تضيء هذه السلسلة على واقع الصحافة في عدة دول عربية خلال الأعوام القليلة الماضية. وتستذكر السلسلة بجزئها الثاني أسماء أبرز الإعلاميين والصحفيين المصريين الذين قضوا، كما وتدرج نبذة مقتضبة عن آخر الإعلاميين الذين سقطوا ضحايا أثناء تغطياتهم الصحفية.
تهدف مدونة شبكة الصحفيين الدوليين، عبر هذه السلسلة، إلى تكريم وتقدير كل صحفي قُتل او اعتقل خلال تأدية واجبه المهني، وإلى تسليط الضوء على الأخطار المحدقة بمهنة الإعلام.
من مذكرات الصحافة العربية (2) مصر: صحفيون قدّموا أرواحهم وحريتهم
اعتبر تقرير خاص للجنة حماية الصحفيي أن الدول الثلاث الأكثر خطراً على حياة الصحفيين حول العالم في العام ٢٠١٣ كانت العراق وسوريا ومصر. ومنذ العام 1994 حتى 2010 لم تشهد مصر مقتل أي صحفي، مع العلم أن صحفيين اثنين فقط قُتلا خلال التسعينات أحدهما عام 1992 والثاني عام 1994، بحسب لجنة حماية الصحفيين.
واستناداً للمصدر ذاته، فقد قُتل عشرة إعلاميين في مصر منذ العام ٢٠١١ حتى نهاية شهر نيسان أبريل الفائت، ٦ منهم قُتلوا في العام ٢٠١٣. وتعدّ وتيرة القتل هذه من أبرز أسباب إدراج مصر على قائمة الدول الأشد خطراً على حياة الصحفيين، خاصة وأن ثلاثة صحفيين كانوا قد قُتلوا في يوم واحد خلال تغطيتهم للأحداث السياسية المصرية في الرابع عشر من آب أغسطس الماضي.
تكريماً لهؤلاء الصحفيين نتعرّف إلى بعض منهم في ما يلي:
١) ميك دايان، مصوّر، سكاي نيوز
قُتل ميك في الرابع عشر من آب أغسطس الفائت أثناء تغطيته لأحداث ميدان رابعة العدوية. وكان ميك قد عمل مع سكاي نيوز لخمسة عشر عاماً في واشنطن والقدس وأخيراً في القاهرة. رئيس تحرير الشؤون الدولية في سكاي نيوز تيم مارشال قال،"لقد مات ميك أثناء قيامه بالمهمة التي أبدع فيها لعقود."
٢) أحمد عبد الجواد، مراسل، جريدة الأخبار وقناة مصر ٢٥
قُتل أحمد في الرابع عشر من آب/ أغسطس الفائت في مدينة النصر في القاهرة. وكان أحمد مراسلاً لجريدة الأخبار المصرية ومديراً للتحرير في في قناة مصر ٢٥ الفضائية.
٣) مصعب الشامي، مصوّر، شبكة رصد الإخبارية
قُتل مصعب في الرابع عشر من آب/ أغسطس الفائت في القاهرة في أحداث ميدان رابعة العدوية.
٤) تامر عبد الرؤوف، مدير مكتب محلي، صحيفة الأهرام
قُتل تامر في التاسع عشر من آب أغسطس الماضي في مدينة الدمنهور. وكان تامر يشغل منصب مدير مكتب صحيفة الأهرام في محافظة البحيرة، وقد أصيب في حادثة موته مدير مكتب صحيفة الجمهورية في المحافظة ذاتها الذي كان برفقته.
٥) ميادة أشرف، مراسلة، جريدة الدستور
عن عمر ٢٣ عاماً، قتلت ميادة أثناء تغطيتها للنزاع الداخلي المصري في الثامن والعشرين من آذار مارس الفائت في منطقة عين شمس. وإثر وفاتها، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لميادة تحمل فيها رسالة للإعلامي حسني أبو ضيف، وهو مصوّر كان قد قتل في وقت سابق، مضمونها، "الكاميرا لا تزال في أيدينا يا حسني ومكملين إن شاء الله."
المخاطر التي يتعرّض لها الإعلاميون في مصر طالت أيضاً حريتهم، حيث أن أكثر من ٦٥ إعلامياً تعرّضوا للاعتقال في الفترة ما بين تموز 2013 إلى نيسان/ أبريل 2014. وبحسب منظمة مراسلين بلا حدود، فإن عدد الصحفيين الذين لا يزالون قيد الاعتقال يقتصر على سبعة عشر. ومن أبرز هؤلاء مراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي المضرب عن الطعام منذ كانون الثاني يناير الماضي.
بقي أن نشير أن ميادة أشرف هي الصحفية الأنثى الوحيدة التي راحت ضحية الأحداث المصرية، وقد تصادف يوم موتها مع تبني لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لقرار يشدّد على أهمية دور الإعلاميين في تغطية المظاهرات وضرورة تأمين الحماية اللازمة لهم من قبل السلطات.
من مذكرات الصحافة العربية (٢) تحث شبكة الصحفيين الدوليين قراءها على إرسال أسماء ونبذة عن الإعلاميين والإعلاميات الذين تضرروا أثناء قيامهم بمهامهم الصحفية، وذلك استكمالاً لمبادرة الشبكة المتواضعة في تقدير جهودهم.
الصورة لرامي رؤوف على موقع فليكر.