Gamification: كيف تستخدم الألعاب في الصحافة وتربح الجمهور؟

Dec 11, 2023 في الصحافة متعددة الوسائط
صورة

هل عملت لأيام وربما لأسابيع أو شهور على قصة صحفية؟ تجمع فيها المعلومات وتجري المقابلات وتحلل البيانات، ثم أخبرتك تحليلات جوجل بأنّ متوسط مشاهدة القارئ لقصتك 30 ثانية فقط؟

جهد مهدر وأصحاب قضايا لم تصل أصواتهم، وصحافة لم تحقق رسالتها. أي إحباط هذا؟! 

التفاعل هو المعضلة الأهم في عالم رقمي لا يرحم، في ظل استقطاب حاد لقارئ ومشاهد مُشتت ومستهدف بالترافيك الهابط للفوز بكعكة الإعلانات.  

رشا عبدالوهاب، خبيرة الإعلام الرقمي قدمت أحد الحلول الفريدة التي ترفع التفاعل بدون إسفاف، وتخفض معدل الارتداد بدون تحايل، وتكون جسرًا بين أصحاب القضايا الحقيقية والمسؤولين والمجتمع بدون مزايدة، من خلال ورشة "الألعاب كأسلوب جذاب لإنتاج المحتوى" التي قدمتها ضمن فعاليات منتدى مصر للإعلام

الجميع يمكنهم الاستفادة من تلعيب القصص الصحفية. رئيس التحرير سيحصل على الترافيك والإعلانات، والصحفي سيعرف الناس قصته الصحفية وسيلقى ثمرة تعبه، وأصحاب القضية سيحققون هدفهم ليصل صوتهم. 

جميعنا رابحون، فلمَ لا.. دعونا نحاول! 

ما هو التلعيب Gamification؟ 

استخدام آليات وعناصر اللعب في بيئات غير الألعاب. 

مصطلح التلعيب ليس مرتبطًا بالصحافة فقط، لكنه يستخدم في العديد من المجالات أبرزها التعليم، والتدريب، وتغير المناخ. 

الهدف الرئيسي من التلعيب هو جذب القارئ والمشاهد، وإشراكه في القصة، وزيادة تفاعله واندماجه وتوحده معها، لإبقائه لأطول فترة ممكنة. 

ملاحظة: ليس بالضرورة أن يحقق التلعيب زيادة انتشار القصة. 

عناصر وأشكال التلعيب

يمكن أن يقدم المحتوى التلعيبي في صور عدة ويقوم على أحد العناصر التالية: 

  • نقاط Points 
  • أشرطة التقدم  Progress bars  
  • مستويات Levels 
  • شارات Badges 
  • المتصدرون  Leaderboards 
  • المكافآت Rewards 

سوشيال ميديا مُلعبة

التلعيب موجود بالفعل لتحفيز الجمهور على التفاعل في العديد من السياقات التي نستخدمها بأشكال مختلفة. تعمل منصات "سوشيال ميديا" على إشراك المستخدم ومنحه شعورًا بالإنجاز عند الحصول على شارة أو تحقيق مستوى عالٍ من التقدم أو اجتياز الاختبار أو الأسئلة بنجاح مما يولد لديه شعورًا بالرضا يدفعه للمزيد مثل: 

  • LinkedIn: يحقق مستوى التقدم Progress الذي يحفز دماغ المستخدم للاستمرار في المحاولة للوصول بحسابه إلى نسبة 100%. 
  • Instagram: ميزة الخيارات المتعددة Multi Choice . 
  • Facebook: ميزة الشارات في المجموعات والصفحات (شارة أبرز المعجبين كمثال). 

التلعيب في المحتوى الصحفي  

لعبة مدفوعة تمتاز بتصميم بسيط، يمكن استخدامها بشكل تجريبي مجاني لمرة واحدة. تقوم اللعبة على عنصر النقاط SCORE عبر طريقة السؤال والجواب. 

تقدم اللعبة فيديو ونصًا قصيرين تتبعهما 3 أسئلة اختيار من متعدد، وفي نهاية اللعبة يعرف المستخدم ما هي الإجابات الصحيحة والخاطئة مع تصحيح الإجابات الخاطئة. 

نلاحظ في هذه اللعبة أنه يتم منح الجمهور إجابات متعددة كلها لأحداث صحيحة لاختيار الإجابة الأصح من بينها. 

