دروس من تدريبات حول "الصحافة المتنقلة" في العراق

غالبًا ما يكون وصول الصحفيات في العراق إلى الموارد والمعدات محدودًا، ومع ذلك فهن يمتلكن أداة قوية وهي الهاتف الذكي الذي يساعدهنّ في إنتاج محتوى إعلامي هادف ومفيد. لهذا السبب، عملت منظمة انترنيوز الدولية وعبر مكتبها الاقليمي في العراق ضمن مشروع "أصواتنا" على تنفيذ سلسلة من التدريبات النظرية والعملية استهدفت فيها 60 طالبة من طالبات كليات الاعلام من مختلف المراحل والاختصاصات والمحافظات العراقية، من أجل تلقّي تدريب حول الصحافة المتنقلة وتزويدهن بالمهارات اللازمة لإنتاج محتوى عبر الأنظمة الأساسية بجودة البث باستخدام الهاتف الذكي ويتجه الهدف من هذه التدريبات المكثفة الى زيادة حضور أصوات النساء في وسائل الإعلام والنقاش العام.

وتضمنت الورش التدريبية عددًا من المحاور الأساسية، أبرزها:

• تسجيل المقابلات الصوتية واستخدام الميكروفون للحصول على صوت جيّد.

• تصوير مقابلات فيديو وتعلّم كيفية تأطير الموضوع بشكل صحيح باستخدام تقنيات التصوير السينمائي.

• استخدام تقنيات مقابلة جيدة وتعلم كيفية تحرير الصوت.

• كيفية تحرير مقاطع الفيديو واستخدام تطبيق الهاتف الذكي لإنشاء قصة إخبارية مرئية.

• إطلاق قصص إخبارية بشكل "فيديو" عبر الإنترنت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

إضافة الى تعليم الطالبات كيفية الوصول الى الموارد التدريبية والفرص والمسابقات التي يمكن الاستفادة منها، وأبرزها شبكة الصحفيين الدوليين ijnet ومبادرة جوجل للأخبار Google news Initiative.

وفي حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين عن أهمّ الدروس التي تضمنتها الورش التدريبية، أوضح  المدرب الصحفي فرمان عبدالرحمن أنّ "الصحافة المتنقلة هي الطريقة الجديدة في الصحافة العالمية وتعتبر الآلية المعاصرة لإنتاج عناصر مختلفة في مجال الصحافة بكل أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، باستخدام الهواتف الذكية كركيزة محورية من ناحية الانتاج وتحرير الصوت والصورة والنصوص".

 إقرأوا أيضًا: استخدموا الموبايل كصحفيي فيديو محترفين.. إليكم أبرز الإرشادات

لذلك بدأ التدريب بالتعرف على البث والانتاج في الموجو أي صحافة الموبايل والذي يشمل الإنتاج والبث Production & Broadcatsing وهناك مبادئ وأسس تعتمد عليها عمليتا الانتاج والبث، في مقدّمتها ما يتعلق بصحافة الفيديو Video Journalism حيث يقوم الصحفي بإنتاج القصة الصحفية التلفزيونية من خلال تصوير الفيديو وكتابة النص ومونتاج المادة بالجهاز نفسه.

وهناك العديد من المواقع المجانية لتعليم الصحافة المتنقلة عبر الهاتف الذكي وأيضا يمكن الاستفادة من دليل المواطن الصحفي الذي أعدّه مركز الاعلام الرقمي MDC. وتتلخص الأهمية التطبيقية لصحافة الموبايل كونها تساعد بإنتاج محتوى رصين بتكاليف أقل مع سهولة الاستخدام والسلامة، إضافة الى الدقة العالية في التصوير وإمكانية البث المباشر.

وأشار عبدالرحمن إلى وجود مستويين لصحافة الموبايل:

أولًا: مستوى الصحفي المحترف.

ثانيًا: مستوى المواطن الصحفي.

ويرى أنّ صحافة الموبايل تتكون من بنيتين أساسيتين هما:

البنية المادية "هاردوير": وتشمل المستلزمات أو المتطلبات أو الأدوات.

البنية غير المادية "سوفتوير": ويقصد بها التطبيقات.

بالنسبة للهاردوير، هناك متطلبات مادية منها أدوات التثبيت التي تشمل ترايبود وستاند وترايبودماونت.

أما عن متطلبات السيطرة، فنحتاج الى استخدام DJI osmo.

وعن متطلبات الصوت Audio، فنحتاج الى اللاقطة السلكية واللاسلكية واللاقطة الخارجية واللاقطة اليدوية.

وبالنسبة للضوء، فيجب توفير الباور بانك Power bank.

أخيراً من المتطلبات المادية للهاردوير: حقيبة الظهر لوضع جميع الأدوات أو المتطلبات اللازمة للعمل.

وبالنسبة للسوفتوير، ينصح عبدالرحمن بعدد من التطبيقات المهمة التي يفضل استخدامها عند العمل باستخدام الهاتف الذكي للحصول على صور فوتوغرافية:

تطبيق Pro Shot: وهو تطبيق خاص للتصوير الفوتوغرافي، يعمل بنظامَي IOS وAndroid. هذا التطبيق يغيّر كاميرا موبايلك الى كاميرا احترافية.

