فيما يتفشّى فيروس "كورونا" في أكثر من مئتي دولة في العالم، التزم معظم الناس بالتباعد الإجتماعي والحجر المنزلي للحدّ من زيادة العدوى والإحتماء من الإصابة، وبالتالي زاد اللجوء إلى المنصات الإخبارية الرقمية لمعرفة آخر مستجدات الفيروس، على حساب الصحافة الورقية التي كانت قد تلاشت مبيعاتها أصلاً، كذلك فقد ارتفع معدّل الضغط على شبكات الإنترنت حول العالم.
وفي هذا السياق، يمكن للصحفيين والمؤسسات الإخبارية الإستفادة من وجود الناس في منازلهم وجذبهم إلى قراءة مواقعهم للإطلاع على الأخبار. ومن بين الطرق التي يمكن للمؤسسات الإخبارية اعتمادها، إنشاء نشرات بريدية خاصّة بـ"كوفيد 19"، وإرسالها إلى الأشخاص المستهدفين، ما يزيد من قراءات الموقع ويتيح بناء شبكة متابعين جدد، كذلك تساعد النشرات المؤسسات الإعلامية على تكوين تواجد لها أكبر في المجتمعات، خلال الأزمة الصحية العالمية، لا سيما وأنّ معظم الناس يعملون ويدرسون ويراسلون الأطباء والمصارف ويقضون حاجاتهم الأساسية عبر الإنترنت في منازلهم، ويتصفحون بريدهم الإلكتروني باستمرار.
من جهتها، أنشأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرة إخبارية بريدية مخصصة للأخبار والمعلومات حول "كورونا" في الولايات المتحدة وحول العالم، والإشتراك فيها مجانيّ. وتتضمن النشرة خريطة تفشي الفيروس وتجيب على الأسئلة الشائعة. وفي 26 فبراير/شباط تمّ تأكيد تسجيل أول حالة لفيروس كورونا في البرازيل، وفي اليوم ذاته، أطلقت GaúchaZH نشرة إخبارية خاصة ومتاحة للمشتركين، وهي تتضمّن جميع المعلومات حول "كورونا".
وفيما يلي تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين أبرز الإرشادات لإنشاء نشرة بريدية خاصة بـ"كوفيد 19":
تصميم النشرة: يجب أن تكون النشرة البريدية واضحة من حيث الخط والألوان والصور المستخدمة، ويمكن تضمينها إنفوجرافيك تعرّف الناس على تطور إصابات فيروس "كورونا" والدول التي يتفشى فيها الفيروس أكثر من غيرها. ولهذا الغرض يمكن الإستعانة بـ Canva، الموقع الذي يتيح تصميم رسائل جميلة ولافتة الشكل وسهلة القراءة، وتنزيلها كملف PDF جاهز للطباعة أو إرسالها إلى قائمة تضمّ الإيميلات مباشرة من كانفا.
إختيار عنوان النشرة: لا بدّ من اختيار عنوان جذاب ويشدّ القارئ لفتح النشرة البريدية، والإبتعاد عن وضع إسم المؤسسة الإخبارية كعنوان.
المحتوى الجيد: قبل إرسال الرسالة البريدية إلى القرّاء، لا بدّ من جمع الروابط التي تتضمّن المحتوى الأهم والأبرز والمتخصص حول "كورونا"، والذي يفيد القراء عند الإطلاع عليه. ويمكن أن يكون المحتوى يضمّ معلومات أو دراسة طبية جديدة وموثوقة حول الفيروس، تحديثًا لأرقام الإصابات في الدولة التي تُرسل فيها الرسالة البريدية، إضافةً إلى تقديم نصائح حول كيفية العمل من المنزل والإعلان عن أدوات وخدمات يمكن للناس استخدامها عن بُعد وخلال تواجدهم في الحجر المنزلي.
الكتابة بأسلوب سهل: يجب أن تكون الأخبار المرسلة في النشرة البريدية حول "كوفيد 19"، ذات عناوين مختصرة ومحتوى موجز، ولا بدّ من تقليل استخدام المصطلحات التقنية لتكون المعلومات المقدّمة سهلة الفهم وقريبة من أكبر من المتلقين.
