مبادرات شبابية تنعكس إيجاباً على المحتوى العربي الالكتروني

by Bayan Itani
Oct 30, 2018 in الصحافة الرقمية

تحتل اللغة العربية اليوم المرتبة الرابعة من بين اللغات العشر الأكثر استخداماً على الانترنت، كما أن نسبة المتحدثين بالعربية على الشبكة الالكترونية تبلغ 36,9٪، بحسب تقرير مشترك لومضة، غوغل، تغريدات، وأيام الانترنت العربي.

لا شك بأن هذه النسب لم تكن لولا المبادرات التي استُحدثت لتشجيع وتسهيل استخدام اللغة العربية على الانترنت. ومن هذه المبادرات، موقع مقالة، المتخصص بنشر مقالات في اللغة العربية، ومنصة اكتب، التي تدعم إنشاء مدونة عربية بطريقة سلسة وسهلة، على غرار مواقع التدوين العالمية مثل بلوغر ووورد برس وغيرهما.

تتشارك المبادرتان في كونهما حديثتان، حيث أنشأتا خلال العام الحالي 2015، وفي هدفهما العام ألا وهو زيادة المحتوى العربي على الانترنت.  كما أنهما أًسّستا من قِبل شباب من مختلف الدول العربية.

منصة اكتب

هو مشروع فردي بدأه الشاب أحمد العجمي من مصر، وهو مدوّن مهتمّ بتطوير الويب. بدأ هذا المشروع إثر المشاكل التي واجهها أحمد في تأسيس مدونته الشخصيّة باللغة العربية، خصوصاً لناحية الأدوات المتوفرة التي تتماشى مع اللغة العربية وتقنية الكتابة من اليمين إلى الشمال.

في ضوء ذلك، بدأ أحمد بمشروع اكتب، وهي منصة تسمح للقراء بإنشاء مدوّنات لهم على الموقع باللغة العربيّة بطريقة سهلة وبسيطة.  "أنا فخور جداً بما قدمته منصة أكتب للمدونين في العالم العربي، وأكون سعيداً جداً حين أقرأ في تدوينات أحدهم بأن المنصة ساعدته في البدء في عملية التدوين أو شجعته على الرجوع إلى التدوين بعد انقطاع كبير،" يقول العجمي. هذا وقد قارب عدد المدونات التي أنشأت على  اكتب الـ 2000 مدوّنة، كما فاق عدد التدوينات الـ 1500.

وعن الخطوات المستقبلية لتطوير منصة اكتب، يشرح العجمي أنه "سيتم العمل على مميزات جديدة وتقديم بعض الخدمات المساعدة مثل خدمة ربط الدومين (الموقع الخاص) بالمدوّنة، إمكانية تغيير تصميم المدونة، وتوفير نظام احصائيات لمساعدة الكتّاب على معرفة عدد زوار مدوناتهم."

موقع مقالة

بدأ موقع مقالة بجهود فردية من محمد الكثيري، وهو طالب سعودي يكمل بحوث الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية، وانضم اليه فيما بعد متطوعين اثنين هما علي اليامي وأنس طاهر. ويشرف على موقع مقالة اليوم بالإضافة للكثيري، المدوّن الجزائري يونس بن عمارة.

فكرة موقع مقالة الأساسية هي زيادة عدد التدوينات الأصيلة باللغة العربية على الانترنت، عبر إعطاء الفرصة لمن يريد بكتابة مقال باسمه ونشره، وتقاضي بدل مادي رمزي عنه.  ويشرح الكثيري، "يمكن لأي شخص أن ينضم إلى مقالة، ويوجد معايير عامة وخطوط عريضة لكتابة المقالات مثل أن تكون مقدمة للمرة الأولى وأن تعرض فكرة مثيرة للاهتمام."

أما عن المقابل المادي، فيوضح الكثيري أن "هذا المقابل رمزي، لكن هناك بعض الحوافز للمقالات المميّزة ونسبة من المدخول المادي الذي تدره الإعلانات المرافقة لهذه المقالات." لكن التحدي الأهم، بحسب الكثيري، هو في مراجعة المقالات الواردة وتنسيقها وأحياناً إعادتها للكاتب مع ملاحظات مرفقة لتحسينها. "في بعض الأحيان يصل عدد المقالات إلى الـ40 يومياً، ونحن لا نستطيع مراجعتها، وهذا ما اضطرنا إلى اغلاق باب التسجيل في بعض الأوقات لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق،" يشرح الكثيري. لكنه يؤكد أن باب المساهمات قد أعيد افتتاحه، ووصل عدد المسجّلين في الموقع إلى أكثر من ٦٠٠ كاتب وكاتبة، وعدد الذين ساهموا فعليا ما يفوق الـ ٥٠، والمقالات المنشورة الـ٢١٦ مقالة.

آفاق مستقبلية

ان المساهمات التي تلقّاها موقع مقاله والمدوّنات التي أسست على منصة اكتب تؤكد أن هناك نسبة لا بأس بها من المدوّنين والكتّاب العرب المعنيين بزيادة المحتوى العربي على الانترنت والمهتمين بنشر آرائهم ومساهماتهم بالعربية. "نثق أن لدى الكتّاب والمدوّنين العرب ما يستحق القراءة، وأنا متفائل أن المحتوى العربي سيصبح بحال أفضل،" يقول الكثيري.

ومن تجربته الشخصية يستنتج العجمي، "اتضح لي احتياجنا في العالم العربي إلى الكثير من الخدمات والتطبيقات سواء على الويب أو على الهاتف، تخاطب الشخص العربي وتتماشى مع ثقافته بشكل أكبر."

الصورة من موقع مقالة.