في أعقاب انتخاب الضابط السابق في الجيش البرازيلي جايير بولسونارو رئيسًا جديدًا للبلاد، يتساءل العديد من الصحفيين الآن عن أفضل السبل للمضي قدمًا في تغطية أخباره وإعداد تقارير عن انتخابه.
بالنسبة لكثير من الصحفيين البرازيليين، الذين واجهوا ترهيبًا متصاعدًا منذ بداية الحملة الرئاسية، فإن الإجماع هو أنّ الأيام المقبلة ستكون صعبة، إذ أنّ الصحفيين لا يقلقون من معاملة الحكومة فحسب، ولكنهم يتعرضون لهجمات جسدية، ومضايقات عبر الإنترنت، وهجمات إلكترونية منأنصار بولسونارو، الذين يغذيهم تضخيم المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
إذًا، كيف يمكن للصحفيين في بلد منقسم إيديولوجيًا أن يستعدوا لتغطية أخبار رئيسهم القادم؟ ردًا على هذا التساؤل تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين بعض النصائح:
لا تضخّم خطاب الكراهية
يحذّر رافا فرنانديز، مراسل ومستشار في مجموعة فيوجن ميديا لشؤون المكسيك وأميركا اللاتينية، كان يغطّي قضايا الهجرة والذي يواجه السرد الخاص بإدارة ترامب، الصحفيين في البرازيل كي لا يركّزوا على تصريحات الرئيس الجديد المثيرة، قائلاً إنّ "هذا الأسلوب يعطيه منصة ونحن نعرف بالفعل وجهات نظره".
ركّز على تحميل السلطة المسؤولية
يتحمّل الصحفيون مسؤولية مساءلة السلطات، والتي يجب ألا تتغير مع انتخاب رئيس جديد. وهنا يقول فرنانديز: "لا تعمل على تضخيم كلام بولسونارو، ولكن بدلاً من ذلك، ركّز على التعاملات المشبوهة وأي شيء تفوح منه رائحة الفساد".
إعملوا معًا
عندما تعرّض الصحفيون للتهديد من قبل أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية، أصدرت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) نصائح حول السلامة لتغطية الحدث، من بينها: "حاول دائمًا العمل مع أحد الزملاء ونفذ إجراءات تسجيل دخول منتظمة مع قاعدتك".
يواجه الصحفيون في البرازيل الآن تهديدات مماثلة، وتنطبق عليهم هذه النصيحة أيضًا. في الأوقات التي تتعرض فيها الصحافة للهجوم، إعمل مع زملائك على التفكير في مشاريع الصحافة التعاونية.
على سبيل المثال، في فنزويلا، ساعدت التحالفات الصحفية المحلية والعابرة للحدود بالتحقيق في القضايا التي أخفاها الحلفاء الموالون للحكومة.
كن شفافًا في تقريرك
تقول تاي نالون، المديرة والشريكة المؤسسة لموقع تقصي الحقائق في البرازيل "آوس فاتوس": "إنّ أفضل تحقيق في العالم، لن يسمعه أحد إذا لم يؤمن الناس بالصحافة، ولمواجهة هذه المشكلة، يتعيّن على الصحفيين أن يبذلوا جهدًا ليكونوا شفافين".
وتقول نالون:"إشرح في قصتك كيف جمعت معلوماتك، كم هو عدد الأشخاص أو قواعد البيانات التي اتصلت بها، وخصوصًا المعلومات التي لا يمكن الوصول إليها، عد دائما إلى المصادر، وقدّم الثقة ولا تعتمد كثيرّا على مصادر سرية. بهذه الطريقة، سيكون لدى القراء سببًا أقل للشك في عملك".
عد إلى المبادئ الأساسيّة والتزم بالحقائق
تقدّم مارينا أتوجي، المديرة التنفيذية للرابطة البرازيلية للصحافة الاستقصائية (Abraji، باللغة البرتغالية)، نصائح عامة لإعداد تقارير عن حكومة بولسونارو، أو أي حكومة أو شخص في السلطة:
1- كن دقيقًا
إستخدم وتتبَع البيانات العامة المتعلقة بتغطية السياسات العامة.
أطلب معلومات من خلال قانون الوصول إلى المعلومات في البرازيل، كلما كان ذلك ممكنًا ومناسبًا.
إتصل بالوكالات العامة لطلب المعلومات أو لفهم السياسات.
2- إجمع الوثائق
سجّل أي اتصال مع المصادر - إما عن طريق البريد الإلكتروني أو التسجيلات الصوتية - وهو أمر مهم من أجل دقة التغطية ومعالجة الأسئلة بعد النشر.
3- كن متوازنًا وعادلًا
تواصل مع جميع المعنيين في القصة - من جميع الجهات - واذكر بوضوح أنّ هذا الإجراء قد تم، حتى عندما لا ينجح ذلك.
4- كن حذرًا مع الأمن الرقمي الخاص بك
إبدأ بخطوات بسيطة، مثل اعتماد كلمات مرور قوية وتفعيل رمز الدخول الثنائي.
قم بنسخ احتياطي للملفات وجهات الإتصال بشكل متكرر.
إستخدم أدوات VPN والإتصالات المشفرة عند التعامل مع المعلومات الحساسة.
كثيراً ما يقول قراؤنا إنهم يرغبون في رؤية المزيد من الإرشادات حول كيفية الحماية من الهجمات السيبرانية، والجهود المبذولة لتشويه سمعة وسائل الإعلام والمضايقات عبر الإنترنت، فضلاً عن كيفية التعامل مع القضايا القانونية وحماية أنفسهم من الإعتداءات الجسدية. لمزيد من المعلومات تحقق من مواردنا بشأن سلامة الصحفيين.
الصورة الرئيسية مرخصة عبر موقع فليكر بواسطة أليساندرو دياس
نشكر قرّاءَنا في منتدى شبكة الصحفيين الدوليين باللغة البرتغالية، الذين اقترحوا العديد من الروابط التي استخدمناها في هذا المقال.