نصائح وأدوات لكشف المعلومات المضللة حول الحرب الروسية على أوكرانيا

Feb 28, 2022 في تغطية الأزمات
صورة تعبيرية لكشف التضليل

غرقت وسائل التواصل الإجتماعي بالمعلومات المضللة خلال الأيام الماضية بعدما شنّت روسيا غزواً على أوكرانيا، حيث بدأت مقاطع الفيديو والأخبار المشكوك فيها بالظهور بشكل واسع.

وفي ظلّ التدفق الكبير للمعلومات غير الدقيقة، بات التمييز بين المعلومات المضللة والمعلومات الزائفة أمراً صعباً، لذا تقدم شبكة الصحفيين الدوليين في هذا التقرير المعمّق مجموعة من الإرشادات والأدوات التي تساعد الصحفيين في التغطية الصحفية للأحداث في أوكرانيا بعيداً عن الوقوع في فخ المعلومات والأخبار المضللة.

بعد بضع ساعات على إعلان روسيا بدء عملية عسكرية في أوكرانيا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بشكل واسع قيل إنه لطائرات روسيّة تدخل المجال الجويّ الأوكراني، وحصدَ الفيديو مئات المشاركات وآلاف التعليقات على فيسبوك وتويتر وإنستجرام، إلا أنّ الفيديو المتداول للطائرات الحربيّة هو مقتطف من فيديو مدّته حوالى خمس دقائق منشور على الإنترنت منذ سنوات.

الفيديو ليس الوحيد، حيثُ انتشرت بشكل واسع فيديوهات قديمة أو من مناطق ثانية، وعليه ينصح عدد من المتخصصين باستخدام تطبيق Verification Plugin الذي يسمح (من خلال علامة التبويب Keyframes) بتقطيع الفيديو إلى سلسلة من المشاهد، وانطلاقاً من هذه المشاهد، يمكن القيام ببحث على محركات عدّة، كما هو الحال في البحث عن الصور.

وفي محاولة لكشف وتوثيق مقاطع الفيديو والأخبار المشكوك فيها على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام الحكومية الروسية، صمّمت Bellingcat Investigation Team جدولًا لكشف وتوثيق بعض مقاطع الفيديو ويتم تحديثه بشكل يومي، ويمكن للصحفيين الاستفادة منه لمعرفة المعلومات والفيديوهات المضللة.

ويعدّ التعرّف على الأخبار المُضللة صعباً لأنّها تحتوي جزءًا حقيقيًا من الخبر، لكنّه مأخوذ من سياق معيّن، وبدون هذا السياق يختلف المعنى. وحتى لا يقع الصحفي ضحية للأخبار المضللة، تعتبر أداة Youtube DataViewer  أو (عارض بيانات الفيديو) الذي طوّرته منظمة العفو الدولية وسيلة فعالة أيضاً للسماح بالعثور على جميع المواقع التي يظهر فيها الفيديو الذي تتقصى فيه.

كذلك ينبغي الاستعانة بدلائل بصريّة مثل لافتات متاجر، أو لوحة تحمل اسم شارع، أو أسلوب معماري، أو طراز من الأثاث، أو إشارات السير، أو النبات، أو حالة الطقس أو لوحات تسجيل السيارات، وهو ما يساعد الصحفيين في التوصل إلى تحديد موقع الفيديو أو حتى تاريخه. 

 

صورة

إضافة إلى الفيديوهات المضللة تنتشر الصور أيضاً بشكل واسع عبر وسائل التواصل الإجتماعي من بينها الصورة المتداولة التي تظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي في ساحة القتال، إلا أنّ عملية بحث عكسية بسيطة للصورة أظهرت أن الرئاسة الأوكرانيّة وزّعتها في التاسع من نيسان/أبريل 2019، وتظهر الرئيس خلال زيارة ميدانيّة في إقليم دونباس.

وينصح باعتماد عملية "البحث باستخدام الصورة" أو "البحث المعكوس"، إذ تستند المعلومات المضلّلة أحياناً كثيرة إلى صور أُخرجت من سياقها. والأمر هنا في غاية البساطة، إذ يكفي طرح الصورة على محرك بحث لمعرفة ما إن كان يتعرّف عليها ويعود إلى مصدرها. كذلك يمكن أخذ لقطة للشاشة "سكرين شوت" من الأشرطة المصورة والبحث على جوجل، وسيعرض محرّك  البحث على الفور المصادر التي كانت نشرت هذه الصورة، مع تاريخ النشر ومكان التقاط الصورة والمحور المرتبط بها.