على سبيل المثال في سؤال ما هو الحدث الذي أثر في مسيرة مارتن لوثر كينج تكون الإجابات جميعها أحداث حقيقية في مسيرة "كينج"، لكن هناك حدثًا منهم يحدث الأثر عليه.  

قصة تعتمد على عنصر المراحل أو المستويات LEVELS باستخدام تكنيك (Next). شعارها "كم من الوقت يمكنك أن تستمر قبل أن تستسلم؟".

تأخذ القراء في رحلة المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة، تتضمن قصصًا حقيقية من اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأميركية مدمجة في لعبة مصحوبة بصوت محيطي من موقع الحدث. 

مراحل ينتظرها المهاجر أو اللاجئ ويتخطاها من صعب إلى أصعب يعيشها المستخدم من خلال اللعبة بشكل واقعي بنفس عدد الأيام التي قضاها أصحاب القصص الحقيقية في انتظار الوصول لنهاية الطريق والحلم، إما بالحصول على القبول أو الاستسلام في منتصف الطريق. في كل مرحلة تسألك اللعبة هل ستكمل أم ستستسلم.  

  • موقع الجزيرة (لعبة صيد القراصنة PIRATE FISHING): قصة صحفية تفاعلية يلعب فيها القارئ دور صحفي مكلف بالتحقيق في تجارة صيد الأسماك غير المشروعة التي تقدر بملايين الدولارات في سيراليون.  
  • إنتاج مشترك من ARTE، الشبكة الثقافية الأوروبية، مع The Pixel Hunt وFigs (لعبة Bury Me, My Love

لعبة مغامرات مخصصة للهواتف الذكية يتحول فيها المستخدم لزوج لاجئة سورية تحاول أن تجد طريقها إلى أوروبا عبر البحر هربًا في رحلة محفوفة بالمخاطر، ويعمل على تقديم نصائح لها للهروب بأمان عبر تطبيق المراسلة "واتسآب".  

في هذه اللعبة التي تعتمد على السيناريوهات المختلفة يتقمص المستخدم دور "ماجد" زوج "نور" ويقدم نصائحه لها وفقًا للخيارات المتاحة وتوابعها. 

المحتوى التلعيبي مستوحى من قصة حقيقية نشرتها الصحفية لوسي سولييه في جريدة "لوموند" الفرنسية تحت عنوان "رحلة مهاجرة سورية كما حكتها على واتساب". 

نصائح خبيرة الإعلام الرقمي رشا عبدالوهاب 

  • عند استخدام الأسئلة ذات الخيارات المتعددة، احرص على أن تكون الإجابات واقعية وذات صلة بالسياق. 
  • دور الصحفي الأساسي هو نشر المعلومات الصحيحة، لذا لا يجب أن يقدم محتوى التلعيب معلومات خاطئة للجمهور حتى في خيارات الأسئلة. بل يتم وضع إجابات حقيقية صحيحة ويترك للجمهور اختيار الأصح منها وفقًا لكل سؤال. 
  • لا تكثر من العناصر في محتوى التلعيب الواحد. فقط استخدم عنصرًأ واحدًا للتلعيب وقم ببناء القصة عليه لأنّ البطل هو القصة.  
  • تذكر أنّ العمل الصحفي هو الأساس ويبقى التلعيب وسيلة وليس غاية. 
  • كلما قمت بعملك الاستقصائي بشكل جيد وحصلت على معلومات ثرية من خلال المصادر والمقابلات وتحليل البيانات، كلما كان باستطاعتك إنتاج محتوى تلعيبي جيد. 
  • استخدم مصطلحات واضحة وجملًا قصيرة وبسيطة تناسب العامة في المحتوى التلعيبي. 
  • ليس هناك معادلة واضحة لنجاح المحتوى التلعيبي، لأنه يرتبط ويتوقف على العديد من العوامل منها نوع القصة ونوع الجمهور المستهدف ومدى اهتمامه بها والكود البرمجي والعنصر المستخدم في التلعيب والخطة التسويقية. لذا لابد من البحث المتكرر والقيام بتجارب والقياس المتعدد للجمهور للوصول لنسخة ناجحة من المحتوى التلعيبي. 
  • في القضايا الجدلية لا تستخدم عنصر الخيارات المتعددة.  
  • القصة تختار اللعبة وليس اللعبة تختار القصة. 

