أصدر مركز بيو للأبحاث في أواخر مارس/آذار دراسة أثارت غضب الكثير من المراسلين في الولايات المتحدة الأميركية، ومن بين أكثر النتائج الجديرة بالملاحظة هي ما كشفه التقرير عن أنّ معظم الأميركيين يعتقدون أنّ الأخبار المحلية تسير أمورها بشكل جيد ماليًا، في الوقت الذي يدفع 14 بالمئة منهم فقط مقابل الحصول عليها.
ورأت الكاتبة في صحيفة "واشنطن بوست" مارجريت سوليفان أنّ هذه النتائج أثارت قلق الذين يعتقدون أنّ الأخبار المحلية مهمة للغاية في ثقافتنا، وتبيّن أنها تحتاج إلى دعم عام، مشيرةً إلى أنّه يتوجب على الصحفيين القيام بعمل أفضل لشرح المهنة للقراء.
وناقشت سوليفان مع ثلاثة من الصحفيين الذين يعدّون الأخبار، أبرز الطرق المبتكرة لتمويل التقارير المحلية المهمة، وتحدّثت في مقابلة مع شبكة الصحفيين الدوليين عمّا تفكّر به لتواصل أفضل مع القراء وما تتوقعه لمستقبل الصحافة.
شبكة الصحفيين الدوليين: يبدو من خلال كتاباتك حول الصحافة والأخبار المحلية أننا بحاجة إلى شرح مهنتنا بشكل أفضل. ما هي نصيحتك للمراسلين والمحررين وكيف يمكننا أن ندافع بشكل أفضل عن أهمية ما نقوم به؟
سوليفان: من خلال التحدث إلى الناس، الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين نتواصل معهم من خلال عملنا. يمكن تحدي الأشخاص الذين يدعون أننا ننتج أخبارًا مزيفة أو ما شابه، والكتابة عن ذلك، كذلك التحدث إلى مجموعات حول هذا الموضوع.
شبكة الصحفيين الدوليين: تتمتع الصحف بميزة الوصول السهل إلى قرائنا. كيف يمكننا التواصل بشكل أفضل معهم؟ هل تؤيدين أن تقوم المؤسسات الإخبارية بتوضيح كيفية وأسباب اختيار إعداد بعض التقارير؟
سوليفان: نعم، أعتقد أنّه على المؤسسات تحضير الأدوات. لقد اعتدت القيام بدردشة مباشرة مع القرّاء، وكل هذه التقنيات مفيدة وكذلك الإجابة على التعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي عندما يكون الأمر مناسبًا.
شبكة الصحفيين الدوليين: كمحررة عامة في صحيفة التايمز، كنت ناقدة أساسية للصحيفة. ما هو انتقادك اليوم حول الطريقة التي تتفاعل فيها الصحف المحلية ومحاولة تأقلمها مع المناخ المتغير لوسائل الإعلام الإخبارية؟
سوليفان: إن الصحف في موقف صعب، على القيمين عليها توسيع وتوطيد الروابط مع المجتمعات، إذا أرادوا أن يستمروا على المدى الطويل، كما عليهم الإستمرار ببناء الجسر مع العصر الرقمي حاليًا ومستقبلاً.
شبكة الصحفيين الدوليين: العديد من قرّاء الأخبار المحليين من المتقدمين في السن وما زالوا يفضلون الصحف المطبوعة على وسائل الإعلام الرقمية. كيف يمكن لوكالات الأنباء الموازنة بين هذين الميدانين، وهل يمكننا استخدام وسائل الإعلام المطبوعة والرقمية بطرق مختلفة لتحقيق نفس الهدف: الدعوة إلى التعرّف على أهمية مهنتنا؟
سوليفان: كشخص عمل في الصحف المطبوعة لوقت طويل، لا أريد أن أرى الصحف تبتعد عن النسخ المطبوعة. في الحقيقة أرى أن قراءة الصحف المطبوعة هي تجربة متفوقة، وأعتقد أن قراءة الصحيفة من الصفحة الأولى إلى الأخيرة هي واحدة من أفضل الطرق للبقاء على اطلاع على ما يجري. عندما يتخلى الناس عن عادة قراءة الورق، فإننا على الغالب سنخسرهم. مع هذا، علينا الإدراك بأن كثيرين لديهم توجه رقمي الآن، لذا علينا أن نقوم بالأمرين معا، على الأقل في الوقت الحالي. وهناك أنواع من المحتوى تناسب أكثر الشكل الرقمي مثل الرسوم البيانية، ويجدر بنا استخدامها، هذا توازن صعب بالطبع، ولا أعتقد أنّ العديد من المؤسسات الإخبارية استطاعت تحديده.
شبكة الصحفيين الدوليين: سألتِ خلال انعقاد جلسة بحثية التي أدرتها لواشنطن بوست مؤخرًا، أعضاء اللجنة إذا ما كانوا يعتقدون أنه سيكون هناك عدد كافٍ من المؤسسات الصحفية التي لا تبغي الربح لتكملة ما يُفتقد على المستوى المحلي. هل تعتقدين أن المؤسسات التي لا تبغي الربح هي مستقبل الصحافة؟
سوليفان: أعتقد أنه في المناطق الحضرية الكبيرة، يمكن أن تكون المؤسسات التي لا تبغي الربح جزءًا، ويؤسفني أن أقول إنني لست متفائلة بشكل كبير بمستقبل الصحافة على المدى الطويل في القرى الأميركية ومدنها الصغرى.
شبكة الصحفيين الدوليين: بدأت أنت كمتدربة في صحيفة بلدتك. هل تفعلين الأمر ذاته الآن؟ هل تنصحين المتخرجين الجدد أو الصحفيين الشباب بالبدء من هناك؟
سوليفان: إذا كنت تستطيع الحصول على فترة تدريب في إحدى الصحف، فهذا رائع، وأنا أوصي بذلك بكل إخلاص. هذه الفرص أقل الآن، وتمثّل واحدة من المشاكل الكبيرة لأنّ الصحف الورقية كانت بمثابة أرضية جيدة للتدريب. وأعتقد أن الصحافة الآن أهم بكثير من ذي قبل، وآمل بأن يجد الصحفيون الموهوبون طريقهم للقيام بعمل جيد.
للإطلاع على أعمال سوليفان، إضغط هنا.
الصورة الرئيسية من الجلسة التي عقدتها واشنطن بوست.