ويمكن للصحفيين تحميل الصورة في أحد محركات البحث مثل Google images, Tineye, Bing, Yandex للتحقق من مصداقيتها.

وفي حال كان الصحفيون يستخدمون متصفّح جوجل كروم، يمكن النقر على الزرّ الأيمن، ثمّ النقر على "البحث عن أصل صورة" بواسطة جوجل عندها يبحث المحرّك في ذاكرته عن صور مطابقة أو مشابهة، ما قد يقود إلى المصوّر الأصلي وتاريخ ومكان التقاط الصورة.

ويمكن للصحفيين استخدام موقع منْ نشرَ ماذا؟ وتاريخ العثور على الصور. خذ رابط المنشور والصقه في مكان البحث مع التّاريخ المستهدف. يمكنك أيضًا تحديد الشخص الذي نشر الصّورة، والعثور على حسابه على تويتر عبر بحث غوغل، والتّواصل معه للسؤال عن الصورة.

ولا يكتفي البحث عبر الإنترنت حيث نتعامل مع مواضيع لا نملك معرفة مسبقة وافية عنها، وفي هذا السياق ينصح بطلب مساعدة صحفيين آخرين، حيث أتاحت منظمة Inside Newsroom قائمة بأكثر من 100 صحفي موثوقين يغطّون الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الأرض.

وللبحث عن مصدر ادّعاء أو اقتباس، يكفي في بعض الأحيان نسخ فقرة من النص الذي تعتقد أنه غير صحيح وطرحه على محرك بحث لمعرفة ما إن كان النص وردَ على الإنترنت قبل تاريخ نشره حديثاً، أو إذا كان مستخرجاً من مكان ثاني. 

ومع استمرار انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة تُشارك كريستينا تارداجويلا، وهي مديرة برامج في المركز الدولي للصحفيين ICFJ مع مجموعة من مدققي الحقائق من جميع أنحاء العالم في مبادرة لكشف الأكاذيب حول المعلومات المضللة للغزو الروسي على أوكرانيا، ويمكن للصحفيين الإطلاع على المبادرة من هنا: #RussiaUkraineConflict.

وهنا دليل مبسط موجه للصحفيين ومستخدمي الانترنت للمساعدة في كشف الفيديوهات المزيفة والمفبركة والحد من بث الأخبار الكاذبة، تم تطويره بواسطة كبيرة منتجي واشنطن بوست "نادين أجاكا" المتخصصة في منصات الفيديو، ومدقق الحقائق "جلين كيسلر"، بالإضافة إلى محررة التحقق من الفيديو "اليز صامويلز".

وإضافةً إلى ما سبق، يمكن أن يلجأ الصحفيون للتأكد من صحة المعلومات والمصادر على الإنترنت من خلال مجموعة من الأدوات أيضاً من بينها:

Web Archive: في حال كان الخبر الكاذب أو الفيديو محذوفًا، يمكن الإستعانة بهذا الموقع  للعثور على الصفحة الأصلية.

Fake News Detection Details: وهو نموذج آلي يمكنه التعرف على المعلومات الخاطئة بدقة، بنسبة 82 بالمئة، كما أنّه يتحقق من المصادر ويعرض تلك الموثوقة.

FactCheck.org: يمكن للمستخدمين طرح أسئلة في هذا الموقع حول صحة الأخبار السياسية، وبالتالي يقوم الفريق العامل في الموقع بتقصي الحقيقة وشرحها بشكل كامل لهم.  

Pic2Map: يمكن أن يستخدم الصحفيون هذه الأداة التي تقرأ البيانات الخفية للصورة، وتحدّد مكان التقاطها والأداة المستخدمة في التصوير.

Forensically: يمكن للصحفيين استخدام هذه الأداة لكشف الصور المفبركة والأجزاء التي تمّ تعديلها.

ولمعرفة المزيد حول أساسيات التحقق من المعلومات، يمكن الإطلاع على بعض المراجع التدريبية، من بينها دليل "الصحافة.. والأخبار الزائفة والتضليل" الصادر عن منظمة اليونسكو، و"دليل التحقق" من صحة المحتوى الرقمي في أوقات الطوارئ الصادر عن المركز الأوروبي للصحافة. 

ختاماً، تضمّ هذه الأداة من دليل المصادر المفتوحة لتغطية الحروب والنزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم، 25 مصدراً، بما فيها تحديثات مباشرة لحرب أوكرانيا وروسيا، متعقب حرب أوكرانيا، وخريطة الحرب الأوكرانية الروسية.

الصورة الرئيسية نشرتها كريستينا تارداجويلا، مديرة برامج في المركز الدولي للصحفيين ICFJ عبر حسابها على تويتر.