يلجأ العديد من الصحفيين خاصة المبتدئين منهم إلى شبكات التواصل الاجتماعي بحثاً عن وظيفة، أو يأخذون المبادرة ويقومون بالاتصال مباشرةً بالمؤسسات الصحفية بحثاً عن فرصة عمل أمّا أحياناً أخرى يتناقلون أخباراً متناثرة عن وظائف خالية، جزء كبير منها غير موثوق فيه ولا يتمتع بالحدّ الأدنى من المعلومات التي تدفع الصحفي إلى إرسال سيرته الذاتية أو ملء بيانات في طلب الالتحاق بالوظيفة.
تلقّف هذه المشكلة الصحفي ومخرج الأفلام التسجيلية رضا فايز وحاول معالجتها من خلال مبادرة أطلق عليها اسم Recruit Media بالإنجليزية، لتصبح همزة الوصل بين المؤسسات الإعلامية والصحفيين الباحثين عن فرص للتوظيف.
أجرت شبكة الصحفيين الدوليين حواراً مع رضا فايز للحديث معه عن المبادرة والتقدّم الذي احرزته هذه الأخيرة منذ انطلاقها في أواخر 2012 وحتى الآن.
بدأ فايز حديثه عن سر تسمية مبادرته بـ Recruit Media قائلا:" الاسم مكوّن من شقين Recruit وهي المقطع الأول من كلمة "recruitment" أي توظيف باللّغة الانجليزية، والشق الثاني Media .
أما فكرة لوجو المبادرة فهو يحتوي اسم المبادرة Recruit Media وفي نفس الوقت علامة REC التسجيل في الفيديو أو المسجل وهي من الأدوات الرئيسية التي يستخدمها أي صحفي.
وعلّق قائلاً عن سبب اتجاهه لإطلاق مبادرة لتوظيف الصحفيين بالتحديد: "أنا مهتم بجانب عملي كصحفي ومخرج أفلام تسجيلية أن يكون لي إسهام في مبادرات تنموية تهتم بالعنصر البشري لأني مؤمن بأنّه الأهم خاصة في الإعلام. ومؤخّراً وجدت أنّ هناك نقص في تسهيل عملية توظيف الصحفيين، ومن هنا انطلقت المبادرة كمنصة يديرها أشخاص موظفون مهمتهم البحث عن فرص عمل في مجال الإعلام وإدخالها على الموقع وفق قواعد مُعدّة سلفاً.
ويشير فايز أنه ومنذ انطلاق المبادرة قد وجدوا استجابة من الصحفيين- وكانت مفاجأة بالفعل بالنسبة له- كما حازت المنصّة على ثقة العديد من المؤسسات الاعلامية التي تُرسل فرص التوظيف لديها إلى المبادرة، على الرغم من قول فايز أنّه لم يضع أي اعلان مدفوع عن المبادرة منذ إنشائها وحتى الآن، وهو يعتمد بشكل كامل على شبكات التواصل الاجتماعي لتسويق الفكرة وضمان انتشارها للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف في مصر.
أمّا بالحديث عن مصادر تمويل المبادرة، قال فايز "حتى الآن المبادرة ممولة من خلال شركتي الوكالة للإعلام والفنون، التي تعدّ مبادرة Recruit Media هي أولى المبادرات التي تنفذها الشركة ، لكن حالياً يتم مخاطبة مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية لدعم المبادرة حتى تستطيع الاستمرار".
وتابع فايز "هناك مشروعين آخرين تحت التنفيذ الأول يستهدف إعداد كوادر إعلامية من خلال مركز تدريبي يشبه نموذج مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، والمشروع الثاني هو شبكة تسجيلي وهي عبارة عن قاعدة بيانات تضم معلومات عن الأفلام التسجيلية العربية وصناعها، وقد بدأ بثها التجريبي مؤخراً.
ويشرح فايز الطريقة التي تعمل بها المبادرة في انتقاء فرص التوظيف التي تنشرها قائلا: "تتواصل المبادرة مباشرة مع المؤسسات الإعلامية التي تعرض فرص التوظيف، ووضعنا سياسة نتبعها بما يخصّ الأخبار، فيجب أن تكون موثّقة وجديدة وقادمة من مؤسسات إعلامية معروفة (مستوى "أ" و"ب") فقط، لكن لا نتعامل مع مؤسسات (الدرجة الثالثة) ولا ننشر إعلاناتها لتلافي المصداقية في بعض الأحيان أو لوجود شبه غش وعدم جدية في الفرص التي تطرحها".
وأرجع فايز السبب في أن التقديم للوظائف يتم عبر موقع المبادرة بعد إنشاء حساب خاص للمتقدّم على الموقع بدلاً من التواصل مباشرةً مع الجهة المعلنة عن الوظيفة، ويبقى الغرض هو ربط الصحفيين بالموقع نفسه والتمتع بالمميزات التي يوفرها إنشاء حساب، كأن يرسل الموقع إلى المشترك وعبر بريده الإلكتروني آخر الوظائف والفرص المتوفّرة من دورات تدريبية أو غيرها.
ويؤكّد فايز أنّ نسبة عدم جدية الفرص التي نشرتها المبادرة حتى الآن هي نسبة ضئيلة جداً لا تتخطَى 1%، مع ملاحظة أن العاملين في المبادرة يطبقون معايير صارمة في التحقق من الوظيفة والجهة المعلنة.
وتعليقاً على تساؤل حول مستقبل مبادرة Recruit Media ومشاريعها القادمة فأجاب، "نستهدف في المرحلة القادمة ربط التوظيف (فرص العمل) بالتدريب عن طريق إقامة تدريبات بواسطة منح ترعاها مؤسسات إعلامية. يضاف إليها الانتقال إلى مرحلة تالية عبر المساهمة في "تعليم الصحفيين" من خلال نشر السير الذاتية للصحفيين الكبار ليكونوا بمثابة نماذج للصحفيين المبتدئين والخريجين الجدد لاقتفاء آثرهم، وللتوسيع من دائرة الجمهور المستهدف.
فعلى الرغم من أن مصر محطة تركيز واسعة وجمهور كبير إلى أن المبادرة تخطط قبل نهاية هذا العام إلى نشر محتوى يستهدف الصحفيين من جميع الدول العربية.
لمتابعة أخبار المبادرة على موقع فيسبوك، انقر هنا. لزيارة الموقع الالكتروني للمبادرة، انقر هنا.
تمّ التقاط الصورة من قبل خليل سلّوم.