أصبحت التكنولوجيا والصحافة التفاعلية جزءًا مهمًا في العمل للصحفيين/ات حول العالم، ومع تطور التكنولوجيا الرقمية تغيّر مفهوم الإعلام الجماهيري الذي ينقل القصص عبر المحتوى الرقمي المكتوب، وأصبح شاملًا يحتوي على النص المكتوب، والصوت والصورة والانفوجرافيك والرسومات ومختلف أنواع الوسائط المتعددة التي تعطي المحتوى مزيدًا من الجاذبية والتفاعل، وكان لها دور كبير في استقطاب الجماهير.
لذا كان من المهم معرفة كيفية استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في السرد القصصي، وهذا ما تمحورت حوله إحدى الورش التدريبية التي حملت عنوان "السرد القصصي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي" ضمن فعاليات المخيم التدريبي الذي أقامه مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، وذلك لتزويد المشاركين/ات في البرنامج بتقنيات حديثة للسرد القصصي تساعدهم على تقديم محتوى شامل وجذاب ويحمل بصمة إبداعية بتقنيات حديثة تواكب التطور الرقمي.
قدمت الورشة الصحفية السورية هديل عرجة التي شاركت في تأسيس مؤسستين إعلاميتين مستقلتين، وهما يد صغيرة Tiny Hand، وFrontline in Focus. وتقوم المؤسستان باستخدام السرد المرئي للقصص لإعداد التقارير عن الأطفال في مناطق النزاع وتغطية القصص الإنسانية في مناطق النزاع، إضافةً إلى الاستعانة بمجموعة واسعة من الوسائل التكنولوجية لتضفي جاذبية للقصص، سعيًا نحو إيصال الأخبار المتعلقة بالكوارث والصراعات للقراء. كما تدربت عرجة في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين في دورة العام 2020-2021.
استهلّت هديل الجلسة بالتعريف بالواقع الافتراضي في السرد القصصي، موضحةً أنّه خلق واقعًا موازيًا للمشاهد يمكنه من أن يكون جزءًا من الصورة الافتراضية.
أهمية الواقع الافتراضي
تحدثت عرجة عن أهمية الواقع الافتراضي في السرد القصصي الذي يمنح المشاهد تجربة مختلفة تجعله أكثر ارتباطًا بالقضايا الشائكة. كما يساهم العمل على تناول القصة الصحفية من زوايا مختلفة في تفاعل المشاهد وخصوصًا الجيل الجديد. وأكدت أهمية تغيير النمط في استخدام القضايا، والتحوّل من الطريقة الكلاسيكية إلى الطريقة الحديثة التي تعمل على خلق تأثير للقصة يساعد في مشاركة المحتوى، ويكون له تأثير لدى المجتمع مما يساعد على خلق جيل جديد لمتابعة القصص الصحفية من زوايا مختلفة، وهذا الأمر يساعد في جذب الجهات المانحة، بحسب عرجة.
التقنيات الحديثة
أشارت هديل إلى ارتفاع نسبة استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في السوق العالمي والذي يزداد بمعدل سنوي يصل إلى 45%، مما يساهم في تطوير الأدوات والتقنيات، حيث توجد شركات كبيرة يصب اهتمامها في تطوير التقنيات والأدوات لتصبح جزءًا من حياتنا. ويستخدم حوالى 171 مليون شخص في العالم هذه التقنيات، إلا أنّ وسائل الاعلام بقيت متراجعة في الدخول في هذا المجال.
أنماط القصص
عرفت هديل أنماط قصص الواقع الافتراضي، موضحةً أنّ القصة البسيطة هي التي يتم استخدام أدوات وتقنيات بسيطة وعادية وغير مكلفة لإعدادها، أمّا القصة التفاعلية فهي التي تعمل على "VR" وهي أكثر تكلفة.
خطوات قبل التصوير
شرحت عرجة بعض الخطوات التي يجب الالتزام بها قبل البدء في عملية التصوير والتي يجب أن نكون مدركين لها حتى لا تفقد القصة قيمتها، والتي تتمثل في:
- تحديد الجمهور المستهدف.
- المواضيع الأكثر اهتمامًا لدى الجمهور.
- المنصة المستخدمة لعرض القصة.
- المونتاج والتصوير.
- الترويج للقصة.
وشددت على أهمية هذه الخطوات والتركيز على بعض التفاصيل وكيفية بناء القصة من الناحية التقنية لتسهيل مشاهدتها، مع مراعاة الربط الجيد مع المشاهد، وكيف يمكن تسهيل مشاهدة الفيديوهات بدون تعقيدات من خلال نشرها في مواقع تسهل متابعتها من خلالها، وتكمن مهمة الصحفي في لفت انتباه المشاهد لتفاصيل مهمة وتحديد آلية التصوير.
كما لفتت عرجة إلى أنّ الترويج للقصة يعدّ من أبرز الأمور التي تساهم في إيصال القصة إلى الجمهور وخلق أكبر تأثير ممكن. كما يساهم الترويج في في الوصول للمانحين. ويجب التركيز على بطل القصة حتي لا تفقد القصة قيمتها، ويمكن استخدام مؤثرات صوتية خارجية في عرض القصص حتى تعطي انطباعًا وتأثيرًا أكبر، ويمكن استخدام برامج مثل "أدوبي" وبرامج أخرى.
القصة المؤثرة
أوضحت هديل أنه من الممكن جعل القصة مؤثرة، من خلال احتوائها على الطابع الإنساني، واختيار المكان الذي يجب أن يحتوي على تفاصيل كثيرة بحيث يشعر المشاهد أنه بالفعل في ذلك المكان وتجعله يعيش القصة. ومن المهم كتابة القصة بطريقة بسيطة وواضحة ومباشرة.
أمور يجب مراعاتها أثناء التصوير
كما تطرقت عرجة إلى بعض النقاط التي يجب مراعاتها خلال عملية التصوير و تتمثل في:
- منح المشاهد المساحة والحرية في التنقل.
- الكتابة على الشاشة والتعليق الصوتي.
- توجيه انتباه المشاهد.
- أن يكون للمحتوى رسالة قوية وواضحة.
أكدت هديل أنه من خلال تجربتها وفريق Frontline in Focus باستخدام البث المباشر بتقنية VR، استطاعوا مساعدة الكثير من الصحفيين في الوصول إلى المناطق التي يصعب عليهم الوصول إليها واستكمال تحقيقاتهم، وأنّ هناك العديد من الصحفيين المهتمين في التواجد في مكان الأحداث للعمل على إنجاز تحقيقاتهم أو كتابة قصص صحفية، ومن خلال هذه التقنية استطاعوا تقديم محتوى مختلف من خلال الفيديوهات أو مساعدة الصحفيين في التواجد الافتراضي في مختلف المناطق التي يصعب الوصول إليها.
الصورة الرئيسية من صفحة Frontline in Focus.