وبالنسبة لتحرير الصور، فيفضل استخدام تطبيق snapseed ويمكن من خلاله الحصول على 40 عملية تحرير وتطبيقها على الصور.

ولتصوير الفيديو، يمكن استخدام أهم التطبيقات المجانية التي تعمل في IOS وAndroid منها: Open Camera، ولإنتاج الفيديوهات يُستخدم تطبيقا Kinemaster  وQuik.

وبالنسبة للمؤثرات الافتراضية virtual effects، فينصح باستخدام تطبيق Cute Cut وهو تطبيق مهم ومجاني لإنشاء المؤثرات الافتراضية في الفيديوهات والصور.

ولتسجيل الصوت Voice Record Pro، ننصح باستخدام تطبيق WAV  وهو مجانيّ. ولتحرير الصوت يمكن الإستعانة بتطبيق Ferrite Recording Studio وهو تطبيق مميز ومجاني في مجال تحرير الملفات الصوتية.

وعند الحاجة لتصميم الجرافيك والانفوجرافيك، يُمكن استخدام تطبيق Canva وهو من أهم وأقوى التطبيقات في مجال تصميم الجرافيك وهو أداة تصميم ونشر على الإنترنت.

ولصناعة جرافيك متحرك motion graphic يمكن استخدام تطبيق Adobe Spark Post فهو مميز ومجاني ويعمل في IOS وAndroid.

ولإنتاج الصور المتحركة، نستخدم التطبيق المجاني Stick Nodes وهو يعمل في IOS وAndroid أيضًا.

توازيًا، تنقسم مراحل انتاج الفيديو في صحافة الموبايل على الشكل التالي:

أولًا: مرحلة ما قبل الانتاج Pre-production وتتضمن اختيار الفكرة أو القصة وإيجاد الشخصيات الرئيسية في القصة، أما عن كيفية اختيار المصادر في المقابلات فهم: شهود العيان، الضحايا، المختصون، المشاركون، المسؤولون. وبعد تحديد ما سبق، تبدأ عملية الاستطلاع، التي تعني جمع المعلومات حول طبيعة المكان والحدث والمعرفة بالطبيعة الاجتماعية لمكان الحدث وموضع الشمس في موقع التصوير والتأكد من توفر المستلزمات التقنية اللازمة للتصوير.

ثانيًا: مرحلة الإنتاج production وتشمل لقطات الكاميرا الاساسية  واللقطات الفريدة، ويوجز عبد الرحمن بعض التعليمات التي يجب الانتباه لها خلال التصوير:

انتبهوا لخط العين Eye Line حيث يجب أن يكون مستوى الكاميرا مقابل مستوى عين الشخص الذي نقابله وقبل البدء بالتصوير، يرجى التأكد من وجود مساحة كافية في ذاكرة الهاتف والتأكد من وجود الطاقة الضرورية في الهاتف والتعرف على الحالة الجوية وتوقعات الطقس إن كانت مناسبة للتصوير، وعندما نقرر البدء بالتصوير يجب تنظيف عدسة الهاتف وتشغل وضع الطيران في الهاتف، ثم نثبته بشكل أفقي ونستخدم نوعًا من انواع اللاقطات. كما يجب أن نأخذ في الحسبان أن لا تقل مدة كل لقطة عن 10 ثوانٍ.

إقرأوا أيضًا: صحافة الموبايل والفيديو وإنشاء القصة البصرية.. من الفكرة إلى ما بعد النشر

ويُفضّل عدم استخدام مكبّر الصورة "زوم" لتقريب الهدف، بل يجب الإقتراب منه مباشرةً.

ثالثًا: بعد الانتاج post production ويجب تطبيق الآتي:

1-كتابة النص وتسجيل التعليق الصوتي.

2-تحرير الفيديو وبدء عملية المونتاج.

رابعًا: نشر المحتوى، ويجب أن يكون في منصات فاعلة ومؤثرة قدر الامكان.

جدير بالذكر أنّ الصحفي فرمان عبدالرحمن عراقي من إقليم كوردستان، عمل في العديد من وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وتتلمذ في بداية مشواره على يد الصحفية الأميركية تياري راث والصحفية الألمانية سوزانا فيشر، واستطاع  تأليف ثلاثة كتب متخصصة بالصحافة والاعلام تناول الكتاب الأول "القصة الصحفية والمبادئ الدولية للصحافة"، أما الثاني فكان حول "الصحافة التلفزيونية" وصدر كتابه الثالث بعنوان "دليل صحافة الموبايل" بدعم من مركز ميترو.

ويوصي عبدالرحمن الصحفيين والصحفيات بضرورة تحديث معلوماتهم بشكل دائم وأهمية اعتماد مبدأ "الأخذ والعطاء" فيما يتعلق بمشاركة الخبرات والمعلومات بينهم.

منار الزبيدي هي صحفية عراقية شاركت في برنامج التوجيه للمبادرات الإعلامية التابع لشبكة الصحفيين الدوليين.

الصور توضح تدريب دفعة من الطالبات من قبل انترنيوز.