أجّل مهمة التوثيق وابدأ بسرد الحكاية

by مروة العقاد
Oct 30, 2018 in الصحافة الاستقصائية

"ما دمنا نميل إلى القصص بالفطرة، فلماذا نتجنب استخدامها في عملنا الصحفي؟" بهذا السؤال افتتح جوليان شير، كبير الصحفيين الاستقصائيين والمنتجين في قناة سي بي سي الكندية ورشته التدريبية في مؤتمر أريج الثامن للاستقصائيين العرب، ليذكّر الصحفيين بأن السرد القصصي بكافة عناصره هو الأسلوب الأفضل والأقوى لنجاح أي عمل صحفي ولبقائه على قيد الحياة أطول مدة ممكنة.

فيما يلي عرض لما تناولته الورشة من مبادئ ومهارات تساعد على إتقان السرد القصصي:

عناصر السرد القصصي

- الشخصيات

- المشاعر

- الحبكة والصراع

- البداية، المنتصف والنهاية

كل رحلة إستقصائية متكاملة مبنية على حروف C الأربعة

1- Character/ الشخصية

وصف عنها، الدخول بتفاصيل تظهر حالتها والبحث عن شيء بارز فيها.

2- Context/ السياق

البدء بالشخص ثم وصف مكانه ووضعه والزمان وأين هو وما هي حالته... الخ.

3- Conflict/ الصراع

إن لم يكن هناك صراع فلا يوجد معنى للقصة.

4- Conclusion/ الخاتمة

لا بد من وجود خاتمة تلخّص النتائج ويظهر فيها نوع من المساءلة.

لتتأكد من أنك استوفيت كافة النقاط السابقة، حضّر 4 أوراق قبل البدء بالعمل، وخصّص كل ورقة لنقطة، بحيث تسجّل عليها كل ما يخصها، أولاً بأول.

كيف تبني هيكلية قصتك الصحفية؟

1- المقدمة/ الافتتاحية

يجب أن تحتوي على جمل تشدّ القارئ/ المشاهد وتقوده إلى الحكاية بكل إثارة.

2- تفاصيل واقتباسات

شدّ الانتباه أكثر عن طريق الدخول بالتفاصيل وجلب الاقتباسات.

3- تلخيص الأحداث

ذكر صلب الموضوع/ المحتوى الأساسي وتوضيح أسباب أهمية متابعة القصة.

4- تصاعد الأحداث

الإخبار عن تبعات القصة وسرد باقي تفاصيلها.

ما يضيف أهمية للقصة الصحفية

1- الذروة وتصاعد الأحداث.

2- الدخول بالتفاصيل، بحيث يشعر القارئ أو المشاهد بأنه جزء من الحدث/ أن تملأ القصة كافة حواسه.

3- عنصر المفاجأة، وهو أمر هام جداً ويغيب عن معظم الصحفيين، بحكم الطابع الجدي الذي يغلب على طريقة تعاملهم مع الأحداث.

4- إدخال حس الفكاهة في بعض الحالات.

5- الحرص على وجود نوعين من الشخصيات (أبطال الحكاية والأشرار الذين يسببون لهم المشاكل).

6- معرفة ما يشدّ انتباه القارئ/ المشاهد والبدء به.

ما يجعل القصة الصحفية جيدة

1- وجود شخصيات مثيرة والتركيز عليها، أعِد شخصياتك للحياة إن كانت متوفاة.

2- اختلاف الشخصيات خلال السرد، يجب أن يكون للقصة أكثر من طرف، طرف مؤثر وآخر يحدث له (متلقي)/ فعل وردة فعل.

3- إبقاء الشخصية طيلة القصة الصحفية، حيث يقع كثير من الصحفيين بفخ قتل الشخصية، يذكرونها في البداية ثم ينسونها، مع العلم أن إبقاءها سيجعل القصة واقعية أكثر وسيحافظ على عنصر المفاجأة.

4- بناء القصة الصحفية كرحلة تحرّكها شخصياتها ومتابعة الشخصيات بكافة تفاصيلها.

5- أن تكون الحبكة مثيرة ومفاجئة.

6- أن يكون السرد واضح ومفهوم/ استخدام لغة بسيطة.

7- الدخول بكافة التفاصيل، كأنك تسرد لطفل صغير.

8- لا بد من وجود عنصر المساءلة والتحقيق.

9- الحفاظ على أسلوب السرد القصصي، ولكن، لا تنسَ أنك كصحفي تهدف بنهاية عملك إلى إيجاد الغضب والصدمة.

10- لا تكن بطل السرد، اجعل شخصياتك، بمختلف أطيافها، تسرد القصة الصحفية.

11- استخدام كلمات مثل (بينما، لكن، في، ... الخ) لإعلام وتأهيب القارئ/ المشاهد بأن الموضوع تغيّر.

أيهما أفضل، البحث ثم الكتابة أم العكس؟

ينصح شير بالبدء بسرد الحكاية التي وصلتك ثم البحث عن إمتداداتها ومسبباتها.

أيهما أقوى، البدء بالنتيجة أم الحفاظ على عنصر المفاجأة؟

يؤكد شير على ضرورة إبقاء عنصر المفاجأة طيلة القصة الصحفية، وبناءً على ذلك، فضّل عدم ذكر النتائج التي توصّل لها تحقيقك في البداية. لكن هل هذا ممكن؟ بهذا السؤال علّق أحد المشاركين، فأجاب بأنك قد لا تستطيع دوماً فعل ذلك، فهناك أحداث توجب عليك البدء بنتائجها، لكنك تستطيع مفاجأة القارئ/ المشاهد باستمرار، الحكاية باختصار، بأن لا تفاجئه بشكل كامل في البداية، أعطِه نصف المفاجأة وادفعه ليكمل الحكاية.   

هكذا ستخرج بتحقيق استقصائي مشوّق وستطبع بصمتك في أذهان القراء/ المشاهدين.

كانت هذه أهم المقتطفات من ورشة عمل جوليان شير التي عُقدت في مؤتمر أريج السنوي الثامن للصحفيين الاستقصائيين العرب مطلع كانون الأول/ ديسمبر/ 2015 في العاصمة الأردنية عمّان.

الصورة من تصوير مروة العقاد أثناء حضورها المؤتمر.