العامل الإيجابي: تؤثر الأخبار السلبية على المتلقين، ويمكن أن تؤرقهم، كما تجعلهم يهربون من فتح الرسائل البريدية من الجهة التي ترسل أخبارًا سلبية أو تبث الخوف بنفوسهم، لذلك على المؤسسة الإعلامية البحث عن مواضيع تطمئن الناس، وتشاركهم بروابط حول قصص الناجين من "كورونا"، والدراسات حول السعي لإيجاد لقاح يمكنها أن تريح القرّاء، ويعودون بالتالي إلى فتح الرسائل البريدية والنقر على الروابط لقراءتها.
الصور: تعدّ الصور عنصرًا أساسيًا لجذب القراء على فتح النشرة البريدية، ولذلك يمكن للمصورين الصحفيين في المؤسسة الإعلامية أن يزودوها بصور خاصة عن "كورونا"، مثل صور للأدوات الطبية والقفازات والكمامات والمستشفيات والمختبرات والشوارع والأسواق شبه الخالية من الناس، أو يمكن أن تستعين المؤسسة بصور حاصلة على رخص للإستخدام، من خلال فليكر، أنسبلاش، شاترستوك وآي ستوك.
إشراك الجمهور: بهدف أن يشعر القارئ أنّه ينتمي للمؤسسة التي ترسل الأخبار ويثق بها ويتابعها، وأنّه ليس مشتركًا فحسب، على المؤسسة أن تشرك الجمهور وتطلب منهم أن يرسلوا المواضيع التي يهمهم التطرق لها حول الفيروس في التغطيات المستقبلية.إنشاء قاعدة بيانات: يمكن تقسيم عناوين البريد الإلكتروني للقراء وفق اهتماماتهم، فمثلاً إرسال الأخبار عن تعليق المباريات والبطولات والمسابقات العالمية للمهتمين بالشـأن الرياضي، وإرسال تقارير حول تأثر الإقتصاد العالمي بجائحة "كورونا" إلى رجال الأعمال والمحللين الإقتصاديين.
قياس تأثير النشرات: يتيح تتبع البيانات معرفة الأوقات التي يفتح فيها المشتركون الرسائل، وبالتالي تحدد المؤسسة الإخبارية الوقت الأنسب لإرسال كل نشرة. كما يمكنها تقييم التفاعل مع النشرات من خلال تحليل معدّل فتح الرسالة وتكلفة الرسالة ومعدل تحويل الروابط فيها.
إرسال النشرة: يمكن الإستعانة بـMail chimp، إحدى أقدم منصات التسويق عبر البريد الإلكتروني، إضافةً إلى Campaign Monitor, TinyLetter, Drip, ConvertKit, Substack .
تضمين الأزرار الخاصة بمواقع التواصل الإجتماعي بالنشرة: مثل وضع أزرار "تحويل الخبر – Forward"، "الإعجاب – Like"، "المشاركة – Share"، إضافةً إلى أيقونتي "تويتر" و"فايسبوك" لنشر الخبر الذي يعجب المستخدمين عن "كورونا" على هذه المنصات الإجتماعية.
أمور يجب الإبتعاد عنها: ليس من الضرورة أن ترسل للناس أنّ الموظفين في المؤسسة الإخبارية يعملون من المنزل وأنّ "كوفيد 19" لا يؤثر سلبًا على الخدمات الإخبارية للمؤسسة، كذلك يجب عدم إرسال معلومات قديمة أو غير مهمة.
إذًا، الفرصة متاحة الآن للمؤسسات الإخبارية لكي توسّع نطاق إرسالها للنشرات الإخبارية المتخصصة بالفيروس الذي يشغل العالم، لكن لا بدّ من التركيز على أنّ المشترك هو شخص تقدّم له المؤسسة خدمة إخبارية ويجب التعامل معه كعضو ينتمي إلى المؤسسة وليس وسيلة للإستفادة من قراءاته ومشاركاته فقط.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة ماركوس وينكر، والصورة الثانية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش.