صوته سبق اسمه، نسمعه في البرامج الوثائقية والكرتونية عربياً، وفي الأردن نلتقي بحسه العالي عبر أثير إذاعة هلا بمواجز إخبارية. أحمد الآغا صوت يتنقل بين الأخبار والشخصيات الصغيرة والكبيرة والتعليق الصوتي الوثائقي بسلاسة، وإصراره على الاتقان سبب رئيسي لنجاحه.
إذاً إن كنت من الراغبين بالعمل في الراديو وتحديداً خلف الميكروفون، تعرّف من خلال هذه المقابلة على تجربة أحد الآغا وكيف واستطاع صقل موهبته بالتدريب وتعلّم المهارات:
شبكة الصحفيين الدولين: ما هي الأعمال القريبة منك والتي برأيك سجلت لك النجاح؟
أحمد الآغا: الأعمال الأقرب لي هي دبلجة أفلام الكرتون للأطفال حيث العالم الجميل البعيد عن ضوضاء الحياة ومشاكلها وأجد نفسي بها وأعتقد ان النجاح بدأ منها لأن تأدية الأصوات المختلفة في الكرتون ساعدني كثيراً في صقل صوتي والتحكم به.
شبكة الصحفيين الدولين: كيف تنتقي الأعمال التي تعرض عليك؟ وما هي نصائح المقربين منك لانتقاء الأفضل؟
أحمد الآغا: بصراحة مصطلح انتقاء الأعمال في مجال الأداء الصوتي خاصةً في ظل الإنتاج الشحيح غير مطروح كثيراً، لكن بالنسبة لي أرفض فقط الأعمال التي يكون مضمونها مخالفاً لمبادئي وقناعاتي وبالنسبة للمقربين أخذ بنصائحهم طبعاً ودائماً استشيرهم للقيام بما هو أفضل.
شبكة الصحفيين الدولين: هل من تمارين يومية للتحكم بطبقات الصوت أولاً ولتحسين الأداء أمام المكروفون ثانياً؟
أحمد الآغا: الصوت هبة من عند الله لكن صقله وتطويره يحتاج إلى تمارين خاصة ومن أهمها:
تمرين الشمعة: تمرين مفيد جداً لتطوير الأداء ويتم عن طريق وضع شمعة على مسافة شبر واحد منك والهدف أن لا تنطفئ خلال القراءة.
تمرين القلم: من التمارين الرئيسية للقراءة الجيدة والتي نعمل على ضبط مخارج الحروف واتقان مصدر الأصوات أما عن الكيفية فهي بوضع قلم بشكل عرضي بين أسنانك وابدأ بالقراءة، وستلاحظ بأن مخارج الحروف ستتحسن تدريجياً مع التمرين.
تمرين النفس: خذ نفساً عميقا واكتمه محاولاً الضغط عليه للأسفل قدر المستطاع، يكرر 3 مرات على الأقل وسر إتقانه هو أن تكون عملية التنفس صحيحة (الشهيق من الأنف والزفير من الفم).
شبكة الصحفيين الدولين: برأيك هل تختلف التدريبات التي يقوم بها المذيع الذي يلتقي مشاهديه مباشرةً على الهواء عن المعلقين الصوتيين؟
أحمد الآغا: في البداية هناك فرق كبير جداً بين التعليق على الوثائقي والبث المباشر حيث يكون ممثل الدوبلاج أو المذيع في التسجيل مرتاحاً جداً وهامش الخطأ أمامه مفتوح لأن هامش الإعادة متاح وفي النهاية ستصل إلى أذن المستمع مادة خالية من الأخطاء. أما في المباشر فلا مجال للخطأ ويجب أن يتم استدراك أي خطأ بسرعة. لذا يجب على صحفي التغطيات المباشرة أن يكون سبق وتلقىّ تدريبات مكثفة أكثر لكي يستطيع أن يصنع حضوراً مميزاً سواءً من ناحية الأداء واللغة السليمة أو من ناحية مخارج الحروف والنفس وغيرها.
شبكة الصحفيين الدولين: بخبرتك وخبرة والدك الأستاذ ماهر الآغا في مجال الدبلجة والبرامج الإذاعية، ما هي أسرار القراءة الجيدة المتمكنة؟
أحمد الآغا: خبرتي لا تقارن بخبرة والدي ومعلمي الأستاذ ماهر الآغا، حيث خبرته تتجاوز الأربعين عاماً ولا يزال يعمل في حقل البرامج الوثائقية كمذيع ومشرف فني لهذه الأعمال وهو مرجعي، بالإضافة إلى أخي الأكبر الذي يعمل أيضاً مذيعاً ومقدماً للبرامج واكتسبت منهما خبرة كبيرة، أهمها المقومات التي يجب أن يتمتع بها مذيع الراديو:
أن يكون متمكن من قراءته
طلاقة باللغة العربية وتشكيل الحروف
إيصال المعلومة والخبر مهما كان للمستمع بإحساس عالٍ
لا تجعل المادة التي تلقيها عرضة لأي تفسير أو توضيح، مثال على ذلك إذا كان المستمع في سيارته وكان منشغلاً في القيادة وهو يستمع للأخبار يجب على المذيع أن يقرأ بتروي وبطريقة تكون اقرب للشرح لكي يوصل الخبر للمتلقي بكل بساطة بعيداً عن أي تعقيد.
شبكة الصحفيين الدولين: للنفس تأثير كبير على مخارج الحروف وطريقة النطق، فكيف يتم التحكم به؟
أحمد الآغا: النفس له دور كبير في نجاح آداء المذيع وخاصة المدخن الذي يعاني من قصر النفس وأنا منهم للأسف، حيث من الضروري الحفاظ على نفس طويل وعميق والذي يخدم عملنا بشكل أساسي، أساسي جداً ليس فقط لمخارج الحروف بل للأداء الجيد حيث تكون بعض الجمل بحاجة لنفس طويل وإلا انتقصت من معناها، وهنا يجب أن يتم التحكم به عن طريق القراءة المسبقة للنص والتقطيع الصحيح للجمل، وممارسة رياضة السباحة في أوقات الفراغ.
شبكة الصحفيين الدولين: تقديم الأخبار يختلف كلياً عن تقديم البرامج الترفيهية عبر الأثير، بالتالي ما هي الأسس التي تعتمد عليها لإنجاح قراءة النشرة؟
أحمد الآغا: القراءة الناجحة والمتمكنة تعتمد على نقاط أساسية، أهمها:
قراءة النشرة خبر خبر قبل الدخول إلى الاستوديو وتسجيلها (وضع الحركات)
تقطيع الجمل لمعرفة أين يكتمل المعنى وأين يجب أخذ النفس
التحضير المسبق يكسب المذيع ثقة كبيرة بالنفس
قبل قراءة النشرة على الهواء ينصح بأخذ انفاساً عميقة ممتالية فهذا "يفتح النفس"
شبكة الصحفيين الدولين: ما هي النصائح التي تقدمها للصحفيين المقبلين على العمل الإذاعي؟
أحمد الآغا: مهنتنا مهنة المصاعب فهي تعتمد على التركيز والموهبة والدقة، أنصحهم بالقراءة اليومية وبصوت مرتفع أيضاً، تسجيل أصواتكم والاستماع إليها، ومشاهدة البرامج الوثائقية والأخبار فهذا سيفيدكم كثيراً، وفي المرتبة الأولى تمكين لغتهم الأم واتقان قواعدها.
الصورة من أحمد الآغا، وضعت بعد أخذ الإذن.