كيف تواجه الصحفيات الفلسطينيات الابتزاز الالكتروني؟

Nov 21, 2022 in السلامة الرقمية والجسدية
صورة تعبيرية

بعد تعرّضها للابتزاز الإلكتروني مؤخرًا، خرجت الصحفية الفلسطينية مشيرة الحاج عن المألوف في تعاطيها مع تجربتها، حيث أعادت نشر الصورة التي يبتزها بها "الهاكر" بعدما سرقها من حساب والدتها وكانت فيها بدون حجاب، علمًا أنها محجبة. 

كانت هذه رسالة قوية للمُبتز، بأنها لا تخاف من شيء، وقدمت شكوى رسمية بما حدث معها لدى الأمن الداخلي للحكومة؛ لتكتشف حين الوصول للمُبتز بأنه يمتهن الابتزاز وقد ابتز العديدات قبلها، وقد لاقت الصحفية الدعم الكافي من عائلتها وأصدقائها خاصةً على فيسبوك بالتبليغ عن صفحة المُبتز وإغلاقها. 

تجربة الصحفية مشيرة تمثل رسالة لضحايا الابتزاز الإلكتروني من النساء والصحفيات خاصةً، مفادها أنّ المواجهة هي الحل، والصمت ليس من الخيارات الجيدة التي قد تقود لانتهاء تجارب الابتزاز معهن ومع غيرهن. 

طُرِحت هذه التجربة في ورشة عمل نظّمتها مؤسسة فلسطينيات بعنوان "الصحفيات الفلسطينيات في مواجهة الفضاء الرقمي"، والتي غطّتها شبكة الصحفيين الدوليين. 

في هذا السياق، تشير إحصائية أصدرتها دائرة مكافحة الجريمة الالكترونية بقطاع غزة، في بداية العام 2022 إلى تسجيل نحو 5000 قضية جرى إنجازها منذ العام 2021، 10% منها جرائم الكترونية، و20% جرائم ابتزاز، و70% جرائم تشهير واختراق أنظمة. 

قابلنا الصحفية والباحثة هداية شمعون، التي أوضحت أنّ إشكاليات الإعلاميات مع الإعلام الرقمي تتمثل في نقاط أساسية: 

  1. إشكالية الوعي والثقافة: حيث حاولت الإعلاميات الفلسطينيات الوصول للمعلومات والثقافة عن طريق الانفتاح رقمياً على العالم، لكنها تبقى جهودًا فردية وغير كافية للنهوض بتجربتهن الإعلامية رقمياً. 
  1. إشكاليات الهوية للإعلاميات الفلسطينيات: ساهم الانفتاح الإعلامي في فرز فئتين من الإعلاميات، فمنهن من استثمرت ذلك في الحصول على معلومات وبيانات ومعرفة أكثر تخصصًا، وأصبحن ملهمات يسعين للتغيير والتعبير عن قضاياهن وقضايا مجتمعاتهن، والفئة الأخرى لم تستطع الاستفادة من هذا المخزون. 
  1. إشكاليات التهديدات وانعدام الخصوصية الرقمية: واجهت الإعلاميات هذه الانتهاكات ضدهن وضد محتواهن الرقمي، على مدار الأعوام الماضية كانت أسوأها في العام 2021، وتمثلت في العنصرية الرقمية وخطاب الكراهية والتحريض على العنف والمراقبة والملاحقة والتتبع والتهديد. 
  1. الأعراف الاجتماعية وعصر الإعلام الرقمي: أشار تقرير البنك الدولي حول النوع والتكنولوجيا إلى مفارقة أساسية مفادها أنّ "الأعراف الاجتماعية لا تتغير بتغير التكنولوجيا بشكل سريع"، ومن هنا نجد أن ثمة فجوة في الاستخدام بين الذكور والإناث في مجال التكنولوجيا الرقمية.

من جهة أخرى، أشارت العديد من الدراسات إلى قدرة المجموعات النسوية المنتشرة عبر سياقات المجتمع الرقمي على التشبيك عبر مستويات عديدة؛ لمناقشة قضايا المرأة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وصولًا إلى الصعيد المحلي. 

وتُضيف شمعون: "هناك إشكاليات أكثر تعقيدًا نجدها لدى الإعلاميات الفلسطينيات وتحديدًا في قطاع غزة وعليه فإنه من المتوقع أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل المؤسسات والنقابات والتجمعات الإعلامية بضرورة أن يوضع على طاولة النقاش"، وتُوضح التالي:  

  •  تتعرض المؤسسات الصحفية في جميع أنحاء العالم لاضطرابات غير مسبوقة في نماذج العمل وذلك مع الصعود المتواصل لتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، ومن المطلوب فحص تأثيرات الأمر علينا في فلسطين بحثيًا وواقعيًا.
  • تفعيل التشبيك والتواصل بصورة أكبر وأعمق، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واستثمار ذلك مع الإعلاميات عربياً ودولياً ونقاش قضاياهن ورؤيتهن المستقبلية.
  • فحص ما الذي يمكن القيام به من أجل التمكين الاقتصادي الرقمي للإعلاميات، والتمكين السياسي والاجتماعي.

من جهته، يقول يامن زقوت، وهو مختص في الأمن الرقمي في حديث مع شبكة الصحفيين الدوليين: "ذات يوم استيقظنا على خبر وجود برنامج اخترق أكثر من 50 ألف هاتف محمول، معظم هذه الهواتف للصحفيين، وذلك يرجع لأن الصحفيين/ات هم كنز معلومات تحتاج إلى حفظ بطريق رقمية آمنة". وشدد زقوت على أنّ "الأمان الرقمي ليس منتجًا نشتريه، بل هو سلوك نعتاده خاصة بالنسبة للصحفيين والصحفيات، وليس برنامجًا مضادًا للفيروسات، بل هو سلوك واعٍ وسليم وهو أكبر حصن وقائي وجدار الحماية". 

وقدم الخبير في الأمن الرقمي عددًا من النصائح للصحفيين والصحفيات: 

  1. فتح مواقع موثوقة، وعدم فتح روابط غير معروفة من جهات مجهولة المصدر، سواء عن طريق الإيميل أو أي تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي. 
  1. حفظ نسخة احتياطية دائمًا من الملفات والصور المهمة بشكل دوري. 
  1. استخدام خاصية التحقق الثنائية بخطوتين.
  1. قفل وإعادة تشغيل جهاز اللابتوب والهاتف الذكي ولو لمرة واحدة يومياً، فهذه من شأنها تعطيل أي تتبع على البرامج.
  1. فحص الجهاز بصورة دورية وحذف البرامج غير المهمة وغير المستخدمة.
  1. قراءة شروط الخدمة عند تنزيل البرامج والتطبيقات، خاصةً ما يتعلق بالأذونات التي تسمح للبرامج الوصول لها على جهازك.
  1. نصيحة خاصة للصحفيين والصحفيات، على كل منهم امتلاك هاتفين ذكيين، واحد للاستخدام الطبيعي والعادي، والآخر فقط للعمل، والخاص بالعمل لا تضع به شريحة للاتصال ويفضل ألا يحتوي على بعض التطبيقات من أجل حماية المصادر والبيانات والأعمال الصحفية. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كريستينا.