شبكة الصحفيين الدوليين التقت رشا عبدالوهاب خبيرة الإعلام الرقمي

صورة

 

كيف كانت البداية؟ 

بدأت كمصورة صحفية وانضممت لشبكة أريج وأسست قسم الملتميديا، وعملت لـ 12 عامًا في التدريب الصحفي والإشراف على التحقيقات الاستقصائية، وحصلت على درجة الماجستير عام 2017 في إدارة الإعلام والاتصالات من جامعة ماكروميديا في ألمانيا وكان موضوع الرسالة عن استخدام التلعيب في تعليم وتدريس الإعلام. 

ما تقييمك لنجاح المحتوى التلعيبي في العالم؟  

هناك العديد من التجارب الناجحة مثل الأمثلة التي تحدثنا عنها حصدت جوائز. 

ماذا عن الوطن العربي؟ 

حتى الآن لا يوجد هناك أمثلة واضحة في الدول العربية يمكن الحكم عليها، لدينا كوادر جيدة وإمكانيات تستطيع أن تنشئ المحتوى التلعيبي، ينقصنا فقط الإدراك للإضافة التي يحققها التلعيب. نحن في حاجة لرفع درجة الوعي بين المؤسسات والقيادات الصحفية والإعلامية بأهمية استخدام التلعيب وقدرته في تطوير تقديم المحتوى وزيادة تفاعل الجمهور. 

ما الذي نحتاجه في الوطن العربي لتقديم محتوى تفاعلي/تلعيبي ناجح؟ 

نحتاج لدراسة وفهم الجمهور العربي المحلي، واهتماماته وقضاياه وطريقة تفاعله وسبل تحفيزه، من خلال المرور بمرحلة بحث وتجارب نستطلع من خلالها الألعاب التي يهتم بها المواطن العربي ويقبل عليها، ونضع أيدينا على العناصر الأقوى التي تحتويها لتكون مدخلاً للتلعيب، بالإضافة للعمل على تطوير ألعاب وعرضها قبل الشروع في إنتاج القصص الصحفية التلعيبية. 

بجانب ذلك يجب أن يتوفر عنصران بالمحتوى الصحفي التلعيبي الناجح:  

  • القيمة Value: إذا لم تستطع تقديم قيمة حقيقية فلا حاجة لاستخدام التلعيب. 
  • أن تجيب على تشكك القارئ وسؤاله الافتراضي: ما هو هدفك من القصة التلعيبية. 

ما هي التخصصات الوظيفية المكونة للفريق المسؤول عن إنتاج القصص الصحفية التلعيبية؟ 

فريق التلعيب يمكن أن يتكون من: 

  • مطور برامج (Developer). 
  • فريق صحفي استقصائي لجمع المعلومات وإجراء المقابلات وتحليل البيانات وقراءة الخرائط. 
  • Creative Director لتحويل البيانات والمعلومات لصور أو جرافيك أو أنيمشين. 
  • يمكن الاستعانة برسامي كاريكاتير أو كارتون في بعض الحالات. 

هل يمكن إضافة عناصر اللعب لكل القصص الصحفية؟ 

لا تصلح كل القصص لأن تتحول لمحتوى تلعيبي. هناك قصص ومحتوى لا يستحق مثل الذي يفتقر للمعلومات الثرية، أيضًا هناك بعض الموضوعات الحساسة التي قد تسبب ألمًا أو شعورًا بالإهانة لأصحابها إذا تم تناولها من خلال المحتوى التلعيبي، مثل تجارة الجنس أو تجارة الأطفال.

هل هناك أدوات مجانية مخصصة لصناعة محتوى التلعيب؟ 

لا يوجد أدوات مجانية لصناعة المحتوى التلعيبي لأنه يتطلب في الأساس صناعة كود برمجي مخصص للقصة الصحفية، كما أن الأدوات المجانية قد تؤثر سلبًا على كفاءة عرض القصة. 

للمزيد يمكنكم الاطلاع على المقالات التالية: 

مستقبل الوظائف الصحفية: كيف تنجو في معركة الوجود مع الذكاء الاصطناعي؟ 

تقرير رويترز للأخبار الرقمية: ماذا تخبئ المنصات الاجتماعية وجمهورها للصحافة والصحفيين؟ 

التغطية الكاملة لمنتدى إعلام مصر.. نحو صحافة مهنية حرة

 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة روديون كوتسايف.