ويستخدم شريحة جديدة للاتصال، لكيلا يتمكن الفصيل أو المجموعة المسلحة من التوصل الى أي معلومات قد تؤدي بحياة الصحفي.

C-  عمل بحث (Search) عن الشخصيات المساندة والقريبة ايديولوجيًا مع الفصيل أو المجموعة المسلحة التي تقاتل في المكان المتوجه إليه ويذكر لهم بعض هذه الأسماء في حال وقع بالأسر.

D- يجب عليك معرفة الفصيل أو الجماعة المسلحة التي تقاتل في المنطقة أو المدينة لتغطية المعارك فيها ويجب ان ترجع في ذلك للخبراء والباحثين في الجماعات المسلحة للتزود بالمعلومات الكاملة قبل الانطلاق.

E-   في حال وقع الصحفي في الأسر، على المؤسسة التي يعمل لصالحها أن تستعين بخبراء في مجال التفاوض مع الجماعات المسلحة للحفاظ قدر الإمكان على حياة الصحفي.

مراسل الوكالة الفرنسية في العراق عمار كريم، الذي غطى معارك الفلوجة والأنبار والموصل يورد بعض النصائح العامة للصحفيين:

نصائح عامة:

·     لا تندفع بحماسة داخل الميدان في تغطيتك للمعارك فإنها ستولد الارباك لك وعدم التركيز وربما تؤدي إلى إصابتك أو فقدانك لحياتك.

·      تذكر دائما أن سلامتك وسلامة الفريق المرافق لك أهم من أي قصة أو صورة تلتقطها كامرتك وهي لا تستحق المجازفة.

·      اتبع نصائح القادة الأمنيين وإلتزم بتعليماتهم قبل الإنطلاق بأي واجب.

·     جهز معداتك قبل الانطلاق وتأكد من أن كل شيء يعمل بصورة جيدة.

الصورة الأساسية من الموصل لـحيدر الأسدي.