كيف يستفيد الصحفي من مبادرات مراقبة الأداء الإعلامي

by Alyaa abou shahba
Oct 30, 2018 in مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة

ظهرت مبادرات عربية هدفها متابعة وتقييم أداء وسائل الإعلام سواءً المرئي أو المكتوب، بهدف الإرتقاء به، والتشجيع على الالتزام بالمعايير المهنية من دقة ومصداقية، وهو ما رصدته شبكة الصحفيين الدوليين وتعرض كيفية الإستفادة منه في رفع مستوى أداء الصحفيين.

إعلاميون مراقبون

الرقابة الذاتية على الإعلام بمعنى أن يراقب نفسه بنفسه من خلال العاملين فيه من أجل تقييم الأداء والعمل على الإرتقاء به ليقوم بدوره على الوجه الأمثل؛ من أجل ذلك تأسست مجموعة "إعلاميون مراقبون" وهي بمثابة مرصد أسسه مجموعة من العاملين في مجالي الصحافة والإعلام، ومؤخراً أصدرت المجموعة تقريرها الأول وبصدد إصدار الثاني.

المجموعة بدأت عملها في أواخر عام 2013، وأصدرت تقريرها الأول في كانون الثاني/ يناير 2014. قال عامر الوكيل، وهو إعلامي مصري، صاحب فكرة مجموعة "إعلاميون مراقبون" في لقائنا معه أنه طرح فكرة تأسيس المجموعة على عدد من زملائه من المهتمين باحترام قواعد مهنة الصحافة والإعلام؛ تجنباً لفقد المواطن ثقته في وسائل الإعلام، على أثر ذلك تحمسوا جميعاً، وهم 10 مؤسسون الآن.

تهدف المجموعة إلى كشف مخالفات الإعلاميين، الذين يقدمون مضامين إعلامية تشمل الترويج لمعلومات غير صحيحة تفتقد إلى الدقة، ما يؤدي إلى تضليل المجتمع دون مراعاة لأي قواعد مهنية، إلى جانب محاولة توعية الجمهور المتلقي.

تتضمن التقارير الصادرة عن "إعلاميون مراقبون" تحليلاً لمضمون المواد الصحفية، وهو ما يهدف كما أوضح عامر الوكيل إلى تحقيق الإستفادة لشباب صحفيين وإعلاميين لأن التقارير تتضمن شرح وتوضيح لما تم تجاوزه من معايير، كما تعتبر التقارير توثيقاً لما يقع من انتهاكات.

تعمل المجموعة بالتمويل الذاتي من أعضائها، ويخطط أفرادها إلى تحويل التقارير الصادرة عنهم إلى مواد بصرية مرئية تبثّ على يوتيوب.

لفت عامر الوكيل إلى أبرز المخالفات التي رصدتها مجموعة "إعلاميون مراقبون"، والتي تمثلت "بالتحريض على العنف والكراهية، والتهديد المباشر لأشخاص بعينها، وهناك على سبيل المثال إعلامي طالب برؤية الجثث في الشوارع."

مرصد أكيد

في الأردن ظهرت مبادرة أخرى هادفة إلى مراقبة الأداء المهني لوسائل الإعلام، "أكيد"، هذا هو اسم المرصد الذي أطلقه معهد الإعلام الأردني. وفي لقائه مع شبكة الصحفيين الدوليين أوضح  دكتور يوسف ربابعة، رئيس تحرير المرصد أنه يهدف لامتلاك أدوات مساءلة وسائل الإعلام، عبر متابعة مصداقية ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام الأردنية من المواد الإخبارية، ومن خلال آليات التحقق من المعلومات وقواعد المهنية الصحافية ومعايير جودة المعلومات والممارسات المهنية في هذا المجال.

والمؤسسون هم مجلس إدارة معهد الإعلام الأردني، الذي تترأسه سمو الأميرة ريم علي، وعميد المعهد الدكتور باسم الطويسي.

يهدف "مرصد أكيد" إلى المساهمة في دعم وحماية حق المجتمع في المعرفة، من خلال مساعدة وسائل الإعلام على تحسين جودة المحتوى والأداء الإعلامي ونشر ثقافة المساءلة الإعلامية وتطوير قدرات الصحفيين في الوصول إلى المعلومات من مصادرها.

عن كيفية تقبل فكرة المرصد الإعلامي قال الربابعة: "في البداية كان هناك نقد واسع وهجوم على الفكرة، لاعتقاد الصحفيون أن الهدف من المرصد هو عمل رقابي، لكن التقارير العلمية والموضوعية التي نشرها المرصد أثبتت أن الدور الأهم له هو المساعدة في إيجاد صحافة قادرة على القيام بدورها بشكل مفيد، وهو دور تكاملي مع وسائل الإعلام".

يقدم دكتور يوسف ربابعة، نصائحه للصحفيين للاستفادة من "مرصد أكيد" في عملهم الصحفي موضحاً أن نشر التقارير التي تبين أوجه الضعف في التغطيات الإخبارية، تشمل توضيحاً لكيفية تقديمها بشكل مهني وموضوعي، وفي بعض الأحيان تكون مرفقة بأمثلة على ذلك، وهو ما يعتبر نقد وتدريب في الوقت نفسه، يمكن للصحفي الإفادة منه وتطبيقه في عمله.

كما أفاد أن المعايير المهنية التي يتم على أساسها تقييم العمل الصحفي في "مرصد أكيد" يمكن إيجازها في النقاط التالية:

-  الدقة، وتعتبر أهم عنصر في العمل الصحفي

-  التوازن، ويعني نقل المعلومات وآراء المصادر بتساوٍ ودون أي أحكام أو تقييم

- الشمولية والتكامل، وهي أن تكون المادة الاخبارية شاملة ومكتملة وغير مجتزأة او إنتقائية وتضمن تتبع الخبر من نشأته حتى نهايته، والبحث عن العناصر المكملة له، سواء عن طريق المصادر الأصلية أو أقسام المعلومات

- الوضوح، ويعني الوضوح في العرض، الذي يؤدي إلى فهم المحتوى، من جانب المختصين وعامة الشعب على حدٍ سواء. مع تجنب خطر التبسيط الذي قد يؤدي إلى التحريف

-  الحياد، وهو تجنب المحاباة في التغطية الخبرية، أو المبالغة أو الانتقائية التي تخدم وجهة نظر معينة

- الإنصاف والنزاهة، وتعني نقل ما حدث وما يقال كما حدث وكما قيل بالفعل وبأعلى درجات الامانة باستخدام التعبيرات التي قيلت وبدون أي أحكام

-  الموضوعية، إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح ضيقة أو تحيزات.

أوضحت دكتورة سهير عثمان عبد الحليم، أستاذة الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ظهور مبادرات هدفها مراقبة الأداء الإعلامي ناتج عن رفض مستوى الأداء الإعلامي السائد، والناتج عن عدة عوامل منها غياب الإرشادات الخاصة بكل مؤسسة والمعبرة عن السياسة التحريرية "Style book". وأضافت أن هذه المبادرات ليست جديدة لأن المجلس الأعلى للصحافة لديه سلطة مراقبة أداء الصحف، والمغزى من ظهور مبادرات غير حكومية هو رغبتها الحقيقية في تفعيل مثياق الشرف الإعلامي، وهو الحل الأكيد لرفع مستوى الأداء الإعلامي وإعادة الانضباط له.

كما أكدت على ضرورة إعتراف الصحفيين بأخطائهم وزيادة الإحساس "بالرقابة الذاتية" أو الرقابة الأكثر مهنية لدى الصحفيين، وهو ما يجب أن تعيه إدارات المؤسسات الصحفية والإعلامية بعد ادراكها بتأثير الأداء غير المهني على نسب المشاهدة والقراءة.

الصور مقتطعة من مواقع المبادرتين.